بمناسبة العيد الوطني للمرأة بتونس، نظمت الجمعية الدولية للثقافة والفنون بالتعاون مع المركب الشبابي بنابل تظاهرة ثقافية تحت شعار: "المرأة التونسية نضال وإشعاع تميّز وإبداع"، وذلك يوم الجمعة 11 أوت/آب في فضاء المركّب الشبابي بنابل بحضور مجموعة من الشاعرات والشعراء من تونس والجزائر، ومجموعة من المثقفين من بينهم على سبيل الذكر الإعلامية التونسية سماح قصد الله والجزائرية أحلام بشتلة رئيسة جمعية بلقيس. و تمّ خلال التظاهرة تقديم مجموعة من الشاعرات ومنجزاتهنّ من دواوين ومجموعات شعرية سواء باللغة العربية أو الفرنسية وتكريم عدد من الشعراء والشاعرات، كما قام الفنان التونسي الشاب مروان العريبي بتقديم وصلات موسيقية غناء وعزفا على العود.
افتتحت الشاعرة التونسية ورئيسة الجمعية الدولية للثقافة والفنون فاطمة الماكني التظاهرة بمداخلة تحدّثت فيها عن مكاسب المرأة التونسية التي اعتبرها فاقت مكاسب المرأة العربية والكثير من الدول الغربية، ويكفي ذكر مجلة الأحوال الشخصية التي عرفت تنقيحات عديدة في سبيل تطوير المرأة بشكل متواصل، وآخر مكسب كان القانون الذي صادق عليه أخيرا مجلس النواب للتصدّي للعنف ضد المرأة، وأكدت أن هذه المكاسب مازالت في تطور رغم المتطرفين وسماسرة الدين. وفي كلمتها، رحّبت ماكني بالحضور من تونس والجزائر مبرزة أن للرجل أيضا قيمته معتبرة أنه عيد المرأة والرجل أيضا.
وأخذ عنها الكلمة الشاعر التونسي شكري السلطاني ليقول أن "المرأة هي المرآة التي نرى فيها أنفسنا، وأن الرجل والمراة كائن واحد لا يمكن الفصل بينهما لذلك نقول أن لا شيء يحمينا من الموت سوى المرأة والكتابة لأن المرأة هي هذه الأنثى التي تلخّص الكون".
ثمّ تمّ تقديم عدد من النساء المبدعات سواء من تونس أو من الجزائر مع منجزاتهن الشعرية، وإلقاء عدد من قصائدهن، مثل الشاعرة التونسية ريم بالطيب التي قام بتقديمها الشاعر التونسي لطفي عبد الواحد وأسهب في الحديث عن ديوانها "بين ليليث وحواء عاشت جدّتي البكر" الذي كان حسب قوله ممتلئا بالأنثى منذ عنوانه وتميّز بحضور الأنا الأنثوية كصورة لامرأة اهدتها للنساء التونسيات الكادحات. والشاعرة التونسية سعاد حجّي التي قدّمها الشاعر التونسي مختار العمراوي وقدّم ديوانها الصادر باللغة الفرنسية تحت عنوان "murmures"، ومريم قارة علي الشاعرة التونسية التي قدّمتها الشاعرة الجزائرية المقيمة في تونس حورية الزهرة، التي قدّمتها هي نفسها رئيسة الجمعية الشاعرة فاطمة الماكني والتي تحدّثت عن صداقتهما التي جمعتهما على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ سنة 2008 أين كانت تكتب وتنشر حورية شعرها مكتفية بهذا الفضاء الالكتروني، وبتشجيع من الأصدقاء قررت أخيرا الدخول إلى عالم النشر إذ أن لديها ديوان تحت الطبع.
ألقى جميع الضيوف من المبدعين قصائد وكانت في معظمها تخص المرأة، ومن بينهم نذكر الجزائري محمد مبسوط والتونسيين سارة خنشوش وفريد سعيداني وفتحية بروري ومحمد مهدي حسن ولطفي الشابي ونشوة الدوزي. كما ألقى الضيوف كلمات ترتفع بقيمة المرأة وبقيمة الإنسان بشكل عام. وفي ختام التظاهرة قامت الماكني بتكريم الضيوف بتوزيع شهائد وهدايا رمزية عليهم.