أكدت دراسة مصرية أن استعداد الآباء والأمهات للتعامل مع الفضول الجنسي واجب أساسي وليس هامشيا، لأنه يحدد موقف الأبناء من الجنس، وبينت أن التربية الجنسية الملائمة لمستوى نمو الطفل لا تضره ولا تصدمه، بل تزوّده بمعلومات، وكيف يحدد المسافة المناسبة بينه وبين الآخرين.
ونبّهت الدراسة التي أنجزتها الباحثة هدير هشام القصاص، المتخصصة في علم النفس بجامعة عين شمس في مصر للحصول على درجة الماجستير، إلى أن عدم وعي الأمهات بالتثقيف الجنسي للأطفال، يؤدي إلى ظهور بعض المشكلات الجنسية لديهم. وهذا ما دفعها إلى تناول هذه الظاهرة، وهو معالجة جريئة لمنطقة ندر فيها البحث والدراسة بسبب موروثات وتقاليد، أفقدت التنشئة التربوية السليمة الكثير.
ولدراسة السلوك والظواهر الجنسية الأساسية في مرحلة الطفولة، ركزت الباحثة على سمات مثل الثقة في النفس واتباع أسلوب الحوار والثواب والعقاب، كما اهتمت بالإجابة عن أسئلة الطفل التي تتعلق بالموضوعات الجنسية، ولم تغفل تدريب الأم على تعليم الطفل معنى الخصوصية.
وأظهرت الدراسة مدى التغيرات التي تمت بعد مشاركة الأمهات للبرنامج، والفارق بين سلوكيات ومفاهيم الأمهات قبل المقابلات وبعدها. وجاءت أهم هذه المتغيرات من أن نسبة 71 بالمئة من الأمهات عندما يتحدثن مع أطفالهن يقلن لهم على كل شيء عيب مثلما تربين في الصغر وكن لا يمتلكن أي معلومة يذكرنها للأطفال، وتغير الحال بعد التدريب حيث بدأن في إقامة علاقة صداقة معهم.
ووجدت الباحثة أن الأطفال كان ينتابهم الخجل أثناء تطبيق القياس وتلاشى ذلك أثناء الجلسات، وعند تطبيق المقابلة شعرت بأنهم أصبحوا يتحدثون بمصطلحات الدراسة. وعبر الأطفال عما بداخلهم ومدى تأثرهم بفترة البحث، حيث قال طفل "تعلمنا الفرق بين اللمسة الحلوة والبريئة واللمسة السيئة، وعرفنا أيضا أن أي أحد يقول لنا سرا عن جسدنا وحتى لو أعطانا هدية أو أخافنا يجب أن أخبر أمي أو أبي بذلك".
وقالت الباحثة إنه تم التدريب على هذه النقاط من خلال التمثيل العملي مع الأطفال، وشددت على أهمية تطبيق هذا البرنامج في المدارس والنوادي ودور الأيتام ومؤسسات رعاية الأطفال.