الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ولا عزاء للطبيب النفسي!

  • 1/2
  • 2/2

 كلما رأيت صورة الطبيب النفسي في الدراما العربية، أتعجب من إصرار كتاب الدراما على تحقيق هدفٍ لديهم شبهُ اتفاقٍ عليه، وهو تشويه صورة أصحاب هذه المهنة ذات الدور الحيوي في حياتنا؛ فقد تفنن كتاب الدراما في صنع صورة كاريكاتورية ساخرة للطبيب النفسي، والتي غالباً لا تظهره بصورته في الواقع، أو حتى القريبة من هذا الواقع، فعلى مدار سنوات مضت والدراما المصرية - باستثناء أعمال نادرة منها - تُظهر الطبيب النفسي وكأنه قد مسه الجنون، أو لنقل لديه أثر أو مسحة غير طبيعية انطبعت عليه جراء معاشرته واحتكاكه الدائم بالمرضى، فلقد أضرت تلك الصورة المموَّهة بكيانٍ علميٍّ قائم بالفعل، وامتد الضرر ليصل إلى كافة الشرائح المرتبطة بالطب النفسي، بدءً من الطبيب أو المعالج، ومروراً بالمريض النفسي أو المريض العقلي، وصولاً إلى علم الطب النفسي، وانتهاءً بالمجتمع كاملاً. وليست هذه مبالغةً في ظل سيطرة الصورة على المتلقي.
كما أن ذلك التناول لصورة الطبيب، يرافقه تناول أشد إيلاماً لصورة الشخص الذي يعاني من مشكلات نفسية تستدعي علاجها، فلقد ساهمت الدراما في إعلاء قضية وصم المريض النفسي بالجنون، وبالتالي فقد شاركت الدراما في إحجام المريض في الواقع عن الوصول إلى الطبيب وتلقي العلاج، إذ إن هذه الخطوة سيستتبعها بالطبع سلسلة من الفضائح والعبارات التي ستناله وأسرته من الجيران والأصدقاء، إذا ما علم أحدهم بتردده على طبيب نفسي.
لقد كان من الأجدر بالدراما أن تكون معنية  باللطبيب النفسي، بوسيلةً ميسرة  لنشر ثقافة العلاج النفسي في المجتمع، وهذا ما نراه في الأعمال الدرامية الأجنبية التي تستعين بهذا التخصص، خاصة عند معالجة موضوعات مرتبطة بالعلاج النفسي.
فذلك الإصرار وباستمرار ومن خلال العديد من الأعمال الدرامية التليفزيونية والسينمائية، بل ورسوم الكاريكاتور، على طبع الطبيب بصفة غير العاقل الذي مسه ضربٌ من العته أو الجنون، أمرٌ أضر بسمعة الطبيب النفسي، وبصورته لدى عامة الشعب الذي يستقي معظم ثقافته من الدراما، وأضر بهيبته كطبيب معالج، وبالتالي أصبح هناك صعوبه في اقتناع الشارع العربي بقيمة ذلك الطبيب وقدرته على علاج مرضاه، فأصبحت أشهر ألقابه: "دكتور المجانين"!
عبير الكلمات:
* إذا كنت تردد دائما أنك حر.. فكيف تصبح عبداً لعاداتك وأهوائك؟!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى