يعد فصل الصيف مصدر إزعاج وقلق بالنسبة للعديد من النساء، وبشكل متزايد النساء الأصغر سناً. وعموماً من وجهة نظر جمالية، تعتبِر النساء ظهور "الأوردة العنكبوتية" أو "الدوالي" على مستوى الساقين أمراً غير لائق.
لحسن الحظ، أكدت الدكتورة أنجيلا ميغيل، المتخصصة بجراحة الأوعية الدموية في المعهد الطبي للعلاج بالليزر في مدريد، أن "هذه الأوردة العنكبوتية السطحية ليست خطيرة كما نتوقع"، بحسب موقع abc الإسباني.
لكن تعتبر الدوالي مصدر قلق للنساء؛ فقط لأنها "تشوه" مظهر سيقانهن. ولا يمكن أن تشكل الأوردة العنكبوتية خطراً على صحة المرأة إلا في بعض الحالات؛ عندما ينتج عن الدم الراكد في الأوردة أعراض تخثر الدم؛ وهو ما يسبب آلاماً على مستوى الساقين.
في بداية الأمر، تجدر الإشارة إلى أن ظهور الدوالي مسألة تميِّز النساء على وجه الخصوص؛ لأن المسألة متعلقة بالهرمونات لا غير. وفي هذا الصدد، قالت الأخصائية إن "الرجال لا يعانون هذه المشكلة؛ لأن أجسامهم لا تنتج هرمون الأستروجين. لكن في معظم الأحيان، مثلاً في القاعات الرياضية، نلاحظ ظهور الدوالي لدى بعض الرجال، وهو ما يدل حتماً على أنهم يتناولون حبوباً لزيادة هرمون الأستروجين".
وأضافت الأخصائية أنه "من المثير للاهتمام أن العديد من رجال الشرطة أو الإطفاء يضطرون إلى تناول حبوب الأستروجين؛ من أجل تكبير العضلات. في المقابل، بمجرد بروز الأوردة العنكبوتية؛ بسبب الزيادة المفرطة في نسبة الأستروجين بالجسم، يتوافدون على استشارة الأخصائيين؛ من أجل التخلص من هذه العلامات".
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأخصائية إلى أن "النساء هم أكثر عرضة لهذه الحالة، ويعود ذلك إلى عوامل وراثية، فضلاً عن تناول حبوب منع الحمل. ولعل تناول هذا النوع من الحبوب في سن مبكرة سيسرع حتماً بروز الدوالي على مستوى الساقين وفي مرحلة مبكرة أيضاً. إلى جانب ذلك، هناك بعض العقاقير التي تتناولها النساء للوقاية من سرطان الثدي؛ ما من شأنه أن يُنتج لديهن أنواعاً عديدة من أمراض الأوعية الدموية".
خرافات كاذبة
لا بد من إلقاء نظرة على بعض الخطوات والعادات الصحية التي يمكن اتباعها للحصول على سيقان مشدودة ومثالية وأكثر جاذبية. وبناء على ذلك، اختلفت الآراء وتضاربت حول التأثير السلبي أو الإيجابي للأنشطة الرياضية في القضاء على الأوردة العنكبوتية. في المقابل، تبين أن للنشاط الرياضي دوراً فاعلاً وتأثيراً إيجابياً في تحسين عمل الشرايين والأوردة، لكنها لا تحول فعلاً دون ظهور هذه الأوردة العنكبوتية.
لكن رغم ذلك، لا تعد قلة النشاط البدني والخمول بالأمر الجيد؛ لأنه يعرقل عمل الدورة الدموية الوريدية. وعموماً، كلما زادت حركتنا زادت إمكانية تصريف الدم إلى الأوردة.
علاوة على ذلك، يعتقد العديد أن جلوس القرفصاء من شأنه أن يسرّع بروز الدوالي المزعجة، لكن هذه المعتقدات لا تمت إلى الواقع بصلة وليس لها أي أساس من الصحة. ويكمن أفضل حل للوقاية من الأوردة العنكبوتية في تجنب تناول وسائل منع الحمل.
من ناحية أخرى، على النساء اللاتي يحاولن التخلص من هذه المشكلة التي تشوه منظر أجسامهن، الأخذ بعين الاعتبار أن هناك العديد من أنواع العلاجات. لكن من المستحسن البدء في هذه العلاجات قبل قدوم فصل الصيف؛ نظراً لأنها سوف تؤدي نوعاً ما إلى تشوه مظهر الساقين؛ إذ يمكن أن تُصاب الساقان بالانتفاخ، أو نلاحظ بروز تخثّرات دم، أو احمرار وبقع.
إلى جانب ذلك، ينصح بعدم تعريض الجلد المصاب لأشعة الشمس، لذلك ينبغي اتخاذ القرار في وقت مبكر.
في المقابل، تحذر الطبيبة المختصة أنجيلا ميغيل من أن "علاجات الأوردة العنكبوتية البسيطة لن تقضي عليها بصفة نهائية؛ لأنها لا تعمل على علاج السبب الأصلي والحقيقي لهذه المشكلة. في الواقع، تعمل العلاجات البسيطة على محو الآثار الواضحة على مستوى الساقين، لكنها لا تقضي على أصل المشكلة".
وفي شأن ذي صلة، أوردت الخبيرة أنه "لا يمكن أن يحدد التصوير بالأشعة فوق الصوتية أسباب ظهور هذه الخطوط الحمراء في الجسم. كما أنه من الضروري، القيام بفحوصات ومراقبة دورية كل سنتين بعد الخضوع لعلاج معين للتخلص من الدوالي. في المقابل، يختلف علاج الأوردة العنكبوتية المَرضية، أي السميكة جداً، عن علاج الدوالي الرقيقة؛ إذ يتم علاج هذه الحالة عن طريق غلق نقطة التلاشي وتجديد الوريد، كما يتم إصلاح مصدر المشكلة الحقيقي".
