هل تبذل الكثير من الجهد لإقناع من حولك بفكرة أو رأي معين؟ هل تواجه بعض المشكلات للحصول على موافقة من حولك بخصوص أحد الأمور؟ لو كانت هذه المصاعب تواجهك سأدعوك إلى قراءة السطور التالية لنيل ما ترغب سواء في محيط علاقاتك الشخصية أو في جوانب الحياة العملية.
الإقناع والهدف منه
من أهم صفات القائد الناجح أن يمتلك القدرة على الإقناع، وأن يُلهم من حوله ولا يتلاعب بأفكارهم، ويُعرف القادة المميزون بقدرتهم على جعل من حولهم يحبون العمل المسند إليهم، ويرغبون في تأديته على أكمل وجه، كما أنه يجعلهم يشاركونه في نفس الرؤية والتوجه، وتذكر القاعدة الذهبية "يتعدد القادة، ولكن قلة منهم يمتلك القدرة على القيادة".
عقلية المستقبل (وعي الجمهور)
بعد الدراسة المتأنية لطريقة تفكير الأشخاص توجد العديد من الأشياء التي يجب أخذها بعين الاعتبار مما يُسهل من عملية الإقناع:
* يتحكم في الجمهور عواطفه، ويمكن تحريكه بل وخداعه بالاعتماد بشكل عليها كبير، فمثلما الآمال هامة، فالأوهام مهمة كذلك.
* يميل العامة لتصديق غير الواقع، إذا كانت الحقيقة مزعجة، وعندها مخيلة المُستقبل ستكون أكبر الداعمين لك.
* فرص النقد تقل كلما زاد الإعجاب من قِبَل المستهدفين.
* حاول ألا تكون الفكرة سابقة عصرها ليسهل تقديمها.
* يعشق العامة المحافظة على العادات والتقاليد وعدم الخروج من منطقة الراحة.
* أسلوب عرض الفكرة أهم من الفكرة ذاتها.
* يميل الأفراد للذوبان في الجماعة مما يُسهم في إلغاء أسلوب التفكير الفردي.
أساليب الإقناع
كثيرة ومتنوعة ويمكن دمجها أو التعديل فيها وفقاً لما يتراءى للمتحدث الذي يرغب في توصيل معلومته بشكل معين أو استخدام كلمات خاصة، أو طرح المواضيع بشكل مختلف، ويمكن ذكر بعض الأساليب كما يلي:
التكرار
له أشكال متعددة، ويعتمد على إيصال المعلومة بشكل متكرر وسريع، ثم يقوم بزرع الفكرة في العقل بشكل لا يقبل الشك أو الجدال، مما يجعل من الصعوبة معارضة الفكرة؛ لأن عقل المستقبل لا يستطيع عندها العمل بشكل سريع، مما يتسبب في امتثاله لما وجه إليه من معلومات كذلك يوجد نموذجاً آخر يمكن اتباعه وهو استخدام بعض الحروف المتشابهة، مما يزيد من نسبة الإقناع، كحرف الميم في كن متطوراً وملتزماً ومنظماً وهكذا.
الحوار الثنائي
أسلوب إقناع يعتمد على أن تتناول ما يدور بذهن المُستقبل من تساؤلات عند طرح فكرة معينة عليه، ثم تقوم بالإجابة عليها، مما يُقلل من إمكانية مجادلة الفكرة المطروحة، ومن ثم يسهُل الاقتناع بما تقول.
التباين
من أفضل أساليب الإقناع ويعتمد على عرض فكرة معينة، ثم مقارنتها بأخرى، ونجاحها يعتمد على ميل الأشخاص الفطري للمقارنة، ثم يكون الاقتناع عندما تصُب المقارنة في صالحك، وهذا يكون دورك الرئيسي؛ لأنك المُتحكم في سير الحديث.
كلمات التحكم والسيطرة
أحد أساليب الإقناع ويتم فيها منح كامل الحرية للمُستقبل، وهو من أهم المشاعر الغريزية التي لا يمكن الاستغناء عنها؛ لذلك قد تقوم بإدارج بعض من هذه الكلمات لإضفاء المزيد من الحميمية للحديث، ومن ثم يُمكن أن تقنعه بما تُريد.
كلمات التأثير
أسلوب يتم فيه استخدام كلمات لا يمكن توصيف مقدارها، وتمتلك قوة سحرية لحل المشكلات، ويتم فيها التأثير على العاطفة، وتصاحبها مجموعة من الصور البسيطة، مثل التظاهر بأنك تتحدث كعميل، أو كأنك صاحب الأمر نفسه.
التدرج
أسلوب يعتمد على طرح الفكرة بصورة مبسطة ثم الانتقال خطوة خطوة إلى عرض ما هو أكبر مما يُسهل من تقبل ما تعرض.
الأسئلة
هو أسلوب يعتمد على ضخ مشاعر مختلفة، ويُصاحبها تغيير في تركيز المُستقبل، مما يجعل ذهنه شارداً ويزيد من استعداده لتقبل أي فكرة كصيغة: ماذا سيحدث لو؟ أو ماذا تظن في حال موافقتك على أمر ما؟
وفي الختام، قبل أن تبدأ في إقناع غيرك بفكرة معينة يجب أن تكون على كامل الاقتناع بها، فإحساسك الحقيقي ينبُع من الداخل، ثم ينعكس على الآخرين لتقبّل ما تطرح عن طيب خاطر.
_________________________
* المصادر:
كتاب "سيكولوجية الجماهير" لجوستاف لوبون وموقع طريق النجاح وموقع أخضر.