ذكر تقرير نشره الموقع الأميركي “سيلفيكايشن” أن عادات التنفس السيئة التي تؤدي إلى عدم وصول الهواء إلى الرئتين، بشكل جيد، تتسبب في ضيق الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وصعوبة في التنفس.
وحسب التقرير فإن المخ يستخدم 20 بالمئة من الأكسجين الذي يتم استنشاقه. وعندما يكون هناك نقص في الأكسجين بالدماغ يعمل بشكل أبطأ وتتأثر بذلك الكثير من الوظائف الأخرى في الجسم. وعدم حصول الجسم على الكمية المطلوبة من الأكسجين يضعف عملية ضخ الدم للقلب بشكل فعال وهذا يؤدي إلى سوء الدورة الدموية وبرودة اليدين والقدمين.
وكما جاء في التقرير فإن للتنفس السيء تأثيرا سلبيا أيضا على العضلات؛ إذ تكون طوال الوقت في حالة توتر وتعب مزمنين.
وكانت دراسة لمعهد بحوث الصحة العامة والعادات اليومية في واشنطن قد أكدت أن الكثير من البشر لا يتنفسون بشكل جيد، ما يعني أنهم يتلقون كمية أقل من الأكسجين وهذا يؤثر على وضعهم الصحي العام.
وحسب دراسة حديثة فإن غاية التنفس هي إجراء التبادل الغازي بين الدم والهواء، وهذا ما يسمى بالتهوية الرئوية، لذا فإن الرئة هي العضو الأساسي للتنفس وتتصف بالمرونة والانتفاخ الذي يسمح بدخول الهواء الخارجي إلى حويصلاتها، وهذا العمل يسمى الشهيق، ثم تعود الرئة إلى وضعها الأول وتطرد الهواء الموجود فيها إلى الخارج، وهذا العمل يسمى الزفير.
وفي كل تنفس اعتيادي تنطرح من الرئة كمية من الهواء تعادل 500 سم مكعب وهذه الكمية ضئيلة بالنسبة إلى سعة الرئتين التي تعادل 3 إلى 3.5 لتر من الهواء، فإذا أجرى المرء زفيرا قويا لطرد جميع الهواء من الرئتين تبقى هناك كمية منه تعادل 1.8 لتر تسمى الهواء الباقي.
والتنفس عمل غير إرادي تقوم به عضلات القفص الصدري، فإذا لم يعتد الجسم على التنفس الصحيح تضمر هذه العضلات ويضعف عملها وتقل الفائدة من التنفس لسوء تهوية الرئتين، الأمر الذي يؤثر على نشاط الأنسجة ووظائف الأعضاء ويعرّض الجسم للأمراض. لهذا ينبغي الانتباه للحركات التنفسية والسماح للرئتين بإجراء التنفس الطبيعي بإدخال الكمية الكافية من الهواء لتجديد كمية “الهواء الباقي”.
وإضافة إلى ذلك تقدم الدراسة معلومات عن التنفس الصحيح الذي يجب اتباعه والتمارين الضرورية التي تسمح لجميع عضلات التنفس بأن تحافظ على شكلها ووظائفها.
يقول الأطباء إن التنفس من الفم لا يكفي، وأضافوا أن للأنف دورا هاما في تسخين الهواء الداخل إلى الرئتين وتنقيته من الغبار بواسطة الشعيرات والغدد الدهنية الموجودة داخله. فإذا تعذر التنفس دون أسباب مرضية عادية مثل الزكام والنزلة الصدرية أو غيرهما، ينبغي مراجعة الطبيب خشية الإصابة بإحدى علل الأنف التي تتطلب عملية جراحية لأن الانسداد يعيق دخول الهواء بكمية كافية فتنقص التهوية الرئوية. ولأن التنفس السيء والتهوية الرئوية غير الكافية يؤثران سلبا على الجسم لا سيما في مرحلة النمو، ينبغى أن يتعلم الإنسان ذلك وينقل معرفته إلى الأطفال للحفاظ على صحة جيدة.
ووفقا لدراسة أولية أجريت في إسبانيا عام 2010، تسهم السيطرة على التنفس في خفض مستوى هرمون التوتر الناجم عن ارتفاع الكورتيزول. وهذا بدوره يقلل من الإجهاد. وتلعب الرئتان دورا هاما في القضاء على السموم والفضلات المترسبة في الجسم.
وعن طريق إجراء التنفس العميق يمكنك تحسين كفاءة الرئتين، كما أنه يقويهما، لأن التنفس البطني يلعب دورا رئيسيا في توسيع الأنسجة الرئوية التي تتكون من عدة حويصلات هوائية. وهذا يحسن وظائف الرئة، ويمكن أن يساعد على منع الالتهاب الرئوي وغيره من مضاعفات ما بعد الجراحة.
كما أن التنفس الصحيح مفيد للأشخاص الذين هم عرضة للاختلالات الرئوية أو الجهاز التنفسي.