كل مرض لديه إشارات وأعراض معينة، الإشارة هي تغير قد يلحظها المقربون منك أو الطبيب، أو الممرضة، أما العرض هو ما تشعر به فعلاً مع الملاحظة من الآخرين، أو الطبيب، ولكن ليس شرطاً أن يراه أو يشعر به الآخرون حتى لا تكون قاعدة، فمثلاً لن يلاحظ أحد سرعة تنفسك أو زيادة ضربات قلبك، أو تغيراً في لون الجلد، خصوصاً في المناطق التي لا تظهر للعيان.
السرطان هو مجموعة من الأمراض المتراكبة، بحيث يكون لها أعراض تبعاً لمكانه، حجمه، تدميره لبعض الأنسجة، وإذا كان منتشراً تكون الأعراض في كذا مكان في الجسم.
فمثلا وجود السرطان في عضو معين أو قريب من عضو لا بد أن يضغط على عصب أو أوعية دموية فيسبب أعراضاً معينة، ومهما صغر حجم الورم إلا أن يصدر إشارة معينة.
لكن هناك سرطانات قد لا تظهر أي نوع من الأعراض حسب مكانها، وأشهرها سرطان البنكرياس المتواجد في نصف البطن، لا تظهر أعراضه إلا إذا كبر حجمه وبدأ بالضغط على الأعضاء التي حوله، بالتالي قد يشعر المريض في ألم بالبطن أو اصفرار بالعينين والجلد، ولكن هذه الأعراض تنذر بأن الحالة متطورة جداً.
الانتباه للأعراض والعلامات مهم جداً؛ لأنه يفيد في العلاج المبكر للسرطان، والذي تكون نتائج الشفاء مضمونة على الأغلب.
هناك الكثير من الناس يتجاهلون بعض الأمور، مثلاً ملاحظة كتلة في الثدي مهما صغر حجمها لا بد من مراجعة الطبيب، ولا نلجأ لجوجل أو حديث الجارات، فكثير من السيدات ظنن أنها كتلة دهنية أو بقايا حليب، واكتشفن لاحقاً ومتأخراً أنها كتلة سرطانية!
السعال إذا لم يشفَ سريعاً أيضاً وإذا لم يكن مرافقاً لإنفلونزا يكون دليلاِ على سرطان في الجهاز التنفسي وهكذا..
العلامات العامة للسرطان:
لكن رجاء التذكر أن علامة واحدة مما سيذكر لاحقاً لا يعني بالضرورة أن لديك مرض السرطان! ولكن إن وجدت كذا علامة مع عدم تحسن ولمدة طويلة لا بد من مراجعة الطبيب.
* فقدان غير مبرر للوزن
وهو فقدان ملحوظ للوزن زيادة عن 10 كيلوغرامات وبدون سبب، مثلاً من خلال حمية قاسية، وهذا مؤشر غالباً لسرطانات البنكرياس والمريء والرئة والمعدة.
* الحرارة
وهي عرض يترافق مع السرطان، خصوصاً إذا كان الجهاز المناعي يعمل جاهداً على مقاومته، وعادة تظهر الحرارة عندما يبدأ السرطان بالانتشار من موقع لآخر، ولكن قد يكون مؤشراً مبكراً لسرطان الدم واللوكيميا والليمفوما.
* التعب غير المبرر
وهو التعب الذي لا ينتهي بالراحة، بل يكون بازدياد، وهو علامة مبكرة لسرطان اللوكيميا، وعلامة أخرى على أن السرطان يتمدد، وبعض السرطانات مثل القولون والمعدة يتم فيهما فقدان دم بطريقة غير ملحوظة مما يسبب أيضاً التعب.
* الألم أو الوجع
قد يكون الألم علامة مبكرة سريعة لبعض السرطانات، مثل سرطان العظام وسرطان البروستات، وكذلك الصداع الذي لا يبرأ بالمسكنات، وهو علامة لسرطان الدماغ، و كذلك وجع الظهر غير المبرر (لا يتضمن من يعاني من ديسك وشد عضلي أو كسور)، وهو علامة لسرطان القولون والمستقيم وكذلك المبيض، ولا بد من معرفة أن الألم المتباين (أكرر غير المبرر) في كذا منطقة دليل على انتشار السرطان.
* تغيرات في الجلد!
مثل التصبغات الغامقة، تقرحات لا تشفى، اصفرار، نمو غير مبرر للشعر، احمرار، بالنسبة للمرأة أي تغيرات ملحوظة على الثدي لا بد من مراجعة الطبيب، مثل أن يتحول الجلد شبيه بجلد البرتقالة أو نزول دم من حلمة الثدي.
* صعوبات البلع
خصوصاً تلك المصاحبة للاستفراغ، وفقدان للوزن لا بد من مراجعة الطبيب؛ لأنها قد تكون علامات لسرطان المعدة والحلق.
* وجود الدم في البول والبراز
سواء كانت التهابات أو بواسير لا يجب الاستهانة بها، ومراجعة الطبيب للعلاج والكشف؛ حيث إن لم تكن ما سبق قد تكون علامات أولى لسرطان المثانة، الكلية والقولون.
* تغيرات في العقد اللمفاوية
خصوصاً تلك الموجودة في منطقة الرقبة وتحت الإبط، وتكون منتفخة بحجم حبة البازلاء أو أكبر، وعادة في منطقة الرقبة قد يكون التهابات، وأن الجهاز المناعي يقاوم حالة مرضية، ولكن لا بد من مراجعة الطبيب.
* تغيرات في دم الدورة الشهرية
سواء تغيرات ملحوظة بالمواعيد أو علامات نزف أو تغير لون الدم؛ حيث ممكن أن يكون سبباِ لسرطان الرحم، لا بد من مراجعة الطبيبة النسائية، وعمل الفحوصات اللازمة.
رسالة أخيرة للمرضى والأطباء
بداية أقول للمرضى ومن خلال خبرتنا في الحالات المتزايدة للسرطان؛ حيث وصل إلى ما يقارب 250 نوعاً، علينا ألا نستهين بأي عرض أو علامة، وكذلك ألا نصاب بالقلق والوسواس من أي علامة ذكرت، هناك أمور غير مبررة وهناك علامات لا بد من الانتباه لها، فلا نلجأ لخلطات أعشاب نسمع عنها من هنا وهناك، ونصبح فريسة للمرض والنصب في آن واحد، كذلك العلامات المرضية المذكورة لا تشفى بالرقيات الشرعية وبركات الشيوخ، وكذلك الحال لحجابات السحرة، والله أمرنا ألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة!
أما الأطباء أقول لهم: إن عليهم أن يتذكروا قسم المهنة وألا تضعوا المريض في دوامة من الفحوصات والعلاجات والوهم، ولا تتاجروا بصحة المريض، فإن كان العلاج ينفعه أخبروه، وإن كان لا أمل كذلك أخبروه، فكم من مريض حلّ لدينا بسبب تشخيص خاطئ أو أدوية غير مبررة هدمت أكثر مما أصلحت..
وما زال للموضوع بقية، وسأتابع معكم في هذا المجال.