اخذت ظاهرة التحرش الجنسي تبرز بقوة بين المواضيع التي احدثت خللاً في المنظومة الاجتماعية لانها من الامور غير المرحب بها لانها تشعر المرأة بعدم الامان حيث بدات بالتفاقم نتجية عدم وجود رادع يحد منها.
فقد اكد باحثون على ان الرجل ينظر للمراة كانثى حتى لو كانت في منصب علمي او اداري او اعلامي وبما ان التحرش هو شكل من اشكال الايذاء الجسدي والنفسي فضلا عن انه سلوك غير لائق سلط الضوء لبحث هذه الظاهرة التي توجهت بها الى شرائح مختلفة من النساء تباينت اعمارهن ومستواهن العلمي ومناطق سكنهن حيث قالت ن. ص 25 عاماً جامعية تعمل في القطاع الخاص (كثيرا ما اتعرض للتحرش وانا في الشارع او مراجعة بعض الدوائر الحكومية التي يتطلبها عملي).واضافت (ما يثير غضبي انني اتعرض من مدراء الدوائر او شخص كبير في السن بعمر والدي) مؤكدة ان (هذه التصرفات تدفعني لترك العمل احياناً واجلس في داري خوفا من ملاحقة رجال بعيدين عن الشرف والمرؤة والقيم المجتمعية) فيما اكدت سرى. ك 50 عاماً ارملة مديرة في احد الدوائر الحكومية تعرضها الى التحرش من زملاء لها في العمل ومراجعين بوصفهم لها انها مكتملة الانوثة وانهم يرغبون الزواج بها اشارة منهم للتغطية على تحرشهم العلني) مؤكدة ان (الحالة بهذا الوصف لم تكن موجودة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ربما بسبب انغلاق المجتمع وعدم انفتاحه على العالم لان ثورة النت لم تكن موجودة) ملفتة الى ان (هذه الحقبة شهدت ارتداء الميني جوب (التنورة القصيرة) و (الكيمونة) والبنطلون الذي ترتديه الفتيات الان لكن لم نتعرض لهجمة شرسة من الرجل كما الان) مطالبة (منظمات المجتمع المدني والجهات التشريعية ايلاء الاهمية البالغة للقضاء على هذه الظاهرة التي دفعت بالكثير من النساء ملازمة دورهن رغم الحاجة لمورد اقتصادي او رغبة في تحقيق ذاتها بالعمل ولاسيما ان اغلب النساء معيلات لاسرهن نتيجة الانهيار الامني الذي اودى بحياة الكثير من الرجال).
اداء العمل
فيما تقول زينب.م 36 عاما اعلامية (على الرغم من ارتدائي الحجاب الا انني اتعرض للتحرش من زملائي الاعلاميين كوني اتمتع بجمال معقول) على حد تعبيرها ملفتة الى انها (تعاني من المضايقات اينما ذهبت فالكل ينظر لي كانثى اما ابداعاتي في العمل فانها تقيم من خلال شكلي وليس ادائي في عملي). مشيرة الى ان (الحالة تعاني منها زميلات صحفيات واعلاميات كثيرات جدا خصوصا في مجال العمل الذي يدعو البعض منهن الى ترك العمل الاعلامي بسبب مدير المؤسسة او العاملين فيها حيث يعمل البعض منهم الى المساومة او محاربتها وتدمير نتاجها الصحفي) ، مطالبة (بتشريع قانون يحمي الصحفيات من تلك الممارسة التي تتنافى مع اخلاق المهنة يفترض ان تحمل الهدف النبيل). من جانبها طالبت استاذة الحرب النفسية في كلية الاعلان نزهت الدليمي بوضع بنود في قانون الاحوال الشخصية يحمي المراة من التحرش. واوضحت الدليمي لـ(الزمان) امس ان (المجتمع بحاجة الى ثورة تغيير في سلوكيات الرجل لان لدينا اجيال متجاوزة للقيم والعادات كونها تفتقر للحصانة الذاتية). واضافت (هناك قوانين في دول مثل مصر للتحرش تفرض غرامة مالية او سجن 6 اشهر) ملفتة الى ان (البعض ينظر للمراة كانثى فقط حتى هي في منصب علمي او اداري فهي تتعرض لرجال من الشباب او كبار السن حتى لو كانت في مقتبل العمر). منوهة الى ان (اراء وافكار شبابنا الجديد موجودة عبر الزمن) مشددة على (انقاذ البلد من هذه الظاهرة التي تفاقمت على الرغم من دور الاسرة في ابراز قيم الشهامة وباعتبار البنت في الشارع او الجامعة او السيارة اخته ايا كان لبسها لا يبرر له التحرش مع قناعتي ان تكون الفتاة ملتزمة بشيء من الحشمة في بحثها عن الحداثة والاناقة والحضرنة في التغيير بالملبس والشعر بمعنى ان تكون في مأمن من اثارة الاخرين).
ملفتة الى ان (الشاب احيانا ينجذب وهو في حالة استياء يثير حفيظته بحيث يكون تحرشه سلطوي بمعنى حسابي لانها تجاوزت الحد المطلوب) مطالبة (بالتغيير والتثقيف عبر وسائل الاعلام وعدم التركيز على المهارات السياسية والانتخابات والاهتمام بالمواضيع الاجتماعية التي تنقذ البلد من انهيار المنظومة الاجتماعية).
مشددة على ضرورة الاتفاق على خط لانقاذ البلد بان تكون بحوث علم النفس في كليات الاداب في بغداد والمحافظات تشخيصية واقعية وان تكون الحلول والتوصيات بعد الاستبانة لعينات من مجتمع اختياري).
نسبة كبيرة
مستشهدة بنظرة الرجل للاعلامية حيث قالت الدليمي (من خلال الاستبيان والتقرير الذي اعده منتدى الاعلاميات العراقيات الذي اظهر نسبة كبيرة تشكل خطراً على خطر في نظرته لها كامراة وليست اعلامية بعيدة عن الالتزام لانه النسر والمجتمع ضدها مما دفع بالكثير منهن ترك العمل دون ان تخبر اهلها كي لا تخبر اهلها في مشاكل نتجية النظرة الدونية لمن تعمل في الاذاعة والتلفزيون).
داعــين الى (التغلب على هذه الظاهرة التي اوجدها الانفتاح على العالم من خلال الفضائيات والنت والهاتف الذكي والتي اصبحت وسائل ووعاء تعبر عن امور ممكن ان تسيء الادب في الافلام الاباحية مثلا بان يكون الوازع الديني والاجتماعي والصحي والثقافي هو الهدف لمغادرة الظاهرة المجتمعية التي تفاقمت مؤخراً).
الزمان