قد يبدو الجمال الذي نتلمسه في لوحة ما في كثير من الأحيان يتمثل في المنظر الذي يرسمه فنان شهير فيصممه بريشته ليصبح أجمل عشرات المرات من صورة وجهه.
وقد نستمع لمعزوفة موسيقية فنتذوق جمالا أخاذا في لحنها قد يظن الكثيرين أنهم استمعوا إلى ذلك الجمال المنبعث منها متمثلا من صاحب عازفها لأنه جميلا بروحه من خلال طريقة عزفها والإبداع في إيصالها لمسامعنا .
وقد نقرأ مقالة أو خاطرة أو قصة قصيرة أو رواية لأديب عالمي فتأخذنا لعالمها الرائع في طيات كلماته الإبداعية في طريقة سردها لنفاجأ بوجه شديد السمرة مثلا لكاتبها .
مع العلم أنها ليست قاعدة مضطردة تؤخذ بعين الاعتبار لأي شيء يبدو جميلا ظاهريا بل قد يكون هذا من وجهة نظر البعض لكن الحقيقة في الواقع لا تعكس جمال داخله .
ولأن الناس ألفوا على عشق الجمال بل أن الجمال مطلوب ويحبه الجميع دون استثناء
جمال يعبر عن مكنونات البشر كلهم أجمعين في حلاوة أرواحهم . فالجمال هو شقيق الروح التي تكون جميلة في أعماقها وفي سلوكها وتعاملها ويتجلي بكل ما تعكسه من تعامل راق جميل بخلق رفيع وإنسانية يطلق على شخص معين أو شيء ما .
لكن الجمال من وجهة نظري والذي أريده هو جمال يظهر سلوكاً واقعياً ينثر ورودا مزهرة تشكل بمجموعها حدائق تحاكي الحياة في جنات النعيم. إنه جمال لا علاقة له إطلاقا بالشكل الخارجي لمنتجه. بل هو جمال يتمتع به المنتج له في خفاياه ومكنونات نفسه. إنه الجمال الحقيقي الذي يظهر عظمة الخالق سبحانه في خلقه وإبداعه سبحانه فيما يظهر على صفحة الكون وصورة الوجود عامة في إبداع خلقه وما في الكون من إبداع يعجز عنه البشر ليصنعوا مثله مهما اجتهدوا وحاولوا ،إنه الجمال الروحي الذي ينشر السعادة في النفوس المطمئنة المتزنة إنه الجمال حقا بكل ما تعني الكلمة من معنى للجمال بمفهومه الحقيقي الذي لا يشعر به إلا من يتأمله ويتلمسه ويشعر به ويسعد كل من حوله.