أكدت دراسة لمكاتب التسوية بمحاكم الأسرة المصرية ارتفاع الخلافات الزوجية بنسبة 56 بالمئة بسبب إهمال الزوجات لأنفسهن ومظهرهن وشكل أجسادهن بعد الزواج، حيث رصدت لجوء الرجال لمحاكم الأسرة في دعاوى النشوز والطاعة بسبب الملل وعدم تجديد الزوجات لأنفسهن.
وأشارت الزوجات إلى أن الضغوط الاجتماعية على المرأة من عمل وتربية الأولاد، وعنف الأزواج، والمشاكل الاقتصادية تؤثر على الإقبال على الحياة الخاصة وتسبب إهمال المظهر الخارجي.
وذكرت أن السبب الرئيسي في هذه الخلافات تمثل في عدم اهتمام الزوجات بنظافتهن الشخصية وعدم حفاظهن على شكل أجسامهن بعد الزواج، مشيرة إلى أن 40 بالمئة من الزوجات اشتكين من نفور أزواجهن منهن بحجة عدم اهتمامهن بالتزين لهم واضطررن لإقامة دعاوى خلع وطلاق، وقالت إن 32 بالمئة من السيدات طلبن الانفصال عن أزواجهن بسبب مقارنتهن الدائمة بينهن وبين نجمات السينما وفتيات الإعلانات والسخرية منهن.
وأرجع 45 بالمئة من الأزواج سبب نفورهم من العلاقة الحميمية وانصرافهم عن زوجاتهم إلى رفضهم أشكالهن بسبب عدم تجديدهن في مظهرهن.
وفي هذا السياق تقول منى رضا أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس في مصر “هناك العديد من الأسباب التي تدفع بالمرأة لإهمال مظهرها الخارجي وجمالها على عكس طبيعتها، وغالبها يندرج تحت تأثير العوامل المحيطة التي تحبطها نفسيًا وتقلل من اهتمامها بنفسها وليست طبيعة في شخصيتها لأن الفتاة منذ صغرها تحلم بشعر طويل مصفف ودائمًا ما تقف أمام المرآة وترتدي ملابس والدتها وتضع أحمر الشفاه الخاص بها لكي تبقى في أحسن صورها.
وأكدت أن جمال المرأة الخارجي واهتمامها بنفسها وبمظهرها ما هو إلا انطباع لشعورها الداخلي وقناعتها بذلك في قرارة نفسها وثقتها في جمالها، لذلك في المقابل نجد أن هناك نسبة كبيرة من النساء مهما كانت الصعاب والتحديات التي تواجههن يبقين مصرات على الاحتفاظ بجمالهن سواء قبل الزواج أو بعده لأنهن يلمسن شعورهن الداخلي بجمالهن والإحساس بكيانهن ووجودهن من خلال اهتمامهن بأنفسهن، لذلك لا يمكن تعميم ظاهرة أن المرأة تهمل نفسها بعد الزواج.
وتلفت رضا إلى أن إهمال المرأة لنفسها بعد الزواج قد يكون أمر واردا وبقوة، وذلك بسبب حجم المسؤوليات التي تُلقى على كاهلها فيكون الاهتمام بالمظهر الخارجي من الأمور الثانوية بالنسبة إليها خاصة أن الخروج من المنزل يصبح بعد ذلك من الأمور التي نادرًا ما تحدث.
وأكدت أن أولويات المرأة تتغير بعد الزواج لأنها قبل الزواج لا تكون عليها أيّ مسؤولية لذلك تقضى الكثير من الوقت في الاهتمام بملابسها ومظهرها الخارجي، لكن بعد الزواج تجد نفسها مقسمة بين دائرة المسؤوليات ولا تجد وقتًا للاهتمام بمظهرها.
ونبهت رضا إلى أن العامل النفسي يؤثر بشكل كبير في اهتمام المرأة بمظهرها وبجمالها، فالزوجة التي تعاني من الاكتئاب وكثرة الضغوطات والتوتر بشكل مستمر تتعمد إهمال جمالها وهذا يدلّ على عدم شعورها بالراحة في حياتها ومعاناتها بشكل مستمر.
وعن تأثير إهمال المرأة لنفسها على علاقاتها الاجتماعية والزوجية توضح سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن هناك بعض الأزواج الذين يرون أن اهتمام المرأة بنفسها داخل المنزل من الأشياء الأساسية لاستمرار الحياة الزوجية هادئة وسعيدة، لأن تغيير المرأة لشكلها واهتمامها بمظهرها يكسر حاجز الملل والرتابة الذي تمر به أيّ علاقة زوجية والذي من شأنه أن يؤثر على استمرارها.
وهناك جزء ثان من الرجال لا يهتمون بمظهر المرأة ويعتبرونه من الأشياء الثانوية وأنه من الأفضل لها الاهتمام ببيتها وتربية أبنائها على الاهتمام بمظهرها، مشيرة إلى أن الزوج بعيد تمامًا عن تهمة أنه السبب وراء إهمال المرأة لنفسها لكن تقاليد المجتمع التي يفرضها على المرأة هي التي تحول دون ذلك.
ولا شك أن إهمال الزوجة لنفسها يؤثر بشكل طبيعي على الحياة الزوجية ويجعلها مملّة وغير متجددة بل ويجعل الزوج نافرًا من إقامة علاقة جنسية مع زوجته.
وذكرت خضر أن الزوج يلعب دورا كبيرا في بقاء المرأة مهتمة بمظهرها وجمالها من خلال تقسيم المسؤولية بينهما وهو ما يشعرها بالارتياح النفسي وعدم الإحساس بالضغط والتوتر.
وقالت إنه كلما اهتم الرجل بزوجته كلما اهتمت بنفسها لإرضائه، على عكس المرأة التي يهملها زوجها ويلقي بالمسؤولية كاملة عليها فتجد نفسها في دوامة كبيرة من المشاغل، وهو ما يؤثر على نفسيتها بشكل سلبي ويجعلها تتعمد إهمال نفسها.