الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الحقيقة وألوانها

  • 1/2
  • 2/2

الحقيقة هي متطلب كل إنسان، نطلبها بكلمات أخرى ومعان وجمل، ولكن في آخر المطاف تكون هدفنا وغايتنا، ولكن في الوقت نفسه هناك من يبتعد عنها أو إذا أردت يهرب من جوهرها وعمقها، وأيضاً يهرب من وهجها الذي يؤذي قلبه وضميره، تصل الحالة لدى البعض أن تكون هذه الحقيقة بالنسبة لهم تحدياً، لكن المعضلة الحقيقية وجود أناس لا يستطيعون تمييزها ودوماً ينحازون لما ينافيها ويضادها.
والحقيقة كما هي متطلب هي حاجة لا غنى لأي إنسان عنها، في كلمات لآرثر سالزبرغر، صاحب صحيفة نيويورك تايمز، حول خطورة المعلومات التي تقدم للناس ومدى حقيقتها، يقول: «إن رأي أي إنسان في أي قضية لا يمكن أن يكون أفضل من نوع المعلومات التي تقدم إليه في شأنها، أعط أي إنسان معلومات صحيحة ثم اتركه وشأنه، سيظل معرضاً للخطأ في رأيه ربما لبعض الوقت ولكن فرصة الصواب سوف تظل في يده إلى الأبد، احجب المعلومات الصحيحة عن أي إنسان، أو قدمها إليه مشوهة أو ناقصة أو محشوة بالدعاية والزيف، إذن فقد دمرت كل جهاز تفكيره ونزلت به إلى ما دون مستوى الإنسان».
وهو محق في هذا الجانب، ومن هناك أيضاً تتضح لنا صورة الحقيقة بل وخطورتها، ولكم أن تتصوروا هذه الخطورة على النشء من الأطفال الذين هم في مقتبل العمر، عندما يغرس في عقولهم الصغيرة معلومات يقال لهم إنها حقائق وهي أبعد ما تكون عن الحقيقة، فينمون على كذبة كبرى. من مشاكل الحقيقة أن الجميع يدعي التمسك بها وأنه يسعى نحوها ولكن دوماً الواقع مختلف تماماً، فالادعاء شيء والواقع شيء آخر ولأنها – أي الحقيقة – متطلب بشري منذ الأزل تعددت آراء الفلاسفة حولها وقيلت كلمات خلدها التاريخ في معناها وجوهرها.
فهذا لويس أجاسيز، يوضح بطريقة راقية جانباً من سبب هروب البعض عنها، حيث يقول: «الحقيقة ساطعة كالشمس، ولعل ذلك هو السبب في أن الكثير يتجنبون النظر إليها مباشرة»، ولنسمع آراءه حول الحقيقة من جانبها العلمي حيث يقول: «كل حقيقة علمية تمر بثلاث مراحل، في البداية يقول الناس إنها تخالف الدين، ثم يقولون إنه قد تم اكتشافها مؤخراً، وأخيراً يقولون إنهم طالما آمنوا بها»، وأعتقد أن هذا التوزيع صائب في كثير من الحقائق سواء العلمية أو غيرها، في أحيان كثيرة البعض من الناس يضعون أنفسهم في مأزق غير مبرر عندما يرفضون ويقاومون الحقائق، أعتقد أننا نحتاج تعلم الحقيقية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى