الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أيها الإنسان!!!

  • 1/2
  • 2/2

الكاتب الصحفي: محمد شباط أبو الطيب - سوريا - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

أيها الإنسان :هل تحب الجلوس وحدك بعض الوقت؟ وإن كنت كذلك فهل تفضل الجلوس في غرفة مغلقة ذات ترتيب معين أم تفضل حديقة المنزل؟ هل تحب الجلوس بين الورود والأزهار والأشجار في بستان تحيط بك الطبيعة الخلابة.
 أم في مكتبة واسعة  ممتدة بين خزائن ممتلئة  بالكتب والمجلات تتصفح العناوين والقصص والروايات وبعض الموسوعات والأبحاث  الموثقة بين  رفوف الكتب والأوراق والأقلام، أم كل هذا تحب. هل تفكر في خلواتك تلك بالآخرين فتحزن لما يقعون به من أخطاء تؤخر نهوضهم وتذهب بمواردهم، أم أنك تجلس تفكر بك وحدك غير آبه بالعالم من حولك؟ أم أنك تفر من الخلوة فرارك من الجذام.
أيها الإنسان المكرم من الرحمن : إن كنت ممن يخلون بأنفسهم بعض الوقت كل يوم فأنت إنسان، وإن كنت  تستثمر خلواتك تلك بما يصلحك ويصلح مجتمعك فأنت إنسان نبيل ) أيضا .
أيها  الإنسان المكرم :ائذن  لي أن أهمس في أذنيك بعض الكلمات مفادها  أن من قطع جنة الدنيا الخلوة بالنفس ذات الأهداف السامية مثل التعبد والتفكر بخلق الله سبحانه .
سؤال آخر يظهر إنسانيتك واضحة جلية. هل تحب أن يكون لديك صديق مقرب هو بالنسبة إليك موضع سرك ومكمن نصحك يقاسمك الهم ويستشعر همك  حتى قبل شعورك أنت به   ،فليس هناك أسمى من  الصديق الوفي الذي خلد الله تعالى صحبته لسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،وما ذاك إلا لأنه نموذج قرآني راق من الصحبة المترفعة عن كل شيء يمكن أن يوصف ،خلقا وخُلقا  لو تحلى به أفراد المجتمع لكان مجتمعا خيرا متصالحا مع نفسه ومع الآخرين .
 قال الله تعالى  (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )في أشد الظروف تظهر معية الله لمثل تلك العلاقات التي نشأت للنهوض بالمجتمعات رغم أنوف المفسدين فيها. فإن لم تكن تملك مثل هذا النوع النادر من الإنسانية والإيمان  في أيامنا تلك مجسدة في  الصداقة القائمة على الوفاء  فقد حرمت قطعة من أكثر قطع الجنة بهجة وجمال  في الدنيا ونعيما يكون استحقاقا ،  بل إنها قطعة يمتد بها الوصل ليصل الأخوان الصديقان إلى جنة الخلد سوية .
قال صلى الله عليه وسلم فيمن يكونوا تحت ظل عرش الله يوم القيامة والذي هو من أصعب ما يمر بالإنسان يوم لا ظل إلا ظله سبحانه   (ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ).
فيا أيها الأحبة  إذا كنتم ممن أنعم الله عليه بتلك المشاعر فأنت إنسان بكل ما تعني الكلمة من معنى  وهنيئا لكم إنسانية  تحيوا بها وتعيشوها  وتبثوها إلى  من حولكم عبقا نادرا من مباهج الحياة في زمن مادي عزت فيه مشاعر إنسانية كثيرة وتحول بعض البشر إلى مخلوقات أخرى لا تمت للإنسانية بصلة  .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى