لقد منحنا الله إمكانيات ذهنية وعقلية وروحية ونفسية هائلة جدا، منحنا التميز عن سائر خلقه، هذا التميز هو الذي جعل البشرية تتطور وتتقدم وتسير نحو العلو والنهضة المستمرة.
وواحدة من أهم صفات وخصال الإنسان الإعجازية، كما هو معروف، العقل، والذي يؤكد دوما العلماء أن عقل الإنسان يمتلك خصائص فريدة وإمكانيات مهولة، ولكن الإنسان نفسه هو من يقلل من إمكانيات عقله، وهو من يثبط من عزيمة وقوة عقله، وهو من يحدد فعالية هذا العقل.. ويدللون على مرحلة الطفولة، حيث تبدأ حياتهم بعفوية وحب للاستطلاع والمعرفة، وتبعا لهذا النهم المعرفي والذي يعد بمثابة غريزة، تتطور اللغة وتنمو المدارك الحسية والإدراكية ومعها تزداد قوة العقل دون حدود، حتى يبدأ الأبوين والمحيط الاجتماعي الذي يعش وسطه هذا الطفل، بكسره حماسه وذكائه تحت راية التربية، وترهيب للطفل تحت راية التعليم، فيكبر وقد تم تحديد أفكاره وتطلعاته وآماله المستقبلية وهو ما يعني تم تحديد قوة عقله ونبوغه.
وقلة من يخرجون عن هذا السياج، لتكون أفكارهم منطلقة ومبنية على ذكاء حقيقي، وكما قال القائد العسكري الشهير نابليون بونابارت: " ما يدركه ويؤمن به عقل الإنسان يمكن أن يتحقق" ولكن المعضلة دوما أنه قد يكون هذا الإيمان وهذا التطلع للمستقبل متواضع، والعقل سيستجيب لمثل هذه الحالة المتواضعة. والنصيحة أو الدرس في هذا السياق، منح أطفالنا المساحة الكاملة للتعبير والتفكير، وعدم القسوة عليهم بكلمات لتصرفات خاطئة نتجت عنهم، فهم في مرحلة الاكتشاف والنمو العقلي والنفسي.