أكثر من ثلاثين عملا دراميا شاهدها الملايين عبر الفضائيات العربية ..طوال شهر رمضان الفضيل قدمت معظمها صورة سلبية للمرأة .. فهى إما نكدية .. أو وقحة .. أوإنتهازية ..أوخائنة أو قاتلة .. ولم نر النموذج السوي الذى يغرس القيم السامية فى نفوس أبنائنا .. إختفت الصورة الحقيقية للمرأة العاملة البسيطة الى لم تبخل على وطنها بفلذة كبدها .. والتى تتحمل أعباء الحياة بصبر وتواجه المتاعب بشجاعة من أجل أن توفر الحياة المستقرة لأسرتها الصغيرة التى هي أساس بناء الوطن المستقر.. فمثلا نجد (نيللي كريم )فى مسلسل (الأعلى سعرا)..زوجة تدفعها خلافاتهامع زوجها الى التقرب من آخر..و(سمية الخشاب )فى (الحلال) دجالة فى حارة شعبية تنصب على الناس .. و(هيفاء وهبي) فى ( الحرباية ) إمرأة ضعيفة لاتقوى على مواجهة المواقف الصعبة .. و(وفاء صادق )فى (اللهم إنى صائم )زوجة مفترية لاتخجل من ضرب زوجها أمام الجميع وسبه بألفاظ وقحة .
هذه نماذج للمرأة قدمتها المسلسلات خلال الشهر الفضيل .. وقد تابعت العديد منها بحثا عن افكار وقضايا تخدم المرأة العربية .. التى تعد أطفال الغد لتولى المسئولية فى أوطانهم .. وفوجئت بالتركيز على تلك النماذج الشاذة والغريبة .. صحيح أنها موجودة فى مجتمعاتنا ولاننكرها .. ولكن الدراما الجيدة لابد أن تقدم الواقع بتوازن يعكس الحرص على قيم المجتمع وغرس الأفكار البناءة فى نفوس النشئ
وقد لاحظت فى موسم مسلسلات هذا العام إنتشار بعض الأفكار الجريئة ..والألفاظ الخادشة للحياء .. وحوارات وصلت الى حد الوقاحة .. مما دفع الهيئة الوطنية للإعلام المسئولة عن إدارة المنظومة الاعلامية فى مصر مع المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام الى تحديد فئات عمرية لمشاهدة هذه الأعمال الدرامية ..حفاظا على القيم الاخلاقية وحماية لأطفالنا من المضمون الذى قد يساهم فى دفعهم الى الإنحراف .. فقررت – وهذا يحدث لأول مرة فى مصر – إضافة إشارة (زائد18)لبعض المسلسلات كما يحدث فى أوروبا عندما يمنعون الاقل من 18عاما من مشاهدة فيلم أو مسلسل معين لإحتوائه على مشاهد عنف وإستخدام مفرط للمخدرات وألفاظ لاتناسب أعمارهم مثلما حدث مع مسلسل (خلصانه بشياكه)و (هذا المساء) .. وهناك مسلسلات حملت إشارات(+12) و(+16).. ولكننا للأسف لم نجد إشارة (+7) المخصصة للأعمال التى يشاهدها الأطفال فى بداية سن الوعى
والسؤال المهم هنا هو : هل هذه الإشارات تمنع الأطفال والمراهقين من مشاهدة تلك الأعمال ؟ أظن أن الإجابة ستكون بالنفى ..لاننا فى زمن السوشيل ميديا لانستطيع منع أي شيئ من المشاهدة..
لقد نسي المؤلفون والمنتجون أننا فى شهر الصيام حيث تكثر الأعمال الخيرية .. وتجاهلوا أن القيم الاخلاقية مهمة لبناء مستقبل أوطاننا
إن التليفزيون جهاز مهم للغاية فى نشر التوعية والمسلسلات وسيلة خطيرة لبناء أفكار جيل المستقبل .. ومن المهم أن نقدم للجميع النماذج الجدية ليس فى مجال المرأة فقط ..ولكن فى كل فئات المجتمع حماية لأوطاننا وحفاظا على ابنائنا الذين يتحملون المسئولية بعدنا .