الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

تنظيم الأسرة يثري المجتمعات ويعزز اقتصادها

  • 1/2
  • 2/2

" وكالة أخبار المرأة "

شددت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، في كلمتها التي ألقتها في مؤتمر قمة تنظيم الأسرة لعام 2017، الذي انعقد مؤخرا في العاصمة البريطانية لندن، على منافع وصول المرأة إلى وسائل تنظيم الأسرة، حيث قالت “تعتبر تلبية احتياجات تنظيم الأسرة من بين أكثر الاستثمارات فعالية من حيث التكلفة. فالنساء اللواتي يخترن تنظيم الأسرة يتمتعن بصحة أفضل، ويواجهن مخاطر أقل من حيث المضاعفات والوفيات أثناء الحمل وعند الولادة”.
وأضافت أن الأطفال المولدين للنساء اللواتي يباعدن بين الحمل والآخر يميلون إلى أن يكونوا أكثر صحة وسعادة، وتنخفض نسبة تعرضهم لخطر الموت في السنوات الخمس الأولى من حياتهم.
كما أن النساء اللواتي يتمتعن بخيارات وصحة إنجابية محسنة، لديهن القدرة على التماس وظائف أفضل والحفاظ عليها والإسهام بقدر أكبر في أسرهن ومجتمعاتهن المحلية وفي الأمة عموما.
وركز مؤتمر قمة تنظيم الأسرة لعام 2017 الذي انعقد تحت عنوان “تنظيم الأسرة: تمكين السكان، تنمية الدول”، على أربع قضايا رئيسية هي: نماذج التمويل المبتكرة لشراء وسائل منع الحمل عالية الجودة وتوزيعها؛ وتعزيز سلاسل الإمداد وتوسيع نطاق وسائل منع الحمل المتاحة للمرأة؛ وتمكين الشباب من الحصول على المعلومات والرعاية المتعلقة بتنظيم الأسرة؛ والوصول إلى من يصعب الوصول إليهم، مثل النساء في الأزمات الإنسانية أو مواجهة الحواجز الثقافية.
وقالت منظمة الأمم المتحدة إنه بينما يسعى صناع القرار إلى القضاء على الفقر ودعم حقوق الإنسان والكرامة، لا يستطيعون تجاهل عنصر أساسي للتنمية المستدامة، ألا وهو تنظيم الأسرة الطوعي، ونبهت المنظمة إلى أن تنظيم الأسرة يثري المجتمعات ويعزز الاقتصاديات.
وأوضحت أن تنظيم الأسرة ينقذ الأرواح، كما أنه يمكّن الأزواج من اختيار ما إذا كانوا يريدون أطفالا ومتى ينجبونهم. ويحافظ على صحة النساء والفتيات، ويمكنهن من متابعة التعليم والعمل. ويعزز قدراتهن على الادخار والمساهمة في الاقتصاد والاستثمار في صحة وتعليم أطفالهن. وخلاصة القول إن تنظيم الأسرة يثري المجتمعات ويعزز الاقتصاديات.
وأضافت أنه مع ذلك، هناك ما يقدر بنحو 214 مليون امرأة في البلدان النامية يحتجن إلى وسائل منع الحمل الحديثة. وشددت على ضرورة الالتزام بتوسيع نطاق إيصال هذه الوسائل لجميع النساء مع التركيز بشكل خاص على الفئات الأكثر تهميشا وضعفا.
يشار إلى أنه وقبل خمس سنوات، في مؤتمر قمة لندن لعام 2012 حول تنظيم الأسرة، أكد القادة على أهمية تنظيم الأسرة لتمكين المرأة.
والتزمت أكثر من 20 حكومة، فضلا عن المنظمات غير الحكومية الشريكة، بمعالجة احتياجات وسائل منع الحمل، وبرؤية تهدف إلى الوصول إلى 120 مليون امرأة وفتاة بوسائل منع الحمل الحديثة بحلول عام 2020.
