هي رواية كتبها نجيب الكيلاني ويقصد فيها بعض الأشخاص النبلاء المخلصون للقيم والمبادئ وتطبيق القوانين وحماية الضعفاء بالرغم أن الأجواء العامة في المجتمع تتمثل في تجاوز الحواجز والحدود وعدم تطبيق القانون بل التلاعب في تطبيقه. أحبابي إن الذين يحترقون موجودون في كل مكان وزمان بتفاوت ملحوظ بين مكان وآخر وفي زمان وآخر. الذين يحترقون يطلق عليهم اليوم في المجتمعات المسلمة الغرباء مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء )تجد هؤلاء الغرباء يحاولون إشعال شمعة هنا ، وأخرى هناك تضيء دروبا شديدة العتمة يجهدون في رسم ابتسامة رضا على ثغر أوجعته جراحات الظلم والفساد والنفاق الاجتماعي. صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي في وصفهم الغرباء نعم هم غرباء فالذي يحمل صفة الوفاء اليوم غريب في مجتمع تكاد تلك الصفة تمحي من قاموسه والذي يحمل معاني قول الله تعالى (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خاصة )هو غريب جداً في مجتمع عمت الأنانية أرجاء بيوته من أصغرها حتى قصور علية القوم. الذين يحترقون يذوبون اليوم ويطحنون طحنا وسط مئات الآلاف من حقول الأشواك هم فيها أزهارا أبت أن تنأى بنفسها فزرعت في تلك الحقول عساها تملأ بأحفادها من أجيال قادمة لتحل محل تلك الأشواك الناعمة الملمس الشديدة السمية والإيذاء. والله وحده يكون بعون الذين يحترقون.