الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ظاهرة الحجاب الرمضاني المؤقت.. بين القبول والرفض

  • 1/2
  • 2/2

القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "

على الرغم من أن هناك فريقا كبيرا معارضا لفكرة ارتداء الحجاب في شهر رمضان وخلعه بعده، إلا أن هناك فريقا آخر يؤيد هذه الفكرة باعتبارها بداية الطريق الصحيح والالتزام بالحجاب، مؤكدين أن الدين يسر وليس عسرا، وأن الفتاة بعد ارتدائها له في رمضان يمكن أن تتعوّد عليه وتقتنع به ولا تخلعه أبدا.
وتعتبر بعض الفتيات أن الحجاب أساسي في رمضان وفي غير رمضان، ويرين أن لجوء بعض الفتيات إلى الحجاب في رمضان خطوة إيجابية نحو الحجاب على الدوام، لأنّ الفتاة التي تخاف من أن يقلّل عدم ارتدائها للحجاب من ثواب صيامها يعني أنّ النزعة الإيمانية بداخلها قوية، لكن رغبتها في الاستمتاع بالحياة والجري وراء الموضة يجعلانها مترددة.
وأفدن أن الحجاب لا يحول كما تتخيّل بعض الفتيات دون أن يعشن حياتهن ويستمتعن بها، كما أنه لا يقلّل من جمالهن أو أناقتهن.
وفي المقابل تبرر الفتيات اللاتي يتحجبن فقط في رمضان وينزعنه بعده أنهن يشعرن بالاختناق من الحجاب ويجدن أنفسهن مضطرات لذلك في رمضان، لأنّه شهر صوم وصلاة وحجاب، ورغم ذلك يشعرن أنّه سيأتي اليوم الذي يرتدين فيه الحجاب لا محالة، لكن من دون ضغط أو إجبار، وذلك بسبب عشقهن للملابس التي تجاري ابتكارات الموضة.
وترى بعض الفتيات أنّ الحجاب ضروري للصيام كما هو في الصلاة، وبما أنهن يصمن فعليهن أن يتحجبن ثم بعد أن ينتهي الصيام يتخلين عن الحجاب ويمارسن حياتهن بشكل طبيعي، ورغم الهجوم الذي يتعرضن له يقلن إن الحجاب ليس لعبة ولكنه ضرورة للصيام، ولأنّهن يحترمن الصيام يرتدين الحجاب، ويتمنين أن يرتدينه على الدوام، لكنهن يشعرن بأنّهن لا يزلن في بداية حياتهن ويردن الاستمتاع بالمرحلة التي يعشنها، وحتما سيأتي اليوم الذي يتحجبن فيه ليبقين متحجبات على الدوام.
من جانبه، يقول الدكتور جلال الدويك، أستاذ علم النفس الارتقائي الإكلينيكي بكلية الآداب في جامعة القاهرة “ارتداء الفتاة للحجاب وخلعه ظاهرة منتشرة في المجتمعات العربية منذ سنوات، وهي دليل على وجود صراع داخلي بين رغبة الفتاة في الطاعة والالتزام بفروض الله سبحانه وتعالى، ورغبتها في الظهور بشكل جميل وجذاب.
وأضاف أن الفتاة في داخلها لديها قناعة بأن هذا هو الطريق الصحيح، وأن الحجاب فرض فرضه الله عليها لكنها أضعف من أن تتمسك بالالتزام به، لأن حاجتها إلى الظهور بصورة أنثوية لافتة للجنس الآخر أقوى في داخلها، بالإضافة إلى حاجتها إلى مسايرة الموضة ولفت الانتباه من خلال ملابسها وهيئة شعرها.
وأشار إلى أن ذلك يعد مؤشرا على تذبذب التفكير وضعف شخصية الفتاة، وعدم قدرتها على اتخاذ قرار مرتبط بدينها، لأنه من المفترض أن تكون تصرفات الإنسان متناسقة مع بعضها البعض، وتعتمد على منطق ومفهوم واضحين.
وحول أسباب هذه الظاهرة، يوضح الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأميركية، أن التدين والسير على الطريق الصحيح مسألة فطرية تأتي من الأسرة والتربية، وارتداء الفتاة للحجاب في شهر رمضان ثم خلعه تعد مسألة نفسية عقدية، نتيجة انعدام الوازع الديني عند أغلب الشباب من الجيل الحالي.
وأضاف أن الفتاة تواجه صراعا داخليا بين طبيعة الشخصية والقيم الدينية والأخلاقية، مما يجعلها تختزل الإيمان والتدين في شهر رمضان، في محاولة لإرضاء ذاتها وإقناعها بأنها ترضي الله وتطيعه بشكل صحيح، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية التي أجريت حول هذا الموضوع تؤكد أن المرأة كلما احتشمت زادت جمالا ووقارا.
كما لفت إلى أنه لا يمكن إقناع فتاة بالالتزام وارتداء الحجاب، فيجب أن يكون هذا الشعور نابعا من داخلها، لا لأن الفروض الشرعية يجب تنفيذها دون نقاش، لذلك نجد انتشار ظاهرة خلع الفتيات للحجاب خلال الأيام الأخيرة نتيجة عدم ارتدائه عن قناعة داخلية وانعدام الوازع الديني.
ويقول علماء نفس حول هذه الظاهرة إنّ شهر رمضان بما فيه من نفحات إيمانية ينعكس على كل أفراد المجتمع، ويوقظ بداخل كل شخص ما لديه من ضمير، فيبحث عندئذ عن أوجه القصور لديه ويحاول استكمالها، وحجاب بعض الفتيات في رمضان فقط هو نوع من تلك العودة إلى محاسبة النفس والعمل على معالجة القصور.
وأوضحوا أن الفتاة تستحي من أن تكون صائمة وليست محجبة فتلجأ إلى الحجاب، ثمّ ما أن ينتهي رمضان حتى تعود إلى سابق عهدها، وهي وإن كانت تشعر بالرغبة في التقرب إلى الله واستكمال الطاعة، فإنّها تشير أيضا إلى شعور الفتاة بالتقصير، وأنها تحتاج إلى إعادة النظر في ما ترتديه، ومن ثمّ فإنّ تلك الفتاة تحتاج إلى وقفة مع نفسها، إلى أن تحسم أمرها بصورة تجعلها راضية عن نفسها وعما ترتديه، مشيرين إلى أن ما تفعله هو نوع من عدم الرضا والرغبة في البحث عن الاكتمال.
ووجد مختصون أن اختيار الشخص لملابسه الخاصة يؤثر بشكل طبيعي على حالته النفسية، فكل إنسان له أسلوبه الشخصي في طريقة اختياره للملبس التي تميزه عن الآخرين، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يرتدون ملابس معينة نمطية لتتناسب مع مناسبة ما، والبعض يرتدي ملابس معينة حتى تترك انطباعا خاصا، والبعض الآخر يرتدي الملابس المتوفرة لديه.
وأشاروا إلى أن اختيار الفرد للملابس التي يرتديها تؤثر عليه بل ويمكنه تغيير شخصيته من خلال تغيير نمط ملابسه ونوعها وألوانها، مؤكدين على أهمية أن يحافظ الفرد على شخصيته المستقلة وعدم التأثر بأي مؤثرات خارجية من شأنها أن تؤثر بشكل خاطئ على الشخصية، وهي من الأشياء التي يجب تجنبها لأن لكل فرد شخصيته التي يتميز بها والتي تظهر منذ الوهلة الولى من خلال ملابسه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى