يتعلق أهل مريض السرطان بأي كان، كالغريق الذي يتعلق بقشة، ولكن لا بد أن نصل إلى حالة من الوعي، ونؤمن بكلام الأطباء والاستشاريين الذين يقولون كلماتهم لأهل المريض وقلوبهم من الداخل تتمزق: "إنه لا جدوى من العلاج"، "المرض انتشر إلى الرئة أو إلى الكبد أو إلى الدماغ أو إلى أنحاء الجسم".
في هذه الحالة لا بد أن يكون إيماننا قوياً بأنه لا شيء يجدي، فلا تكونوا فريسة لأي طبيب آخر خالف ضميره، ويعدكم بالشفاء ويقول لكم: "أنا سأعالجه، ولديّ ذاك العلاج الكيماوي أو المناعي أو غيره!"، فهو يعلم أن المريض منتهٍ لا محالة، ولكن هو يريد استغلال آمالكم وأموالكم.
ولا تكونوا فريسة لخلطات الأعشاب الكاذبة وأصحابها الذين يستغلون حاجتكم وخوفكم ويعلقون آمالكم بالسماء، ويبيعون لكم خلطات وهمية بمئات الدولارات؛ لأن المرض إذا انتشر لا شيء سيفيد، ويتفق على ذلك العلماء والأطباء.
* لكن ماذا يفعل أهل المريض عندما يعلمون أنه لا أمل من العلاج أو عندما يعلن الطبيب توقيف العلاج، ماذا يفعلون لإيقاف ألم المريض؟
* السيطرة على الألم
في هذه الحالة لا بد للمريض وأهل المريض من محاولة السيطرة على الألم وتوفير كل أشكال الراحة للمريض.
دعوه يأكل ما يريد، دعوه يخرج ويتنزه بعدما كان حبيساً للعلاج فترات طويلة، دعوه يقرأ ويشاهد ما يحب، دعوه يتواصل روحانياً مع ربه، فالروحانيات هنا مهمة جداً، وكونوا أقوياء أمامه ولا تقتلوه بنظرات الشفقة والدموع والبكاء، أفسحوا له مجالاً ليبتسم ويضحك.
للتخفيف من آلامه بإمكانكم اللجوء لطبيب يعالج بالطب الصيني؛ ليستخدم بعض المهارات التي تخفف من آلام المريض مثل الإبر الصينية.
* الحالة النفسية وفقدان الشهية
بإمكان المريض ممارسة بعض النشاطات التي تبعث في نفسه البهجة مثل النشاطات التطوعية أو جلسات اليوغا أو رحلات في طبيعة خلابة، أو إحضار أشخاص إيجابيين يحبهم ويرغب في مجالستهم.
في حالة المريض الذي فقد شهيته للطعام، حاولوا أن تحضروا له مقويات الشهية، وبدل إعطائه الطعام في موائد كبيرة تزيد من رفضه للطعام ضعوا طعامه بكميات صغيرة وصحون صغيرة وفِي أوقات عديدة، ولا ينحصر الموضوع على ثلاث وجبات رئيسية.
أضيفوا للفواكه آيس كريم حتى يأخذ منها طاقة، وأضيفوا البهارات للطعام وابتعدوا عن إعطائه أطعمة رائحتها قوية، فهي ستزيد من رفضه للطعام، ابتعدوا عن إعطائه عصائر بشكل كبير؛ لأنها ستزيد شعوره بالشبع، أعطوه "شاي فيه زنجبيل" فهو محفز للشهية والجوع، وحاولوا إضفاء أجواء جميلة خلال فترة الطعام كأن يحضر فيلماً يحبه أو مع أنغام موسيقى.
هل تدرون مثل هذه الأمور البسيطة قد تمد في حياة المريض فترة أطول مما لو جعلتموه تجربة لكل أنواع العلاجات الكيماوية والمناعية والبيولوجية والجراحية وخزعبلات الأعشاب، فقط دعوه يعيش بسلام مع كل شيء يحبه وهو حتماً سيقاوم المرض بسعادة ويعيش بالقدر الذي أراده الله له.