الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

بين الخطيئة والذنب والسيئة في لغة الجذور

  • 1/2
  • 2/2

الدكتور محمد فتحي راشد الحريري - الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

الخطيئة في لغة الجذور ، من الثلاثي (خ ط أ) ، والخَطَأُ والخَطاءُ: ضدُّ الصواب.
وقد أَخْطَأَ، وفي التنزيل:وليسَ عليكم جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُم به» عدَّاه بالباء لأَنه في معنىعَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم؛ وقول رؤْبة: يا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَو نَسِيتُ، * فأَنتَ لا تَنْسَى، ولا تمُوتُ فإِنه اكْتَفَى بذكر الكَمال والفَضْل، وهو السَّبَب من العَفْو وهو الـمُسَبَّبُ، وذلك أَنّ من حقيقة الشرط وجوابه أَن يكون الثاني مُسَبَّباً عن الأَول نحو قولك: إِن زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك، فالكرامة مُسَبَّبةٌ عن الزيارة، وليس كونُ اللّه سبحانه غير ناسٍ ولا مُخْطِئٍ أَمْراً مُسبَّباً عن خَطَإِ رُؤْبَة، ولا عن إصابته، إِنما تلك صفة له عزَّ اسمه من صفات نفسه لكنه كلام محمول على معناه، أَي: إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِيتُ، فاعْفُ عني لنَقْصِي وفَضْلِك؛ وقد يُمدُّ الخَطَأُ وقُرئَ بهما قوله تعالى: ومَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً.
وأَخْطَأَ وتَخَطَّأَ بمعنى، ولا تقل أَخْطَيْتُ، ولو أنَّ بعضهم يقوله. وقال ابن منظور:
وخَطَّأَه تَخْطِئةً وتَخْطِيئاً: نَسَبه إِلى الخَطا، وقال له أَخْطَأْتَ. يقال: إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْني، وإِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عليَّ أَي قُل لي قد أَسَأْتَ.
وتَخَطَّأْتُ له في المسأَلة أَي أَخْطَأْتُ.
وتَخَاطَأَه وتَخَطَّأَه أَي أَخْطَأَهُ. قال أَوفى بن مطر المازني: أَلا أَبْلِغا خُلَّتي، جابراً، * بأَنَّ خَلِيلَكَ لم يُقْتَلِ تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ، * وأَخَّرَ يَوْمِي، فلم يَعْجَلِ والخَطَأُ: ما لم يُتَعَمَّدْ، والخِطْء: ما تُعُمِّدَ؛ وفي الحديث: قَتْلُ الخَطَإِ دِيَتُه كذا وكذا هو ضد العَمْد، وهو أَن تَقْتُلَ انساناً بفعلك من غير أَنْ تَقْصِدَ قَتْلَه، أَو لا تَقْصِد ضرْبه بما قَتَلْتَه به.
وقد تكرّر ذكر الخَطَإِ والخَطِيئةِ في الحديث.
وأَخْطَأَ يُخْطِئُ إِذا سَلَكَ سَبيلَ الخَطَإِ عَمْداً وسَهْواً؛ ويقال: خَطِئَ بمعنى أَخْطَأَ، وقيل: خَطِئَ إِذا تَعَمَّدَ، وأَخْطَأَ إِذا لم يتعمد.
ويقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره أَو فعل غير الصواب: أَخْطَأَ.
ويسأل كثيرون :
ما الفرق بين الذنب والسيئة ؟
ولماذا نقول فى الدعاء..
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا.؟
ولا نقول اللهم اغفر لنا سيئاتنا وكفر عنا ذنوبنا؟
ولماذا قال ربنا إن الحسنات يذهبن السيئات
ولم يقل يذهبن الذنوب؟
ولماذاقال ربنا أنه يغفر الذنوب جميعا
ولم يقل يغفر السيئات جميعا ‏ ؟
الاجابة:
الذنب هو ما تضر به نفسك ويكون فيه حق من حقوق الله مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج وأى شئ بينك
وبين الله .
وهذه يغفرها ربنا
يغفرها عندما تستغفره
وتتوب اليه ولا ترجع للذنب مرة اخرى.
(‏{‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏) .
أما السيئة :
فهى ما ترتكبه مع أى مخلوق.وتشمل كل المخلوقات
( إنسان - حيوان - جماد - نبات - هواء - والخ... أى مخلوق )