وقالت الأمم المتحدة إن مؤتمر هذا العام الذي ينظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، والمملكة المتحدة، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، مؤتمر متابعة للمؤتمر السابق، شكل فرصة لاستعراض الكيفية التي يمكن بها لتنظيم الأسرة أن يسهم في تحقيق أهداف إنمائية عالمية جديدة وحاسمة (مثل خطة التنمية المستدامة لعام 2030)، وإعادة الالتزام بتمكين كل امرأة من إعمال حقها في اختيار ما إذا كانت تريد أن تنجب أطفالا ومتى تريد إنجابهم.
ومن جهة أخرى قالت منظمة الصحة العالمية أن نحو 222 مليونا من الأزواج في البلدان النامية يودون تأخير الحمل أو وقفه ولكنّهم لا يستخدمون أيّ أسلوب من أساليب منع الحمل. وأضافت أن بعض أساليب تنظيم الأسرة على الوقاية من انتقال فيروس الإيدز وسائر أنواع العدوى المنقولة جنسيا، كما أن تنظيم الأسرة يحدّ من الحاجة إلى الإجهاض غير المأمون.
كما أشارت إلى أن الترويج لممارسات تنظيم الأسرة وضمان الوصول إلى وسائل منع الحمل التي تفضلها النساء والأزواج أمر ضروري لتأمين رفاهية المرأة واستقلالها، وتقديم الدعم في الوقت نفسه لصحة المجتمعات وتنميتها.
ونبّهت إلى أن قدرة المرأة على اختيارها في أن تصبح حاملا ووقت حملها تؤثر تأثيرا مباشرا على صحتها وعافيتها
ويتيح تنظيم الأسرة المجال أمام المباعدة بين حمل وآخر الحمل لدى الشابات المعرّضات، بشكل كبير، لمخاطر الإصابة بمشكلات صحيّة ومخاطر الوفاة جرّاء الحمل المبكّر، وبإمكان هذا التنظيم أن يحول دون حدوث حالات حمل بين النساء الأكبر سنا من المعرضات أيضا لخطر متزايد، ويمكّن المرأة الراغبة في تحديد حجم أسرتها من تحديده. وتشير البيانات إلى أن النساء اللائي يزيد عدد أطفالهن على أربعة معرضات لخطر متزايد في أن يكن في عداد وفيات الأمهات.
كما قالت إن تنظيم الأسرة من الأمور الكفيلة بتوقّي تقارب فترات الحمل والولادات وتوقّي توقيتها غير المناسب، وذلك ما يسهم في بعض من أكثر معدلات وفيات الرضّع ارتفاعاً في العالم. كما يواجه الرضّع، الذين تلدهم أمهات يقضين نحبهن أثناء الولادة، مخاطر الوفاة واعتلال الصحة أكثر من غيرهم.
ويمكّن تنظيم الأسرة الناس من اتخاذ اختيارات واعية بشأن صحتهم الجنسية والإنجابية. ويمثل هذا التنظيم فرصة سانحة أمام المرأة لرفع مستوى ثقافتها ومشاركتها في الحياة العامة بوسائل منها العمل مدفوع الأجر في مؤسسات غير أسرية. وأضافت أن صغر حجم الأسرة يمكّن الوالدين من زيادة الاستثمار في كل طفل، فالأطفال الذين لديهم عدد أقل من الأشقاء يميلون إلى البقاء في المدرسة لفترة أطول من أقرانهم ممّن لديهم أشقاء كثر.
وذكرت أن احتمال إنجاب المراهقات الحوامل لأطفال لم يكملوا فترة النمو داخل الرحم أو أطفال ناقصي الوزن عند الميلاد يفوق احتمال إنجاب غيرهن لأولئك الأطفال. وتفوق معدلات وفاة أطفال المراهقات عند الميلاد معدلات وفاة الأطفال الآخرين.
ويضطر الكثير من المراهقات اللائي يحملن إلى التخلي عن الدراسة، ممّا يؤدي إلى عواقب طويلة الأجل تتحمّلها تلك الفتيات شخصياً وتتحمّلها أسرهن ومجتمعاتهن المحلية. ويعتبر تنظيم الأسرة من الوسائل الأساسية لكبح جماح النمو السكاني الذي لا يمكن تحمّله وما ينجم عنه من آثار سلبية على الاقتصاد والبيئة بالنسبة إلى جميع دول العالم وخاصة منها النامية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى