لا أقصد هنا بمقالي بكلمة أنا الأنانية والعياذ بالله ، بل أقصد (أني لا أرضى بأي شكل من الأشكال أن أكون نسخة مكررة لذاتي )بل أسعى جاهدا لأكون متميزا مثل نجم لامع ساطع ضوئه بين نجوم الكون، لأكون شيئاً مفيداً يضيف للإنسانية قيمة مضافة و نوعا من السعادة التي تبهج القلب وتقنع العقل .
لقد منحني الله سبحانه فرصة الحياة و الوجود لأثبت ذاتي ولأكون نموذجاً يحتذي ومحط أنظار الناس بل العالم أجمع لأناس يتخذون من هذا النموذج مثلا يقتدون به.
وقد يتحقق ذلك في شيئين هما :الأول :-أمر مشترك لا ينبغي أن ينفك عنه عن كل صاحب مبدأ ألا وهو حسن الخلق الحسن ، وقدوتنا جميعا نحن المسلمين في ذلك هو أول رجالات البشرية عطاء وبذلا وإفادة من كان (خُلقُه القرآن )هو رسولنا محمد نبي الله صلى الله عليه وسلم. والذي أولى حسن الخلق عناية خاصةً جداً فقال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )وقال صلى الله عليه وسلم (ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة).
-الأمر الثاني :-بصمة أضعها بيدي وأثرا أبقيه ورائي بعد فنائي وغيابي جسدي عن هذه الدار الفانية حتى إذا ما مروا بذكر أي بشر أو على قبري قالوا (جزاه الله عنا كل خير من رجل قد رشدا).
لقد من الله على كل إنسان بقدرات خاصة تميزه عمن سواه لكن القليل من البشر في كل زمان هم الذين أحسنوا استثمار تلك القدرات فكان منهم أعلاما لا زالت تضيء بآثارهم دروب الحياة في حين انطفأت آثار بقية الناس في عصورهم مع انطفاء أرواحهم.
لقد مات الأعلام وبقيت ذكراهم وآثارهم شاهدة لهم وشاهد عصر إلى يومنا هذا ومن هؤلاء الناس من يصدق فيهم قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
لذلك من هذا المنطلق فإني أسعى لأكون مثالا يحتذي ونموذجا به يقتدي فأصبح أديبا وكاتبا يسعى جهده ليضع بصمة وأثرا يسهم في تغيير واقع الناس نحو الأفضل ويسير بهم نحو سعادة الدارين. بكل تأكيد مقتديا في ذلك بمن كانوا نماذج وأرقاما لهم ذكراهم في هذا المجال. وانطلاقاً من مقولة (كل ميسر لما خلق له )فقد قررت أن أكون نموذجاً فريداً لا نسخة مكررة تملها الناس ولا تأبه بما تفعل لتكرار ذاتها .