قيل قديما لولا الغيرة لم تحمل النساء، وقيل أيضا موكب الضرائر سار وموكب السلافات حار ومجاز هذا ومعناه غيرة النساء من بعضهن البعض لهذا قلما نجد نساء يدعمن بعضهن لا سيما في الاجتماعات والمناقشات الساخنة ومجموعات الواتس أب وإدارات التحرير في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة خاصة المرئية منها والتاريخ الإعلامي يوثق الكثير من المواقف بين مذيعات وبعض مقدمات برامج أو إداريات اللواتي يرفضن أحداهن لغاية في نفسها.
المرأة هي المرأة منذ بدء خلق حواء وهي نفسها في عصرنا الحالي لكن حين بدأت سلاسة النساء قد بدأت بحواء لم تكن لحواء منافسة حينها إلا حين تدخل القدر بوقوع أول جريمة على الأرض بقتل قابيل بسبب النزاع على امرأة وتجرأ هابيل على أنثى كانت هي سبب النزاع بينهما كي يحظى بزوجة أخيه ،والغيرة تسببت في مصائب كثيرة وويلات لم يكشف النقاب عنها ولكن منذ قدم التاريخ للمرأة ضلع فيها لإن المرأة لا تحب المرأة وأن كانت قد أثنت عليها و صفقت لها في مواقف معينة لكنها في داخلها تشتعل غيرة منها وتحدث نفسها لماذا هي ،وما هو الزائد فيها ،وغيرها من الاستفسارات التي تعكس حقد دفينا داخلها يولد بين النساء سواء كن زميلات عمل أو أخوات أو زوجات أو حتى بين الجارات والصديقات .
لهذا قلما نجد نساء يقفن مع بعضهن البعض لنجد أحداهن تنعت الأخرى بالأنانية والإطالة أو رفض فكرة طرحتها إحداهن لنجد المعارضات الكثر لها لمجرد أنها فكرة تختزل أفكارهن وهن في الحقيقة يروجن لأمر هو أقرب إلى الأنانية في عرض منجزات لا تهم المجموعة برمتها وتفتح نقاشا بيزنطيا لا يمت بصلة للواقع.
خرجت من أكثر من مجموعة عبر موقع التواصل الاجتماعي الساحر الواتس أب جميعها تجمع بين مثقفين وإعلاميين وبين هواة ومبدعين وبين صحافيين واتفقنا مع أفراد المجموعة الأخيرة أن نرسل ما يهم الجميع من أمر طارئ على الساحة للمتابعة والنشر والتوعية وهذا جميعه كان للصالح العام وليس لفئة أو شخص معين.
الغيرة مرض وهي شيء واقعي بين كافة النساء وقلة من الرجال وللغيرة فوائد عدة إذا كنت أغار من نجاح وأنجاز فأقلده لا أهاجمه وأقلل من قيمته كما يفعل البعض الغيرة إيجابية إذا كانت للتطوير وتحسين أداء معين وتوجيه نحو إصلاح لا تقزيم وتحجيم ونعت بمسميات لا طاقة لنا بها فهي مقبولة وتبني نحو الأفضل لكن مخاطر الإصابة بهذا المرض ومحاذيره لا سيما حين تكون في ردود الأفعال السلبية المترتبة عليها والله وحده الأعلم بنتائجها على كلا الطرفين.