كيفية العلاج؟
وأضافت الأخصائية أنه "يمكن علاج هذا المرض عن طريق الضمان الاجتماعي؛ لأنه يعد من الأمراض المزمنة، وعادة ما تنجر عنه بعض المخاطر، فضلاً عن كونه مؤلماً جداً في أغلب الأحيان".
ومن بين الأساليب التي تساعد على إزالة الدوالي السطحية نذكر العلاج الضوئي. ويتمثل هذا العلاج في استخدام مادة رغوية متصلبة يتم حقنها في جدار الوريد، لتزيد من حجمه. ونظراً لكونه رقيقاً جداً (مليمتر واحد)، يزداد حجمه بسرعة فائقة ويبقى مغلقاً.
ومن بين أبرز علاجات الأوردة العنكبوتية، نذكر العلاج بالليزر، حيث يتم تعريض الدم المار عبر الوريد المصاب إلى الحرارة حتى يضمر تماماً.
وفي هذا الصدد، أوردت الأخصائية أن "العلاج بالليزر يعد أكثر ديمومة؛ لأنه يقضي على الوريد المتضرر. لكن، سيؤدي استخدامه وحده مباشرة فوق العروق دون اللجوء إلى علاجات أخرى بشكل مسبق، إلى إلحاق الضرر بالوريد وقد يتسبب أيضاً في بعض الحروق. وبالتالي، لا ينصح الكثيرون من الخبراء بهذا العلاج".
إلى جانب ذلك، أضافت الأخصائية أنه يمكن حقن الأوردة المصابة بفقاعات يتم الحصول عليها عن طريق مادة سائلة وافقت عليها وكالة المنتجات الطبية الإسبانية.
ويتم مزج هذه المادة بسائل آخر للتخفيف من نسبة تركيزها؛ لأن هذه العملية لا تتطلب نسبة تركيز عالية. في الأثناء، بينت الخبيرة أنه "عندما يتم حقن هذه المادة فسوف يمكن ضوء الليزر من الاتصال مع جدار الوريد وتدمير الأوردة المصابة. وبهذه الطريقة، يصبح هذا العلاج أكثر فاعلية بمعدل 20 مرة".
وفي السياق نفسه، أوردت الأخصائية أنه "على الأرجح يعد هذا الأسلوب من أكثر الأساليب سرعة وأماناً؛ إذ تمكن جلسة علاج واحدة ومراجعة واحدة للطبيب من إرضاء المرضى. فضلاً عن ذلك، لا تتطلب هذه العملية تخدير المصاب".
الدوالي المَرضية
أما بالنسبة للدوالي المَرضية، فيتمثل أفضل علاج لها على المدى الطويل في العلاج الكلاسيكي. ويكمن هذا العلاج في إزالة الوريد جراحياً عن طريق إدخال قسْطر على مستوى نقطة التلاشي وحقن مواد سائلة تعمل على تصليب الأوردة وغلق مجراها لتتم بذلك إزالة الجزء المصاب منها.
فضلاً عن ذلك، هناك علاجات أخرى في هذا الغرض، لكنها تستغرق وقتاً أطول على الرغم من أنها أكثر نجاحاً. ويتمثل هذا العلاج في "العلاج داخل الوريد"، الذي يستخدم ألياف الليزر أو الترددات اللاسلكية للوصول إلى نقطة التلاشي ليتم سحب الجزء المصاب وحرق الوريد.
وتتطلب هذه العملية تخديراً موضعياً فقط. وعلى أثر هذه العملية سيتمكن المريض من السير على أقدامه منذ البداية، لكن يتعين عليه استخدام جوارب ضاغطة.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ فترة، لجأ الأخصائيون إلى العلاج عن طريق الرغوة الذي يمكن من تضخيم جدار الوريد لتسهيل عملية دوران الدم ومنع تخثره. وفي هذه الحالة، أبرزت الأخصائية أن "معدل الانتكاس يصل إلى 40%".
وفي ضوء هذه المعطيات، أشارت الأخصائية إلى أنه في الآونة الأخيرة، تم اكتشاف مادة لاصقة، مشتقة من مادة سيانو أكريلات، يتم تطبيقها بنفس طريقة "العلاج عن طريق الأوردة". باختصار، يتم تسريح الوريد من خلال قسْطر صغير إلى حين الوصول إلى نقطة التلاشي، ومن هناك يتم حقن هذه المادة قطرة قطرة بين كل 3 مليمترات.
ومن إيجابيات هذا العلاج أنه لا يحتاج أيضاً إلى التخدير؛ لأنه نادراً ما يتسبب في الألم، لكن مدة فاعلية هذا العلاج لا تزال مجهولة؛ نظراً لحداثة هذه التقنية وندرة التجارب السريرية.
والجدير بالذكر، أن الخبير الإسباني كارلوس بونيت هو أول من استخدم طريقة العلاج عن طريق الوريد. وللقيام بالمزيد من التجارب، اضطر الباحث إلى السفر إلى الولايات المتحدة للبحث في الموضوع؛ ليتوصل بذلك إلى هذا الاكتشاف بالتعاون مع أخصائي أميركي. وفي هذا الصدد، أكدت الخبيرة أن "معدل الانتكاس قد بلغ 0.3 في المائة فقط".