سُرّبت صورة عبر الانترنت لـ آزادي نمداري، وهي شخصية تلفزيونية مشهورة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تظهر فيها بدون حجاب بينما كانت تشرب "الجعة" أثناء إجازة قضتها في سويسرا.
ولطالما دافعت نمداري، علناً عن التزام الإيرانيات بقواعد اللباس وفق تقرير Newsweek الأميركية. وتنشر صوراً لنفسها بانتظام وهي ترتدي الشادور (ثوب أسود طويل يغطي الجسم من الرأس إلى القدمين).
تعرضت المذيعة لانتقادات على تويتر بسبب ما قالوا إنها" نفاق"
قالت مجموعة تُدَّعى "إيران بدون رجال دين" مخاطبةً آزادي: "ليست لدينا أي مشكلة في ارتداءك الحجاب أو شربك الجعة. ولكن مشكلتنا هي أنَّكِ... تعتقدين أنَّ الشعب الإيراني أحمق!".
وقال حسابٌ على تويتر "في يومٍ ما سيكشف الله كل شيء، وستواجه آزادي نمداري الخزي نتيجة نفقاها".
وقال حساب آخر يحمل: "هذه صور مذيعة التليفزيون لدى الحكومة الإيرانية آزادي نمداري، التي تدعو للحجاب وتقول "أشكر الله أنَّني أرتدي الشادور"، في سويسرا #النفاق".
ماذا قالت في ردها؟
وردّت آزادي على التسريب في مقطع فيديو مُدته دقيقتان نُشر على الإنترنت من قبل نادي الصحفيين الشباب، وهو موقع إخباري متشدد في إيران. وفي مقطع الفيديو، والذي كان عنوانه
"رد فعل آزاردي نمداري على نشر صورٍ فاضحة على الانترنت"، قالت آزاردي، والتي كانت ترتدي الشادور والحجاب في الفيديو، إنَّها كانت جالسة مع أفراد العائلة وأصدقاء مُقربين عندما التُقِطَت الصور، ولم تشعر أنَّها مُجبرة على ارتداء الحجاب أمامهم.
كما ادَّعت آزادي أنَّ غطاء رأسها وقع فجأة قبل التقاط الفيديو مُباشرةً، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". ولكنها لم تقدم أي تفسير لشرب الجعة.
وتحدثت مذيعة التلفزيون والممثلة تأييداً لقوانين اللباس المحافظ للنساء في مناسباتٍ متعددة. وفي مقابلةٍ مع صحيفة "فاتان إيمروز" الإيرانية عام 2014، قالت آزادي إنَّها فخورة بأنَّهت امرأة ترتدي الشادور، ونشر المقال صوراً لها مرتديةً الشادور الكامل والحجاب.
وقالت آزادي في المقابلة وفقاً لإذاعة أوروبا الحرة: "عليك أنَّ تُؤمن حتى تصبح شادوري (ترتدي الشادور)، وإلا سوف تُفضَح. أشكر الله أنَّني ظهرتُ على التلفزيون وأنَّا شادورية. شعرتُ بالأمان وشعرتُ بالاحترام. كل هذه النعم منحها لي الشادور".
وقالت في المقابلة: "أنا آسفة لقول ذلك، ولكنَّني أكثر جمالاً بهذا الشادور".
وفي الأسبوع الماضي، نشرت آزادي صورةً لنفسها خارج مبنى الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، مرتديةً الشادور والحجاب.
وفق تقرير مجلة Newsweek الأميركية تواجه النساء قيوداً شديدة على أنشطتهن ومظهرهن، إلا أنَّ بعضهن يقاومن هذه القيود. إذ شنَّت حركة مناصرة لحرية الاختيار حملةً على الشبكات الاجتماعية في وقتٍ سابق من هذا العام، عُرِفَت بالأربعاء الأبيض، ارتدت فيها النساء الإيرانيات الحجاب الأبيض، أو الأوشحة، أو الأساور للاحتجاج سلمياً على الإكراه على ارتداء الحجاب.
وفي العام الماضي، صورت أم إيرانية وابنتها أنفسهن وهن يركبن الدراجات بعد أنَّ أصدر آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للبلاد، فتوى تفيد بأنَّ ركوب الدراجة يعرض عفة المرأة للخطر ويجب أنَّ يمنع.
النساء في إيران مطالبات بموجب القانون بتغطية شعرهن بالحجاب وارتداء ملابس فضفاضة. وتختار الكثيرات ارتداء الشادور (كلمة تعني "الخيمة" في اللغة الفارسية)، وهو عبارة عن ثوب أسود طويل يغطي الجسم من الرأس إلى القدمين.