الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

النساء مدعوات للمبادرة والتبرع بدمهن وبشكل منتظم للمساهمة في إنقاذ أرواح أسرهن

  • 1/2
  • 2/2

عمان - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

على الرغم من الحملات المنظمة طوال العام، فقد تراجعت أعداد المتبرعين بالدم الأردنيين من الذكور والإناث في بنوك الدم التابعة لمستشفيات وزارة الصحة الأردنية عام 2016 بنسبة 2.5% مقارنة مع عام 2015، حيث بلغ عدد المتبرعين عام 2016 بحدود 113032 متبرع/ متبرعة، في حين كان عددهم عام 2015 بحدود 115902 متبرع/ متبرعة.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن معدل التبرع بالدم في الأردن الى مجموع السكان الأردنيين تصل الى 1.7% (وتصل الى 1.1% بإحتساب سكان المملكة أردنيين وغير أردنيين)، وهي نسبة تشكل نصف النسبة تقريباً التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية (3% من مجموع السكان) لسد حاجة المستشفيات من الدم في الدول النامية.
وخلال عام 2016، فقد صرفت وزارة الصحة حسبما جاء في تقريرها السنوي لذات العام، ما مجموعه 108160 وحدة دم (500 سم3)، فيما بلغ عدد فحوصات الدم 3787641 فحصاً، ووصل عدد كميات الدم التالفة الى 7329 وحدة.
وتضيف "تضامن" بأن أعلى نسبة تراجع في أعداد المتبرعين كانت في مستشفى المفرق (42.2%) وأعلى نسبة زيادة في مستشفى الأميرة سلمى (20.5%)، وتراجع عدد المتبرعين في بنك الدم الوطني / عمان بنسبة 4.2%.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أن وحدة دم واحدة يمكنها مساعدة وعلاج أكثر من مريض / مريضة ، من خلال فصل الدم إلى عناصر مختلفة وتزويد المريض / المريضة بالعنصر الدموي الذي يحتاجه / تحتاجه فقط. ويتم فصل نحو (91%) من الدم المجموع في الدول المرتفعة الدخل و(72%) من الدم المجموع في الدول المتوسطة الدخل و(31%) من الدم المجموع في الدول المنخفضة الدخل إلى عناصر دموية.
كما ويتم اللجوء في الدول المرتفعة الدخل إلى عملية نقل الدم أساساً لدعم العلاج الطبي المتقدم والعمليات الجراحية المعقدة كجراحة القلب. أمّا في الدول المنخفضة الدخل فيتم اللجوء إليها في الأغلب لدى التدبير العلاجي لمضاعفات الحمل والملاريا التي تصيب الأطفال ويزيد من حدتها فقر الدم الشديد.
هذا وقد أشارات إحصائيات عام (2013) والصادرة عن وزارة الصحة بأن مديرية بنك الدم قد جمعت (200) ألف وحدة دم ، شكل التبرع الطوعي فيها ما نسبته (48.5%) والتبرع التعويضي من العائلة والأصدقاء ما نسبته (51.5%) ، حيث أن الأردن يمنع التبرع بمقابل مادي.
ومن حيث جنس المتبرع ، فقد أشارت الأرقام ذاتها الى أن نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم لم تتجاوز (2%) في التبرعات الطوعية المنتظمة ، وأن هذه النسبة ترتفع عند تنفيذ حملات تبرع ، فقد أشارت دراسة أعدتها مديرية بنك الدم على عينة عشوائية مكونة من (821) متبرع / متبرعة ، أكدت على أن (91%) من النساء الأردنيات لا يتبرعن بدمهن في الحملات العادية ، وأن (76%) منهن لا يتبرعن بدمهن في الحملات التي تنظم داخل الجامعات.
وتشدد "تضامن" على أن تدني نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم المنتظمة ومن خلال الحملات مرتبط إرتباطاً مباشراً بالثقافة المجتمعية التي تفرض في كثير من الأحيان هيمنة ذكورية وعدم مساواة في الفرص ، كما أن الكثيرات منهن لا يملكن الإستقلالية في إتخاذ القرارات ويبقين أسيرات لما يقرره الذكور من أفراد العائلة ، وقلة التوعية العامة بأهمية التبرع بالدم من كلا الجنسين على صحة كل منهما من جهة وعلى أهميته في إنقاذ العديد من الأرواح من جهة أخرى.
وترى "تضامن" بأن معاناة النساء الأردنيات وبنسبة مرتفعة من فقر الدم تشكل عائقاً إضافياً أمام تبرعهن بالدم ،  فقد أشار التقرير الأولي لمسح "السكان والصحة الأسرية في الأردن (2012)" والذي أطلقته دائرة الإحصاءات العامة نهاية آذار / مارس من عام (2013) الى فقر الدم بإعتباره من الأمراض الشائعة بين الأطفال والنساء في الأردن ، فواحد من كل ثلاثة أطفال يعاني من فقر الدم بنسبة تصل الى (32%) ، وأغلب هؤلاء يعانون من فقر دم خفيف (20%) وأن (12%) لديهم فقر دم معتدل ونسبة ضئيلة يعانون من فقر دم حاد. وتعاني ثلث النساء المتزوجات من فقر الدم ومن بينهن (26%) مصابات بفقر دم خفيف ، و(7%) بفقر دم معتدل ، ونسبة ضئيلة لديهن فقر دم حاد.
إن زيادة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم ستشكل علامة فارقة وزيادة كبيرة في وحدات الدم المتوفرة لمن يحتاج اليها من المرضى ، خاصة وأن العديد من النساء والفتيات والطفلات الفقيرات بشكل خاص واللاتي بحاجة الى وحدات دم هن الفئات الأكثر تأثراً من عدم وجود وحدات دم بكميات كافية مما يعرض حياتهن للخطر.
وتشدد "تضامن" على أن لا فوارق جسمية بين الرجال والنساء تحول دون التبرع بالدم ، وأن النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة ولا يوجد ما يمنع من تبرعهن بالدم ، مدعوات جميعهن للمبادرة والتبرع بدمهن وبشكل منتظم للمساهمة في إنقاذ أرواح أسرهن. وتدعو "تضامن" كافة الجهات المعنية وخاصة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص الى تكثيف جهود التوعية بأهمية التبرع بالدم وتنظيم حملات على مدار العام تهدف الى تشجيع النساء والفتيات على التبرع بالدم ، والعمل على تغيير الثقافة المجتمعية التي تمنعهن أو تحد من مساهماتهن.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى