الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المرأة في الإسلام.. أنتِ الجوهرة المكنونة

  • 1/2
  • 2/2

عبد الحكيم المغربي - " وكالة أخبار المرأة "

لقد كثر الجدل والجدال حول المرأة في الإسلام وحقوقها، ويتشدق الغرب دائماً بحرية المرأة وحقوق الإنسان، وما إلى ذلك مما هو معروف لدى الجميع؛ بحجة أن المرأة المسلمة مظلومة ومهضوم حقوقها.
وهنا سوف أركز في مقالي هذا عن حق واحد من حقوقها التي يروج لها الغرب من ناحية، وحقوق الإنسان المزعوم من ناحية أخرى؛ ألا وهو حقها في اللباس وبما يسمى لدينا -نحن المسلمين- الحجاب، فكثر اللغط حول حجابها من الغرب.
بل -وللأسف الشديد- من بني جلدتنا من المسلمين أنفسهم من إعلاميي وشيوخ السلطة، وجميعهم سواء بالداخل أو الخارج، يقدمون الفتاوى المزيفة الواحدة تلو الأخرى؛ بل ويروجون بوسائل إعلامهم المأجور لتشويه حجاب المرأة المسلمة، وتصويرها للعالم على لأنها امرأة مهضوم حقها، ومقهورة والإسلام وضعها داخل خيمة.
بل وصل الأمر ببعضهم لوصفها بأنها بهذا الحجاب داخل سجن معزولة عن العالم، وأنها مسكينة لا حول لها ولا قوة، وكثير من التهم والأكاذيب الملفقة افتراء عليها؛ بل وافتراء على ديننا الإسلامي الحنيف وكتابه العظيم، حيث يقول ربنا -تعالى- في محكم التنزيل: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيماً" (سورة الحجرات: 59).
وهنا، أقول لهم جميعاً، وأوضح لهم بمثال بسيط جداً رداً عليهم وعلى أكاذيبهم الملفقة وأسأل أحدهم سؤالاً: ماذا تفعل إذا كان عندك شيء مهم بمكتبك أو منزلك وغالي الثمن؟ هل ستتركه دون اهتمام ودون وضعه في مكان آمن حسب قيمته وأهميته؟ وإذا كان هذا الشيء أكثر قيمة وسعره يساوي ملايين على سبيل المثال؛ فماذا سيكون عملك تجاه حفظه ورعايته؟ سوف تضعه وتحجبه بعيداً عن الأنظار في مكان أكثر أماناً، حيث قيمته وغلاوته عندك، أليس كذلك؟
فما بالك لو كان هذا الشيء من الجواهر الثمينة التي لا تُقدر بثمن، فماذا أنت فاعل به؟ ستضعه بعينيك وتخاف عليه خوفاً شديداً، وتبحث عن مكان آمن لحجبه عن أعين الناس وضعاف النفوس؛ بل وتغطيه وتضعه في مكان آمن وسري جداً؛ حتى لا يصل إليه بشر من كثرة خوفك عليه، فضلاً عن قيمته لديك وعندك؛ لأنه أصبح بالنسبة لك كالكنز المكنون، وستدفع الغالي والنفيس في حجبه عن هؤلاء بأي وسيلة ممكنة.. أليس كذلك؟!
فإنتِ -أختي الحبيبة في الله- عندنا بالإسلام كالكنز المكنون؛ بل لدينا جوهرة غالية لا تُقدر بثمن، فأمَرنا الخالق عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نحافظ عليك، نقدرك ونحجب أنوثتك وجمالك عن الرجال غير المحارم لكِ؛ بل وعن الذئاب البشرية ونحافظ على جسمك منهم، ونجعلك كالجوهرة المكنونة لزوجك حلالك.
وبهذا، تكونين بالنسبة له ذات قيمة عالية بعينه، وبهذا يحترمك ويقدرك ويحافظ عليكِ وستصبحين عنده سيدة المنزل، المربية لأجيال سيتخرجون من بعدك فتيات وسيدات محترمات بالمجتمع، لهم كل الحب والاحترام، فضلاً عن رضا خالقهم ثم رضا رسولهم سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام.
أهذا أفضل أم أن تكوني -أختي في الله- رخيصة عارية تمشي على أحدث صيحات الموضة، من قَصات الشعر وأحدث الأزياء، التي تجعل من جسدك كالحلوى المكشوفة بالشوارع والطرقات، فماذا سيحدث لها؟ سيتم انتشار الذباب والحشرات عليها وتصبح غير صالحة للمأكل أو المشرب، وتترك أمام المارة حتى تصبح من الأشياء الرخيصة العفنة، التي ليس لها أي قيمة تُذكر، وتُرمى بعد ذلك بالمزابل مع القاذورات، أليس كذلك يا أختاه؟!
أتوافقين -أختاه- في أن تكوني مثل الحلوى رخيصة الثمن المعروضة بالشوارع والطرقات مغطاة بالذباب والحشرات، أم تكوني كالكنز والجوهرة المكنونة مغطاة بحجاب ساتر لأنوثتك، وجسمك الغالي لدينا، حجاب شرعي أي لا يصِف ولا يشفّ ليبين تفاصيل جسمك، حجاب محترم يغطي بدنك الغالي كافة، ولا يظهر حُسنك من شعرك وخلافه وتمشي بيننا بكل احترام وتقدير من القاصي والداني، وتصبحي حقاً بأعيننا الأخت الشريفة العفيفة الجوهرة المكنونة؟ هذا مثال بسيط يبين لكِ حقيقة إسلامنا ونظرته لكِ، وحقيقة الترويج والتلفيق وحقوق الإنسان الغربية المزيفة.
فهذا هو إسلامنا وهذه حقيقة تقديره لكِ، وعليك الاختيار إما أن تكوني كالحلوى المعروضة بالشوارع والطرقات مغطاة بالذباب والحشرات، وأما أن تكوني كالجوهرة المكنونة التي لا تُقدر بثمن.
اللهم أني بلغت اللهم فاشهد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى