ترتدي في محطة بنزين بالعاصمة الأردنية عمان، فتيات ملابس العمل وهن في حالة تأهب للترحيب بالزبائن وتزويد سياراتهم بالوقود المطلوب، في كسر للمحرمات الخاصة بكون هذا العمل مهنة ذكورية.
ويأتي ذلك في إطار جهود شركة تسويق المنتجات البترولية (جوبترول)، التي تأمل أن تكافح البطالة والمحرمات الاجتماعية من خلال تدريب وتشغيل فتيات في محطات البنزين.
وتدربت أكثر من 30 فتاة على العمل، وتعمل ست فتيات منهن حاليا بشكل فعلي.
وقالت إحدى هؤلاء الفتيات إنها كانت تتطلع لهذا العمل لأنه يمثل تحديا مثيرا بالنسبة إليها.
وأضافت أمل خطيب التي تعمل في محطة بنزين “الحقيقة هي وظيفة مثل أي وظيفة، ولا يوجد فرق بين أن يكون العامل فتاة أم شابا، وأشعر أن هذا العمل عادي ومناسب. يوجد بعض الناس لا يتقبلون الفكرة، لكن بعد مضي 3 أشهر لي بالوظيفة بدأ كل من حولي يتقبل الأمر، وأكثر من هذا صاروا يشجعونني على المضي قدما”.
ويمثل ارتفاع معدل البطالة بين النساء مشكلة ضخمة يعاني منها الاقتصاد الأردني. ويفيد البنك الدولي أن 22 بالمئة فقط من النساء في الأردن يشاركن في القوى العاملة في مقابل 87 بالمئة من الرجال.
وتأمل شركة جوبترول أن تجذب المزيد من النساء للقوى العاملة من خلال عرض ساعات عمل ملائمة ورواتب جيدة.
وقالت فتاة تدعى ملاك بكري تعمل في محطة بنزين إن العمل أفضل من التسول. وأشارت إلى دعم معظم الزبائن لهن ورفض أقلية من الناس عمل المرأة في محطات البنزين.
وأضافت “أعمل أمام الجميع بكل كرامة، وبكل احترام، وهذا أفضل بكثير من التسول وطلب حسنة من الآخرين. بشغلي الآن صرت قادرة على توفير مصروفي بنفسي. وبالنسبة إلى الناس السلبيين نسبتهم قليلة جدا لكن ومع ذلك أريد أن أقول لهم دعوا الفتيات يعملن، أتركوهن يجربن كل شيء، وإذا قدرن على تأديته أين المشكل”.
وقالت امرأة من رافضي عمل النساء في محطات البنزين وتدعى نيفين فارس، وهي من زبائن المحطة، “نحن مجتمع شرقي، أنت داخل مجتمع عربي، لن يتقبل فكرة عمل البنت في مثل هذه الوظيفة سواء كانت بحجاب أو دونه، أنا أتحدث أساسا على مبدأ التعامل، على طبيعة الحياة عندنا، شخصيا لن أتقبل ذلك ولو كانت عندي بنت أقتلها أولا قبل أن تفكر مجرد التفكير في مثل هذا العمل”.
وقالت ناريمان خوالدة من زبائن المحطة وهي مع نيفين في ذات السيارة “آسفة للمداخلة، لكن نيفين مضيفة طيران، نفس المشكلة يعني”. وردت فارس “أنا مضيفة لكن أنا لا أعمل بالشارع بمحطة بنزين”.
وأضافت خوالدة “مشكورة أي فتاة تعمل بهذه الوظيفة وتختلط بالرجال أحيي فيها ذلك”.