في عصرنا الحالي الحديث المتطور ،عصر التكنولوجيا ، والتقنيات العالية الجودة، أصبحت الأمهات معطلات عن أداء دورهن الرئيسي الذي خلقن لإجله ،في التربية والتوجيه السليم ،وأنزوين في زوايا عدة خلعن ثوبهن وتخلين عن دورهن في تربية أولادهن ،وأودعنه لغيرهن ،منها الخادمة التي أصبحت هي المعنية برعاية الطفل خلال سواء بوجود أمه في البيت أو خارجه ،أو إلى جهزة الحاسوب ،أو "النوت بوك"أو القنوات الفضائية التلفزيونية المخصصة للأطفال مثل "كراميش "،أو"سبيس تون" وغيرها من القنوات التي توجههم إلى ما يتعارض وقيمنا وعادتنا وتقاليدنا العربية العريقة ، المنبثقة من عقديتنا الإسلامية السمحة ، وإلى الأدوات ترافق الأطفال في تنقلاتهم وسير حياتهم وحتى تعلمهم طريقة إرتداء ملابسهم ،و نومهم ،وجميعها تنافي وظائف بالأم الأصلية التي تعلم وتروي حكاية ما قبل النوم التي تتعظ منها المستقبل وتأخذ منها الدروس والعبر .
كثيرات منهن يسمعن صوت الطفل يبكي و يعلو ،لكنه لا يستطيع الكلام لإنه حديث الولادة لا يعبر بالكلام ، بينما تقوم أمه الإصطناعية بتهدئته ،وهو متمرد يريد أمه الحقيقة التي حملت به في رحمها ،يريد من ترضعه رضاعة طبيعية غذاء بشريا متكاملا غير منقوص ليعيش بسلام دون أمراض يحمل المناعة ضد الأمراض العصرية المعدية ،أمهات اليوم ينومن أطفالهن على أنغام طيور الجنة ،مثل ماما "جابت بيبي"،أوأغنية "هالصيصان" وغيرها اغاني كثيرة لا تحضرني الآن ، لإني لم يسبق أن تعود أطفالي عليها،كنت أعلمهم كيف يقرأون القرآن ،وكيف يحفظون الأرقام ،وكيف ينصتون حين يتحدث الكبار،وكيف يكون الإحترام للآخرين ،أما أطفال اليوم آلات متحركة يتجاوبون مع صوت الهاتف المتحرك ،والتلفاز ويقلدون البرامج التي تقدم لهم بدل قدوتهم الأولى المتمثلة بالام والأب ،"ماما تطهو وبابا يزرع "،هؤلاء الأطفال يجدون في التقنيات الحديثة متعة وتسلية بدل التعلم من الاب القدوة حين كان الأب يسهر كي يتأكد من نوم أولاده بسلام ،اليوم الأطفال يسهرون مع الكبار في المقاهي والمطاعم ويستمعون لجلسات الكبار وأحاديثهم دون رقيب ،ووراء هذا أم صامتة لا تكترث لما يختزن في ذاكرة أبنها من سلوك وكلمات تسري مسرى الدم بجسمه وتختلط مع أحاسيسه وأفكاره ليبتعد عن الهدف الأسمى من وجوده كإنسان ليكون فطنا يملك الحس بما حوله ،ترى هل أمهات اليوم مثل أمهات أمس ،الجواب لديهن وحدهن ،وخير لقب يليق بهن أنهن "أمهات مع وقف التنفيذ" لإنهن يحرصن على جهاز متطور للتواصل الإجتماعي على الفيس بوك والتويتر،وعلى متابعة محطات ومواقع تبث لها أحدث صراعات الموضة أكثر من حرصهن على أطفالهن ،يحرصن على مواكبة العصر الحديث ،ويتناسيهن دورهن الرئيسي في تربية الأطفال بملامح تنغرس فيها القيم الإنسانية والواعز الديني ليكونوا قادة مستقبل .
هذه المقال جاءت إفراز لأفكار روادتني وأنا أتابع طفل في إحدى مركز التسوق ، أراد إقتناء لعبة إلكترونية وظل يبكي ،فإختزلت أمه الكلمات و لم تستطع إقناعه بعدم حملها بل أجبرها ببكائه لشرائها ،و أضطرها لدفع ثمنها بما يفوق موازنتها المقررة لشراء إحتياجات اسرتها في شهر واحد.