الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الأحمق ومشاكلوه(2)

  • 1/2
  • 2/2

الدكتور محمد فتحي راشد الحريري - الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

نتابع ما بدأناه في الأسبوع المنصرم حديثنا عن الأحمق ومشاكليه في لغة الجذور ، وقانا الله وإياكم من الحمق وأهلــه ، فنقــــــول :
- الجُعْبُسُ، بالضم كعُصْفُرٍ وعُصْفُورٍ (جُعْبوس): المائِقُ ، أي الأحمق الأبله. قاله ابن السكيت (2) .
4 - دعبث :
قال الأَزهري: الدُّعْبُوثُ المُخَنَّثُ؛ وقيل: هو الأَحمق المائقُ.
=*=*=*
5 -  الأنوك : من الثلاثي (ن و ك) ، والأَنْوَك: الأَحْمَقُ، وجمعه النَّوْكَى. قال: ويجوز في الشعر قوم نُوكٌ.
والنَّوَاكة: الحماقة.
ورجل أَنْوَكُ ومُسْتَنْوِك أَي أَحمق.
وقوم نَوْكَى ونُوكٌ أَيضاً على القياس مثل أَهْوَج وهَوج؛ قال الراجز: تَضْحَكُ مني شَيْخَةٌ ضَحُوكُ، واسْتَنْوَكَت وللشَّبابِ نُوكُ وقد نَوِكَ نَوَكاً ونُوكاً ونَواكَةً: حَمُقَ، وهو أَنْوَكُ، والجمع نَوْكَى؛ قال سيبويه: أُجْرِيَ مُجْرَى هَلْكَى لأَنه شيء أُصيبوا به في عقولهم.
وفي حديث الضحاك: إِن قُصّاصَكم نَوْكَى أَي حَمْقى.
واسْتَنَوكَ الرجلُ: صار أَنْوَكَ، وأَنْوَكَه: صادفه أَنْوكَ.
واسْتَنْوَكتُ فلاناً أَي استحمقته.
وقالوا: ما أَنْوَكَه ولم يقولوا أَنْوِكْ به، وهو قياس؛ عن ابن السَّرَّاج.
والنُّوكُ، بالضم (وقال في اللسان : قوله: النوك، بالضم ويفتح أَيضاً كما في القاموس): الحُمْق؛ قال قيس بن الخَطِيم:
 وما بَعْضُ الإِقامةِ في دِيارٍ،*** يُهانُ بها الفتى، إِلا بلاءُ
 فقل للمُتَّقِي غَرَضَ المَنايا:*** تَوَقَّ فليس يَنْفَعُك اتِّقــــاءُ
ولا يُعطَى الحريصُ غِنىً لحِرْصٍ***، وقد يُنْمَى لِذِي الجُودِ الثَّراءُ
 غَنِيُّ النَّفْسِ، ما اسْتَغْنَت، غَنيٌّ،*** وفَقْرُ النَّفْسِ، ما عَمِرَتْ، شَقاءُ
 ودَاءُ الجِسْمِ مُلْتَمِسٌ شِفاءً، ***وداء النُّوكِ ليسَ له دَواءُ
الأهبل : من الثلاثي (هـ ب ل) ، وقال فيه ابن فارس في المقاييس:
الهام والباء واللام: فيه ثلاث كلمات، تدلُّ إحداها على ثُكْلٍ، والأخرى على ثِقَل، والثالثة على اغترارٍ وتغفُّل.الأولى الهَبَل: الثُّكْل، يقال: لأمِّه الهَبَل. قال:
النَّاسُ مَنْ يلقَ خيراً قائلونَ له ***ما يشتهي ولأُمِّ المخطِئِ الهَبَلُ
وجاء إطلاق الهبل على المغفل والأحمق مما ساقه ابن فارس .
وقال الجوهري في المادة :
الهَبَلُ بالتحريك: مصدر قولك: هَبِلَتْهُ أمُّه، أي ثَكَلتْهُ.
والإهْبالُ: الإثْكال.
والهبولُ من النساء: الثَكول.
والمَهْبِلُ أقصى الرَحِم، ويقال: طريق الوَلدِ، وهو ما بين الظبيَةِ والرَحمِ.
والهِبَلُّ، مثال الهِجَفِّ: الثقيل المسنُّ من الناس والإبل.
وقد هبّلَهُ اللَّحْمُ، إذا كثُرَ عليه وركِبَ بعضه بعضاً، وأهْبَلَهُ. يقال: رجل مُهَبَّلٌ.
والاهْتبالُ عند العرب : الاغْتنامُ، والاحْتيالُ والاقتصاصُ. يقال: اهْتَبَلْتُ غَفْلتَه. قال الكميت(3):
نحرَ المكافئ والمكثورُ يَهْتَبل ***وعاثَ في غابرٍ منها بِعَثْعَـثَةٍ
والهَبَّالُ: الصَيَّادُ الذي يَهْبِلُ الصيدَ، أي يغترَّه. قال ذو الرمّة:
ألفى أباه بِذاكَ الكَسْبِ يكتسِبُ ***أو مُطْعَمُ الصَيدِ هَبَّالٌ لِبُغْيَتِـهِ
وذِئْبٌ هَبِلٌ: مُحتالٌ.ويقال لمن يستغبي الطرف الآخر أو يستغفله اليوم : يستهبله . أما وجه تسمية الرحم ومتاع المرأة بالمهبل ، فلعله من تراكم اللحم على اللحم ، أو هو من السخونة الحاصلة عند الجماع ، وعندنا في حوران والبادية يقولون للبخار الساخن المنبعث من القدر (هُـبَّـال) وهو من الفصيح .
أما الأخوث فليس من مشاكلات الأحمق ، يقول العامة عن الأهبل والأنوك (أخوث) وللأنثى (خوثاء/ خوثة) ، والاستعمال الفصيح غير ذلك .
فالعرب تقول : خَوِثَ الرجلُ خَوَثاً، وهو أَخْوَثُ بَيِّنُ الخَوَثِ: عَظُمَ بَطْنُه واسْتَرْخى.
وخُوِثَتِ الأُنثى، وهي خَوْثاء.
والخَوْثاءُ من النساء أَيضاً: الحَدَثة الناعمةُ، ذاتُ صُدْرة؛ وقيل: الناعمة التارَّة(4)؛ قال أُمَيَّةُ بنُ حُرْثانَ:
عَلِقَ القَلْبُ حُبَّها وهَواها، ***وهي بِكْرٌ غَريرةٌ خَوْثاءُ
وقال أَبو زيد: الخَوْثاءُ الحِفْضاجَة من النساء(5)؛ وقال ذو الرمة:
بها كلُّ خَوْثاءِ الحَشَى مَرَئِيَّةٍ ***رَوَادٍ، يَزيدُ القُرْطُ سُوءَ قَذالِها
قال: الخَوْثاءُ المُسْتَرْخِيةُ الحَشَى.
والرَّوَادُ: التي لا تَسْتَقِرُّ في مكان، ربما تجيء وتذهب. قال أَبو منصور: الخَوْثاءُ في بيت ابن حُرْثانَ صفةٌ مَحْمودة، وفي بيت ذي الرمة صفةٌ مذمومة.
ولربما نُعتت السيدة بالخوثاء من باب أنها لا تستقرُّ ببيتها ، وكما يقولون (خفيفة) وخفَّةُ المرأة مثلبٌ فيها ومدعاة لنعتها بالحماقة ، فلو كانت رزينةً لاستقرّت ببيتها
وقال ابن فارس في مقاييسه :
الخاء والواو والثاء أُصَيلٌ ليس بمطّرد ولا يقاسُ عليه. يقولون خَوِثتِ المرأةُ، إذا عظُم بَطْنُها. ويقال بل الخَوْثاء النَّاعمة. قال:
عَلِقَ القَلْبَ حبُّها وهَواها ***وهي بِكْرٌ غَرِيرةٌ خَوْثــــــاءُ
-----------------هامش :
(1)- أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه هو عالم لغوي بارز ولد في منطقة همدان في اليمن و لكنه انتقل إلى بغداد عام 314 للهجرة وتوفي عام 370 للهجرة وكان يلقّب بذي النونين .
(2)  - ابن السكيت ، ابن السكيت (186 - 244هـ ، 802 - 858م). إمام من أئمة اللغة العربية و عالم نحوي و أديب شهير ، اشتهر بتشيُّعه. يكنى بأبي يوسف , يعقوب بن إسحاق بن السكيت الدروقي الأهوازي , البغدادي النحوي المؤدب , مؤلف كتاب "إصلاح المنطق." , دين خير , حجة في العربية . أخذ عن : أبي عمرو الشيباني , وطائفة .
(3)  - (أبو المستهل) الكميت بن زيد الأسدي (60 هـ - 126 هـ) شاعر عربي من قبيلة بني أسد ومن أشهر شعراء العصر الأموي، سكن الكوفة واشتهر بالتشيع وقصائده في ذلك المسماة بالهاشميات، والتشيّع كان أخلاقيا وسياسيا فقط، أي من يرى أحقية سيدنا علي بالخلافة ,
(4)  و(5) -  التارُّة: الممتلئة البدن، وتَرَّ الرجلُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتَرارةً وتُروراً: امتلأَ جسمه وتَرَوَّى عظمه؛ أما الحفضاج: فهوالعظيم البطن والخاصرتين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى