الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

هل استطاعت شهرزاد أن تبعد المقصلة عن عنقها...!!

  • 1/2
  • 2/2

أوراق شهرزاد مجموعة حوارات أجرتها الكاتبة والصحفية المتميزة (رحاب محمد عثمان ) ..مع عدد من الكاتبات السودانيات في مختلف مجالات الإبداع .
* في البدء لفت انتباهي الاختيار الذكي لعنوان الكتاب ( أوراق شهرزاد ) .. وبالتأكيد لم يكن هذا الاختيار مصادفة..! وإنما جاء تجسيدا .. وترسيخا لدور المرأة الفاعل في نيل حريتها عبر التاريخ ...، وكما هو معروف أن شهرزاد أول امرأة في التاريخ الإسلامي طالبت بتحرير المرأة...واستطاعت بذكاء وقدرة على التخيل والسرد لمئات القصص أن تبعد رأسها عن مقصلة شهريار الحاكم الطاغية الذي عرف بساديته وعدوانيته للمرأة والتي يقطع رأسها بعد معاشرتها ...!!
* وتراهن الأستاذة رحاب على أن المرأة مازلت تتمتع بنفس الذكاء المتوارث وإنها لا تقل عن الرجل إبداعا برغم محاولته المستمرة لإقصائها..وبرغم ثقل المورثات وتعدد الإشارات الحمراء  القمعية الجائرة التي يفرضها عليها المجتمع بحجج واهية وهزيلة ..!! إضافة لسطوة الرجل ومميزاته البيولوجية التي يسخرها لتهمشيها وتقليص دورها في الحياة والحد من طموحها كإنسانة مبدعة ...من حقها أن تتحدث .. وتكتب .. وتعبر عن خلجاتها وتشارك في إيقاع الحياة وكافة القضايا المصيرية والإنسانية .. 
* (أوراق شهرزاد) ..حوارات توثق فيها الكاتبة للإبداع النسوي السوداني   وتؤكد من خلالها بأن المبدعة السودانية ليست بمعزل عن الحراك الثقافي العربي والعالمي (حسب إفادات وإشادات النقاد داخل وخارج السودان ) .. وأجرت الكاتبة الصحفية رحاب الحوارات بمهنية عالية تجلت فيها عمق تجربتها وثقافتها ومتابعتها الدقيقة للمشهد الثقافي بصورة عامة.. وهذا نابع من اهتمامها بالأدب النسائي .. ولها دراسات ومقالات في هذا الشأن .. وتم تكريمها من قبل رئيس الجمهورية السيد عمر البشير نظير جهودها في هذا المجال الحيوي كما نالت العديد من الجوائز عن مقالاتها (الإبداع عند المرأة _ ،، قضايا الإبداع النسوي ..،_ إشكالية الكتابة النسوية ..،، ) ..  وعكست هذه التجربة الثرة من خلال برنامج إذاعي كان له دور كبير في إثراء الساحة الثقافية سلطت فيه الضوء على نتاج المرأة ألسودانية شعر، قصة رواية، فنون تشكيليه                  * الكتاب في مجمله يعد إضافة حقيقة للمكتبة السودانية وجدير بالقراءة والدراسة والتحليل ..،،   ويطرح قضية الأدب النسائي التي مازالت تثر الجدل ..( وذلك حديث شرحه يطول ) ..! وببساطة   من حق المرأة أن تمارس حريتها في التعبير من غير قهر ووصاية والإبداع عموما لا لون له...ولا يعرف التمييز ( رجل أو امرأة )  ..! وتاء التأنيث لا ترعب إلا العقول المتحجرة...إ
* وتستحضرني في هذه اللحظة دهشة (نواز الشريف ) عندما كان رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي وفوز بنا زير بوتو في الانتخابات 1981  عندما قال ( ياللفظاعة لم يسبق مطلقا في دولة مسلمة  أن تولت امرأة مسلمة قيادتها ) .. العقلية الذكورية برغم التشدق بالحضارة ..والرقي ..وحقوق الإنسان   .. والعدل والمساواة..وكل الشعارات البراقة ( الاستهلاكية) .. ما يزال بعضها يفضل أن تبقى المرأة عالقة في الإشارة لينطلق وحده نحو فضاء آت المعرفة والسياسة والثقافة...  !!
*  صحيح أن المرأة مازالت تكتب وهي مشوبة بالحذر والتوجس ( برغم كلما حققته من نجاحات ) ومازالت آثار الحجول في قدميها ....!!! وعلى سبيل المثال تقول الروائية زينب بليل ..( المرأة لا تستطيع          أن تبوح بصدق وإلا اتهمت بالفجور                      ) .. !! والشاعرة آية يوسف، ( الرجل يبعد المرأة من إنتاجها ) .. ! والشاعرة سعادة عبد الرحمن تصرح ( بأن لديها الكثير من القصائد لا تستطيع نشرها ) !والروائية ملكة الفاضل تكتب بلسان رجل (الجدران القاسية ) ..!!
*  وبرغم التوجس الموروث استطاعت الكاتبة رحاب أن ترصد لنا حركة الإبداع النسوي السوداني من خلال حوارات قيمة هادفة وموضوعية وبرغم ثقب البوح الضيق ..!! كانت كتابات المرأة السودانية كفيلة  أن تضيء .. وتورق .. وتزدهر ...وقادرة على حفر مجرى حريتها بثقة وكرامة....... وجديرة حقا بالقراءة .. ،،
*والتحية للكاتبة الصحفية رحاب على هذا الجهد المثمر ..

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى