(من اشكال العنف ضد المراة عمليات الختان التى تتعرض لها المراة منذ الصغر لتشهد اول عمل اجرامى منظم موروث من عادات وتقاليد وافكار باليه ترتكبها الاسر فى حق بناتهن وللاسف ان الاسرة تعتبر يوم الختان عيدا يحتفل به غير مفرقين بين الضحية والجلاد ورغم الهجمة الاعلامية والمواجهة المنبرية والكنائسية للظاهرة واعلان يوم6 فبراير يوما عالميا لمواجهة ظاهرة الختان الا اننا لم نلاحظ اى تأثير ايجابى لفعاليات هذا اليوم اللهم الا اجتماعات مغلقة لم تصل الى القاعدة العريضة)
حيث جاء تقرير نسبة الختان فى المحافظات المصرية البالغ عددها 27 محافظة صادما للجميع بعد ارتفاع نسبة معدلات العنف المتمثل فى عمليات الختان الى الى نسبة عالية بل وصل الى نسبة عاليا فى المحافظات الحضرية مما يؤكد ان مقاومة العادات السلبية فى المجتمع يحتاج الى تواصل دائم مع الجميع وليس يوما لعقد اللقاءات والندوات والنزول الى القواعد العريضة
حيث جاء فى التقرير الصادر من المجلس القومى للمراة ما هو ان اعلى المحافظات فى اجراء عمليات الختان هى الاقصر بنسبة 90% وبنى سويف 75% ومطروح 70% والاسماعلية65% وشمال سيناء ودمياط والوادى الجديد وبورسعيد والسويس ةالجيزة وسوهاج بنسبة 50% والاسكندرية والشرقية والبحسيرة والفيوم واسيوط بنسبة45% وجنوب سيناء والغربية والمنيا بنسبة40% وكفر الشيخ واسوان بنسبة35% وقنا33% والمنوفية28% والبحر الاحمر27% والدقهلية 22% والقليوبية20% والقاهرة 13% ويظهر من هذا الاحصاء ارتفاع نسبة الختان فى محافظة الاقصر وبنى سويف ومطروح وكلها محلفظات صعيدية وقبلية تقل فى القاهرة والدقهلية والقليوبية وهى محافظات تعد حضرية
تقول الصحفيتان المصريتان جيهان حسن وجاهنده عبد الحليم:-
يقولون الكثرة تغلب الشجاعة وهي طفلة وحيدة وسط مجموعة لا تعرف للوعي وللإنسانية أو الشفقة طريق وبعقول يملؤها الجهل وعادات موروثة عن طهارة البنت وعفتها تراها ترتعش رعباً وقهراً تحاول الهروب يلاحقوها وها هي تقع بأيديهم كالفريسة وبمشرط بارد يمتد لمكان عفتها ويبتر ويشوه بكل جبروت وعنف صلتها بعالم الطفولة الوردي بحجة صونها , وتطلق حينها آهات بصرخة ألم يهتز لها الحجر ولا تحرك لهم ساكن وإما يحالفها الحظ وتعيش مشوهة طيلة حياتها أو لا يحالفها كـ ( بدور , سهير , فاتن , نرمين وغيرهن) الكثيرات اللائي فقدن حياتهن بسبب الختان ..
صرخات تطلقها الفتيات المصريات وقصص مريعة و آلام ومخاطر تمر بها منذ القدم بسبب ما تتعرضن له من إنتهاكات وأبرزها قطعاً هو "الختان" تلك العادة القميئة التي لطالما حطمت داخل كل فتاة إنسانيتها وتركت شرخاً عميقاً لا يستطيع شئ ترميمه مهما مر عليه الوقت , وراح ضحيتها الكثيرات.
نعم القضية قتلت بحثاً وتناولتها العديد من وسائل الإعلام منذ عام 1994م وأجريت حولها أبحاث ودراسات عن أبعادها من أسباب ومخاطر ونتائج وغير ذلك, وخرج علينا الكثير من علماء الدين الإسلامي والمسيحي والأطباء وأخصائي النفس والإجتماع فضلاً عن منظمات المجتمع المدني العالمية والمحلية والقانونيين لتجريم هذه العادة الموروثة ولكنها لم تجدي نفعاً في القضاء عليها فمازالت تمارس حتي الآن في قري الريف والصعيد .
صحيح أنه في السادس من هذا الشهر يحتفل كل عام باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث كيوم توعوي بمخاطره وحث الناس – من يصل لهم المعلومة- علي ترك هذا الأمر المشين والمهين للمرأة, وها نحن نأخذ جولة صغيرة في عام 2014م لنعرف بعض الآراء - خاصة لعدد من الفتيات- حول رؤيتهم لختان الإناث ؟ وهل هو عادة أم ضرورة للفتاة؟ وهل تعرضت له أم لا؟ ورأيهن في الأهل الذين مازالوا يمارسوها علي بناتهم ؟ وكيف نقضي عليها تماماً ؟
وتقول م. استشاري / سحر لطفي مقررة المجلس القومي للمرأة ببورسعيد ان للمجلس خطة قادمة لمناهضة ختان الاناث من خلال عمل ندوات توعية للامهات والنساء بالقري الريفية ببورسعيد وستهتم بثلاث محاور لهذه الظاهرة نفسيا وصحيا ودينياً , من خلال الاستعانة بالطبيبات والاطباء المتخصصين في امراض النساء والداعيات ومشايخ الدعوة بالازهر الشريف لتكون توعية متكاملة الاركان.
أما عن رأي الدين الإسلامي الحنيف في تلك العادة فيقول الشيخ إبراهيم لطفي - أمين عام الرابطة العالمية لخريجي الأزهر ببورسعيد و عميد بيت العائلة البورسعيدية- أنه إختلفت الآراء الفقهية حول وجوب ختان الاناث او لا , وقال العلماء في هذا الامر انه يرجع الي حالة الفتاة ومن يحددها هو الطبيب او الطبيبة , ما اذا كانت تحتاج الي ختان او لا ؟ وان كان هناك اية اضرار ستلحق بالفتاة وتؤثر علي العلاقة الزوجية فلا ضرورة له . ويضيف الشيخ ابراهيم لطفي انه قد ورد عدد من الاحاديث عن النبي صل الله عليه وسلم , عن ام عطية رضي الله عنها ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال لها "اخفضي ولا تنهكي" , بمعني الا تقطع هذا الجزء قطع يؤثر علي بلوغ الفتاة او علي حالتها و الا تقضي عليا اطلاقاً.
ويقول القس "بيمن صابر" - كاهن بكنيسة الأنبا بيشوي – نحب دائماً أن نشارك في أية فعالية لتوعية المرأة التي تمثل جزء كبير بالمجتمع فهي الزوجة والأم التي تؤثر بدورها في كل الشعب .
ويذكر عن الختان أنه عادة إجتماعية وليست دينية بالمرة ولا يوجد في المسيحية سواء في الكتاب المقدس أو كتابات المسيحيين الأوائل أي إشارة لختان الإناث فهي عادة دخلية علي الشعب المصري نتيجة للهجرات والإحتلال المتكرر علي مصر .
ويوضح أن الختان يشار له للرجل فقط في الديانة اليهودية ولا يوجد في العهدين القديم والجديد , وأعتقد أنها إنتشرت لدي الشعب المصري كنوع من أنواع العنف ضد المرأة كحرمانها من الميراث والتعليم والعمل والمشاركة المجتمعية أيضاً يسلبوها حقها في الحياة الطبيعية بقمع جسدها – بالختان- .
ويوجه كلمة كل من يفكروا ممارسة هذه العادة علي بناتهم أن العفة حياة مستمرة وعليكم تعليم بناتكم العفة في فكرها ومبادئها وليس بجسدها فالإنسان العفيف يحافظ علي عفته مهما كانت بيئته وغير العفيف سينساق وراء أي مؤثر خارجي ويفقد عفته .
وتقول هانم الباز - محامية وناشطة حقوقية- ان هذه القضية قتلت بحثاً من قبل منظمات المجتمع المدني , وكان هناك تخوفات منا في ظل النظام السابق , حيث عاشت مصر حينها حالة من الردة في الدفاع عن حقوق الطفولة والمرأة والتي تجسدت في الدعوى التي رفعها عدد من المحامين الذين ينتمون لتيار الاسلام السياسي للمطالبة بالطعن علي عدم دستورية المادة 212 مكرر من قانون العقوبات والخاص بحظر ختان الاناث وتجريمه بحجة مخالفته لاحكام الشريعة الاسلامية وهذا مخالف للحقيقة.
ودللت الباز علي هذه الردة قائلة أن احدي عضوات حزب الحرية والعدالة في محافظة المنيا , قرية العزيزية بالتحديد , قادت قافلة طبية لاجراء عمليات الختان للاناث بالقرية بأجور رمزية وبعض الحالات بالمجان ويسرت لهم هذا الامر , مما جعل منظمات المجتمع المدني تتحرك ثانية لمحاربة هذه الظاهرة من جديد.
وتتابع كعادة النظام السابق محاولة لفت الانظار لقضايا فرعية كالختان وتخفيض سن الزواج وسن الطفل وغيرها ليبعدنا عن القضايا القومية الهامة ولكن الآن نتمني وكلنا أمل أن تحدث نهضة حقيقية وتتحسن الأوضاع .
وتري إيمان أحمد – 27 سنة ليسانس آداب - أن ختان الإناث جريمة وليست مجرد عادة خاطئة ؛ لما يسببه من أضرار نفسية كبيرة للفتاة ويشعرها أنها مقهورة و بتر جزء من جسمها من قبل أن تعرف ما هو ولماذا ؟؟
وتتابع للأسف تعرضت لهذه الجريمة وأثرت في نفسيتي بشكل سلبي جداً والكارثة أنها منتشرة وبشدة في المجتمع خاصة في الريف والصعيد أكثر من أي مكان آخر , وللقضاء علي هذه الجريمة لابد من التوعية الدينية والإجتماعية لأننا في مجتمع لايكترث لصحته.
وأضافت نبحث لماذا يقدم الناس علي الختان وما هي الأسباب المعتقدين في صحتها وننفيها لهم , و لن يستجيب الناس للتجريم الحكومي وأقوي منه التجريم المجتمعي , وأقول لمن تسول له نفسه ويعرض ابنته لهذه الجريمة ليس هناك شئ في الدنيا يساوي الخوف والوجع والقهر والإنكسار والأزمات النفسية التي ستعرضوا ابنتكم لها وهي ليست من الدين ولا من السنة.
وتوافقها الرأي فاطمة عبدالوهاب – 31 سنة ماجستير محاسبة- رأى فيه أنه جريمة ولابد من العقاب لمرتكبها بما فيهم الأهل فبأى منطق يقتلوا الإحساس لدي الفتاة وبعد ذلك مجبورة أن تكون زوجة ناجحة , إلي جانب غير الأثر النفسى الذي تتعرض له الفتاة وأن تعري ويقطع جزء من جسمها.
وتقول عن نفسى كنت سأتعرض للهذا الأمر عندما كنت في 11 من عمري تقريباً لكن الحمد لله رفض والدي وقال لوالدتي: " لو فيه حاجه زيادة عن الطبيعى ممكن تعملها عند دكتورة لكن طالما طبيعية خلاص" , أحمد الله أني طبيعية لكني أتخيل نفسى لو كنت تعرضت له ولمجرد التخيل أصبح فى قمة الإنزعاج فما بالكم بمن خاضوا التجربة.
وأكدت نقضى علي هذه الجريمة بالوعى أولاً وبالعقاب لمرتكبيه وللأهل الذين يسمحون بها فلابد أن يكون هناك رادع فهي جريمة بكل المقاييس تخرج للمجتمع إنسانة مشوهة نفسياً وجسدياً.
وتقول "ألاء علام" – 22 سنة- على حد علمى بهذا الموضوع أن ختان الإناث عملية ضرورية لبعض الفتيات التي تستدعي حالتهن ذلك ويحدد هذا الأمر طبيب متخصص , و أكثر الناس لا تفهم أنها قد تضر ببعض الفتيات وتسبب بذلك عقدة داخل البنت لايمكن أن تنساها.
وتؤكد أحمدالله لم أتعرض لهذه العملية فكنت دائماً أقرأ عن مخاطرها , و لابد من توعية الأهالى التي تتخذها عادة بدون مراجعة طبيب علي أيدي متخصصين فثقافتهم متدنية وذلك لإقناعهم بأنه أمر إضطرارى يلجأ إليه عند الحاجة , وبرغم من تجريم الحكومة لذلك قالت يقوم بهذه العملية طبيب متخصص وإن رفض وعرض الفتاة لخطورة يتحمل إهماله .
وتقول "ن.ع" – 27 سنة بكالريوس علوم- لقد حاربت والديا و هددت لو إقترب أحد ناحيتي سأقتله ومن رأيي أنه يحتاج لإستشارة طبية والكثيرين قالوا أن الختان ليس له علاقة بقدرة البنت أو رغبتها الجنسية أو هو من يجعل الفتاة تحافظ على نفسها ؛ ﻷن الأخلاق هي التي تفعل ذلك و كيف نقرأ يومياً مقالات تحرم تهذيب الحاجبان و في نفس الوقت جزء من جسم البنت يحدث له ذلك دون سبب مقنع وواضح , وللأسف هذه العادة ما زالت موجودة و بكثرة .
وتضيف تعرضت أختي الكبيرة و باقي بنات العائلة لهذه العملية و لم يعترض أحد ؛ لأنهم يروها أمر طبيعي وعندما كنت في الصف الثالث الإعدادي كنت سأقع فريسة لهم و كان كل همي ألا يري شخص غربب جسمي حتى لو إمرأة و لم أكن أتخيل الموقف إطلاقاً , و كلما حدثني أبواي عنه كنت أقول لهم على جثتي فلم أكن أري و لا أعي فائدة له غير أنها عادة , ووصلت لدرجة أنني أنام وأخبئ سكين تحت وسادتي وصاحبني الأرق وعدم الراحة لخوفي أن ينفذوا ذلك أثناء نومي.
و خلال استطلاعنا لآراء بعض الشابات المصريات ، و التي تبلغ من العمر السابعة و العشرين و ما زالت عزباء ، متعلمة ، مثقفة و عن رأيها أجابت انها ترى أنه نوع من التقاليد و العادات ليس اكثر ، و لا ترى له سبباً واضحاً أو فائدة تجلبها تلك العادة على الفتاة بل بالعكس إنها تؤثر بالسلب على نفسيتها و ثقتها بنفسها ، و نظرتها لكيانها ..
و عن تجربتها قالت إنها ككل الفتيات تعرضت للأمر و عرض عليها والداها إجراء تلك العادة و هي في الثالثة عشر ، و لكنها رغم أن هذا ما حدث مع باقي بنات عائلتها كالعادة ، لم تكن أبداً تتخيل أن يحدث لها ، لم تكن تتخيل أن تهان بتلك الطريق ، أن يعرض جسدها أمام احد حتى و إن كان من يقوم بتلك العملية امرأة .. كان خوفها و حرصها على خصوصيتها أكبر من أي شئ ، و أكبر حتى من ضغط والديها ، حتى انها هددت بقتل أي أحد يجروء على الاقتراب منها ..
و أكملت أنها كانت في تلك الفترة تنام أحياناً و قد خبأت سكيناً تحت وسادتها خوفاً أن يستغل اهلها نومها و ينفذوا ما يريدون .. و لكن نجحت بإصرارها و إقناعها تارة و عنادها تارة اخرى أن تفلت من تلك الحادثة نجحت و قد حمت أيضاً من أتى بعدها من اخوتها ، فلم يحدث لأختها الصغرى ما حدث لأختها الكبرى قبل ذلك.