الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

من يستنصر للمرأة العربية؟

  • 1/2
  • 2/2

الكاتب الصحفي: محمد شباط أبو الطيب - سوريا - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

في مجتمعاتنا العربية  أنواع كثيرة من الظلم الأسري  تتعرض له المرأة، فمثلاً إذا رأيت امرأة بعد سنة أو سنتين من زواجها دون حلي في يدها أو في جيدها فاعلم أنها باعته من أجل زوجها لتساعده في شراء دراجة نارية ربما أو في بناء حجرة أخرى في المنزل أو من أجل بعض النفقات الأخرى لأن الزوج ليس لديه عمل. وقد يكون الزوج مسرفا يرتكب خطيئة مثل  شرب الكحول أو يتعاطى  مخدرات أو ما هو قبيله أو يرتكب   أي شيء من الآثام أو على علاقة بنساء أخريات غيرها  فتضطر المرأة المسكينة المغلوب على أمرها مسايرة ذلك الزوج لتستمر بمسيرة الأسرة لبر الأمان ولو  بشيء من الاستقرار الظاهري فقط.
وقد تجد بعض النساء تضطر للخروج إلى العمل بأعمال من شأنها أن تتنازل المرأة عن الكثير من أنوثتها لأنها أعمال شاقة يبتعد عنها الكثير من الرجال مثل  العمل في الحقول مثل الرجال لجني الثمار في الحر والبرد كي تقتات على الفتات لتشتري بعض الخضار مثل  البندورة أو البطاطا أو تعمل بموسم  الحصاد والسبب أن الزوج ينام سحابة يومه ليسهر طيلة ليله منفقا الكثير مما جنته زوجه. كل هذا لتستمر الأسرة ويعيش الأطفال في كنف أب وأم ولو بشكل صوري.
أعرف امرأة في مجتمعي فائقة الجمال وافرة الذكاء. زوجها والدها منذ الصف التاسع المتوسط وهي من الأوائل في صفها. طمعاً في المال. للأسف الشديد كانت النتيجة كارثة تصيب الأسرة لأن الزوج فشل فشلا ذريعا وكان أنموذجاً سيئاً للغاية ما اضطرها للهرب من بيته ومخالعته بعد ستة أشهر فقط من زواجها.
فما كان من والدها إلا أن يزوجها بآخر لديه شيء من حنان لكنه سكير فاشل بكل المقاييس كأب لأنه يضيع إنتاجه الوفير على ملذاته الشخصية.
امرأة استمرت معه لسنوات وأنجبت منه البنين والبنات وكانوا مثلها جمالا وذكاء. لكنه لم يطب له إلا أن ينغص عليها وعلى أبنائه الحياة. فهربت مجدداً وسكنت مع أبنائها في بيت وتحت سقف فيه الكثير من الخوف من مجتمع ظلمها إذ وقف معه بكل مكوناته. لكنها في النهاية قاومت واحتضنت أبنائها وتابعت دراستها رغم كل الظروف المعقدة جداً المحيطة بها  وهي الآن خريجة جامعية تعيش مع أبنائها وتنفق عليهم  بعد أن ضاع شبابها بين جشع أب وظلم زوج عاطل لا يقدر المرأة والمسؤولية
في ختام  مقالتي أود أن تصل رسالة مفادها أن هذا ليس من  تلك تعاليم إسلامنا لكنها العادات المقيتة فلنقاومها برقي إن أردنا لأسرنا الاستمرار والاستقرار ولمجتمعاتنا الرقي والتقدم والحضارة الحقيقية وليست المقنعة .
أعلم أن كثيرات يتمتعن بحريتهن ويعشن بأجواء لا تخلو من الحرية المقنعة التي أقنعها الغرب بها لكن هذا لا ينصف المرأة لإن مكانها البيت لتكون درة مثل النفائس التي نحافظ عليها ونعززها ونكرمها ونخدمها نحن لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع تكون قوته بلبنته الأساسية  المجسدة في المرأة المحصنة المكرمة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى