في أكثر من مناسبة أجد أن هناك من يتناول مواضيع كان لي شرف السبق في طرحها أو حتى في تناولها من جانب لم ينتبه له الآخرون، وهناك فئة عزيزة علي لا تكتفي بأخذ الموضوع برمته وإعادة صياغته بل تجتهد في نقل بعض الجمل والمفردات وإعادة تركيبها، وهؤلاء أشجعهم، خصوصاً أن من بينهم من هو في أولى خطواته نحو الكتابة المقالية.
قد يوجد من يتضايق عندما يشاهد مقالته وقد جرى نسخها بشكل مشوه أو بعيد تماماً حتى عما طرحه وتناوله، وهناك من يتضايق عندما يشاهد أن أفكاره تسرق منه، وأنا لا أسميها سرقة وإنما تداولاً، حتى وإن كانت الفكرة مصدرها لأول مرة من زاويتي، لكن الذي يضايق أن الناقل لا يقوم بالتطوير والنقاش حولها، هو فقط يعيد اجترارها وتكرارها وتشويهها ولا أكثر، لكنني متفائلة بأن هذه العملية ستتطور، لأنني مؤمنة تماماً بأن من يسير على طريق الكتابة والتأليف، لن يكون لديه مناص من التطوير المعرفي لنفسه إذا كان يريد الاستمرار أو أنه سيصاب بجفاف فكري، ومعها سينسحب ويترك هذا المجال.
ولكل من يكتب ويرسل نحوي وينبه بأن هذه الفكرة أو هذا النص أو تلك الجملة قد أعيد نشرها من زاويتي، أقول: هذا يسعدني جداً، بل كما قال عالم الاقتصاد الأمريكي والكاتب توم بيترز «الحياة في غاية البساطة: أنت تقوم ببعض الأمور، أغلبها يفشل وبعضها ينجح: فأنت تقوم بالمزيد مما ينجح، فإن نجح عملك نجاحاً مبهراً، يقلدك الآخرون، لتقوم أنت بشيء آخر»