مثل الغيبة- النميمة- التعدّي عليه - السرقة - التلويث ........ الخ ...
وأى شئ تضر به غيرك ، و لا بد هنــا من رد المظلمة، او أن تعتذر أو يسامحك من أسأتَ إليه ، وتعمل أعمالاً صالحة ،  (حسنات) مقابل السيئات التي اقترفتها ليكفرها الله عنك.
(أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ).سورة هود / 114 .؟
أما الخطيئة فترتكبها عن غير قصد غالبا :(( ربنا لا تؤاخذنا إنْ نسينا أو أخطأنا))
سورة البقرة / 286 . ، والسيئة أصلا في اللغة من قولهم :(( السَيْئُ بالفتح)): اللَّبَنُ الذي يكون في أطراف الأخلاف قبل نزول الدِرَّةِ. الفرَّاء: تَسَيَّأَتِ الناقةُ: إذا أرسَلَتْ لبنها من غير حَلَبٍ. قال هو السَئُ. فكأنها حين درّت بالحليب لأم تعمل حسنة بحق رضيعها بل ارتكبت السوء . وقد انْسَيَأَ اللبنُ درّ من تلقاء نفسه ،
ولاحظ معي ما يقوله ابن جني :
في قولُه تعالى: ((لها ما كَسَبَتْ، وعليها ما اكْتَسَبَتْ )) سورة البقرة / 286 ؛ عَبَّر عن الحسنة بِكَسَبَتْ، وعن السيئة باكْتَسَبَتْ، لأَن معنى كَسَبَ دون معنى اكْتَسَبَ، لِـما فيه من الزيادة، وذلك أَن كَسْبَ الحسنة، بالإِضافة إِلى اكْتِسابِ السيئة، أَمْرٌ يسير ومُسْتَصْغَرٌ، وذلك لقوله، عَزَّ اسْمُه: من جاءَ بالحسنة فله عَشْرُ أَمثالها، ومن جاءَ بالسيئة فلا يُجْزَى إِلا مِثْلَها؛ أَفلا تَرى أَن الحسنةَ تَصْغُر بـإِضافتها إِلى جَزائها، ضِعْف الواحدِ إِلى العشرة؟ ولما كان جَزاءُ السيئة إِنما هو بمثلها لم تُحْتَقَرْ إِلى الجَزاءِ عنها، فعُلم بذلك قُوَّةُ فِعْلِ السيئة على فِعْلِ الحسنة، فإِذا كان فِعْل السيئة ذاهباً بصاحبه إِلى هذه الغاية البعيدة الـمُتَرامِـيَة، عُظِّمَ قَدْرُها وفُخِّمَ لفظ العبارة عنها، فقيل: لها ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ، فزيدَ في لفظ فِعْل السيئة، وانْتُقِصَ من لفظ فِعْل الحسنة، لما ذَكَرْنا.
أما الذنب (ذ ن ب) فأصلها الجذوري من ، قول العرب: رَكِبَ فلانٌ ذَنَبَ الرِّيحِ إِذا سَبَق فلم يُدْرَكْ؛ وإِذا رَضِـيَ بحَظٍّ ناقِصٍ قيلَ: رَكِبَ ذَنَب البَعير، واتَّبَعَ ذَنَب أَمْرٍ مُدْبِرٍ، يتحسَّرُ على ما فاته.
وذَنَبُ الرجل: أَتْباعُه.
وأَذنابُ الناسِ وذَنَبَاتُهم: أَتباعُهُم وسِفْلَتُهُم دون الرُّؤَساءِ، على الـمَثَلِ؛ قال: وتَساقَطَ التَّنْواط والذَّ * نَبات، إِذ جُهِدَ الفِضاح ويقال: جاءَ فلانٌ بذَنَبِه أَي بأَتْباعِهِ؛ وقال الحطيئة يمدَحُ قوماً:
قومٌ همُ الرَّأْسُ، والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ، *** ومَنْ يُسَوِّي، بأَنْفِ النَّاقَةِ، الذَّنَبا؟
 وهؤُلاء قومٌ من بني سعدِ بن زيدِ مَناةَ، يُعْرَفُون ببَني أَنْفِ النَّاقَةِ، لقول الحُطَيْئَةِ هذا، وهمْ يَفْتَخِرُون به. ورُوِيَ عن عليٍّ، كرّم اللّه وجهه، أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً في آخِرِ الزَّمان، قال: فإِذا كان ذلك، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَـبِهِ، فتَجْتَمِـعُ الناسُ؛ أَراد أَنه يَضْرِبُ أَي يسِـيرُ في الأَرض ذاهباً بأَتباعِهِ، الذين يَرَوْنَ رَأْيَه، ولم يُعَرِّجْ على الفِتْنَةِ. والأَذْنابُ: الأَتْباعُ، جمعُ ذَنَبٍ، كأَنهم في مُقابِلِ الرُّؤُوسِ، وهم المقَدَّمون.
والذُّنابَـى: الأَتْباعُ. وأَذْنابُ الأُمورِ: مآخيرُها، على الـمَثَلِ أَيضاً. والذنب أخلاقيّا من مآخير الأعمال ومن صنائع البشر السلبية ، هذا والله أعلم .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى