يهرع الزوجان كل صباح لوضع الفطور على الطاولة وليس هناك وقت للحديث بسبب مشاغلهما. وعند حلول المساء تكون لديهما فرصة للجلوس، إلا أنهما لا يناقشان إلا ما الذي سيتم إعداده للعشاء أو من الذي سيستخدم السيارة في اليوم التالي.
هذا روتين يومي للثنائيات في مختلف أنحاء العالم، ويريد الكثيرون معرفة كيفية الحفاظ على حبهما ملتهبا.
بعد انقضاء شهر العسل، يبدأ طرفا العلاقة في التركيز أكثر على احتياجاتهما، وتتمحور جودة العلاقة طويلة الأمد على العثور على توازن بين الاحتياجات المختلفة. وهذا لا يشمل الارتقاء لتحديات الحياة اليومية فحسب، ولكن أيضا إيجاد الوقت للاقتراب من بعضهما.
ويرى كليمنس فون زالدرن، وهو معالج معني بالثنائيات، أن قلة المعرفة بشأن كيفية إدارة والحفاظ على علاقة هو سبب رئيسي في ارتفاع معدل الطلاق في الكثير من الدول حول العالم.
وينصح زالدرن بإمعان النظر في سؤال ما الذي تحتاجه علاقة جيدة؟ وأهم خطوة تجاه العثور على أرضية مشتركة مجددا هو تخصيص وقت لبعضكما بشكل منتظم.
وتقول ساشا شميت، مستشارة العلاقات، “يمكن أن يتمثل هذا في: السير سويا في الحديقة أو مجرد الجلوس معا على الأريكة لنصف ساعة”.
والأهم هو أن يكون الشريكان موجودين من أجل بعضهما للاستماع لبعضهما البعض أو مجرد البقاء صامتين. ويوضح شميت أنه “إذا تحدثتما، فلا تناقشا أمورا عائلية أو تنظيمية!”.
وتساهم أيضا الطقوس والتقاليد في إبقاء العلاقة متجددة، مثل احتساء كوبين من القهوة معا كل صباح. ويقول فون زالدرن “يمكنكما أن تقرآن الصحيفة معا وتتبادلا الآراء”، مؤكدا على أهمية الأشياء الصغيرة. فلا يجب أن تكون دائما ليلة مليئة بالأحداث.
وتنصح الطبيبة النفسية كريستيانه باكهاوس الطبيبة النفسية، بانتهاج نهج أكثر حذرا، حيث يميل الزوجان اللذين تربطهما علاقة منذ فترة طويلة إلى التركيز كثيرا على السلبيات.
كما تنصح بإمعان النظر في اللحظات الصغيرة الثمينة من ناحية إيجابية والتحدث عنها أيضا، “أخبرا بعضكما من وقت لآخر ما الذي تقدرانه أو تثمنانه”. وأكد معالج الثنائيات، فون زالدرن، على أهمية اللقاءات الجسدية، ويوضح قائلا “تعترض الحياة الطريق ولا يكون هناك وقت على الأغلب سوى لقبلة عابرة، غير أننا بحاجة أكثر للشعور بالقرب من شخص ما”.
ويؤكد الخبراء على أهمية التصدي للمشاكل، حيث يقولون “الكثير من الثنائيات يخطئان بترك المشاكل تسقط أسفل الطاولة، مثلا، لأنهما يريدان تجنب الصدام عندما تكون الحياة مضغوطة بالفعل”. ولكن هذا لن يوقف المشاكل، فعلى المدى البعيد تتراكم كمية متزايدة من الإحباطات.