ليست خاطرتي تلك لبث التشاؤم بل لنطوع الواقع بشكل إيجابي نفيد منه جميعاً ونستفيد فحر الدنيا لا يقارن بفيح جهنم والعياذ بالله. اشتكت النار لخالقها سبحانه فقالت (أكل بعضي بعضاً )/فأذن لها سبحانه بنفسين نفس في الصيف فهذا ما تجدونه من شدة الحر، ونفس في الشتاء وهذا ما تجدونه من شدة الزمهرير. هذه الأيام تمر بمعظم بلداننا موجات حر متتالية حيث وصلت درجات الحرارة إلى ما يفوق ال40 مئوية او خمسين في بعضها حتى اشتكى الناس وامتلأت وسائل التواصل بتلك الشكاوى والنكات التي أطلقت تعليقا على تلك الحرارة التي تجعل المرء يضيق ذرعا بكل شيء حوله من شدة الحر . بعض الفئات الراقية جدا تعاملت مع هذا الواقع بإيجابية ورقي حتى أنني قد سمعت أحدهم ممن لا يملكون ثمن أدوات التبريد والتكييف يقول تخيل أنك في أجواء منعشة تكييف مع واقعك (إيجابية يحسد عليها )بعض الأشخاص ربطوا تلك الحوادث بنار جهنم فسمعتهم يدعون (اللهم إن كانت هذه نارك في الدنيا ولا نطيقها فيا رب أجرنا من حر جهنم )إسقاط رائع تقوى وورع وتذكير بما عند الله خوف من عذابه ورجاء وطمعا في رحمته. لقد خلق الإنسان من طين مشوي (صلصال فخار) ثم حوله الله تعالى لحما ودما فإن أحسن إلى نفسه ساح في أعلى الجنان (جنة عدن، جنة النعيم، جنتين ذواتي أفنان، الفردوس الأعلى) (أنهار وثمار. حور عين وقصور) أما إن كان من الغافلين اللاهين الذين لا تهزهم قوارع قدرة الله فستعيد النار شواء جلودهم التي كلما نضجت بدلت جلودا غيرها زيادة في العذاب والعياذ بالله. فاختر لنفسك أيها الإنسان أيهما تفضل أن تحييا في الجحيم تلظى أو بأعلى جنان إذا فلنعلم أن كل عذاب في الدنيا لا نملك له تغييرا سينقلب نعيما مقيماً يوم يقوم الناس لرب العالمين إن كان لسان حالنا ومقالنا يلهج باسم الله رضا بقضائه وشكراً لما قدره الله لنا . فلنتذكر ذلك دائماً ولنتعامل مع واقعنا بقمة الإيجابية جمعنا الله وإياكم في الفردوس الأعلى اللهم آمين أجمعين.