تعاني بعض النساء عبر العصور من الاضطهاد والصيد الجائر من بعض الرجال الأمر الذي قد يحرمها الحقوق التي منحت لها من الخالق سبحانه بما يخصها بالحياة من تكريم وحماية قد يكون سببه حاجة للعمل أو أبداع فيما تطرحه من أفكار ومقترحات تهم الحياة على الرغم أن الشرائع السماوية منحتها حقوقها كاملة غير منقوصة أسوة بأخيها الرجل.
فمثلا بعض شركات التسويق توظف فتيات لتسويق منتجاتها، وأحيانا تتحول لتجارة بالإناث بتقييم ما ترتديه من ملابس كاشفة فاضحة لافتة لتحظى بالوظيفة والرضى عنها حتى بات الاتجار بهن كمسوقات للمنتجات تجارة واستغلالهن تحولت الى استراتيجية لكسب المال واستقطاب جمهور لشراء منتجات عدة لا تنفك عن ترويجها من خلالهن.
وبعض آخر شركات التسويق تستأجر فتيات صغيرات السن من شتى الجنسيات للمعارض والأزياء وقد يشترطن عليهن أن يظهرن شبه عاريات للترويج للكثير من منتجاتها المختصة بالتجميل ومواد التنظيف وغيره لتسويق نوع من الشامبو وأنواع الكريمات وتقوم هي أيضا بتجربة المنتج أمام المتسوقين كي يقبلوا على الشراء وإغراءهم وربما يتحرشوا بها في ظل بوجود فتاة صغيرة جميلة سافرة تبيع السلع بطريقة جاذبة تستقطب المتعاملين.
قد تقوم بعض شركات التسويق استغلال مقومات جمال الفتيات الصغيرات من أجل اجتذاب الجمهور وتحقيق الربح السريع، ويمكن القول أنّ صورة المرأة صورة مبالغ فيها في بعض الدعايات والتي تعكس صورا مرفوضة عنها لا سيما حين تكون محرضة لها للتمرد على الاسرة والمجتمع وهذا ليس من أخلاقيات المجتمع العربي الاصيل الذي يختزن القيم والعادات والتقاليد الأصيلة المبنية على أساس ديننا الإسلامية وعروبتنا التي تركز على الخلق والأدب للصورة المشرقة عن المرأة النموذج التي تسهم في بناء المجتمع السليم من الفتن .
يأتي هنا دور أجهزة الرقابة فهي أيضاً شريكة في المسؤولية حماية المرأة وابرازها بصورة لائقة ، فعليها أن تبادر إلى إنذار المؤسسات الإعلامية من عدم بثّ ما لا يليق بالمرأة وتغريم الشركات الإعلانية المخالفة وصولاً إلى إيقافها عن العمل إذا اقتضى الأمر .
تتعرّض المرأة للتشهير وابتذال الجسد نتيجة نظرة المجتمع العربي لها بأنها سهلة المنال، وتتحمّل بعض الفنانات والقنوات الفضائية المسؤولية في هذه النظرة الخاطئة، فالنماذج متعددة في المجتمع ولا يصحّ تعميم نظرة واحدة على كل ، لأنّ ذلك من شأنه أن يحطّ من كرامة المرأة وسمعتها، والواقع يقول أنّ هذه الصورة المزروعة في عقول الجمهور عن المرأة إنما هي من نسج الخيال .
المرأة العربية متميّزة حققت إنجازات كثيرة بنجاحها في كل الميادين. فقد أبدعت وأنجزت وساهمت في تحقيق التنمية المنشودة في الكثير من المجتمعات العربية لأنّها نموذج أمثل للتعقل والحكمة، والذكاء، والثقافة، والأناقة والجمال.
أن للمرأة العربية عبر العصور تاريخ مشرق في سجلاتها المخزنة بذاكرة الزمن تعكس صورة مشرفة وهي التي تجذب العالم بعقلها، وفكرها، وقلمها، وعلمها جمهور المتابعين والمعجبين بفكرها النقي المقتدر عن انتقاص العبر والدروس من واقع الحياة هي القادرة على إثبات نفسها وتطوير قدراتها، ودفع مجتمعها إلى النموّ والرقي والتقدم والازدهار.