كشفت الكلية الأميركية للطب الرياضي أن السبب الأول للشعور بآلام في العضلات هو الضعف العضلي المتأخر والذي يظهر بشدة عند ممارسة التمارين الرياضية.
ورغم أن الخبراء ليسوا متأكدين من السبب وراء حدوث هذه المشكلة بعد التمارين إلا أن أطباء الكلية الأميركية يعتقدون أن هذا يحدث نتيجة للتلف المجهري الذي يؤثر على ألياف العضلات ما يجعلها تحاول إصلاح نفسها بنفسها وبالتالي تظهر الآلام.
ويقول ألبرت ماثيني المدرب المعتمد لدى أخصائيي التغذية المسجل في مختبر سوهو سترينغث “يرسل جسمك خلايا الدم البيضاء والسوائل والمواد المغذية الأخرى للمساعدة في إصلاح العضلات ما يؤدي إلى تورّمها والتهابها وبالتالي الشعور بالألم”.
ويضيف ماثيني “ما يحدث هو جزء من عملية بناء العضلات الجديدة، وعادة ما تستمر هذه العملية ما بين 24 حتى 48 ساعة بعد التمارين، بينما يستمر الألم لمدة تصل إلى خمسة أيام”.
وقد توصل الخبراء إلى طريقة جديدة لقياس ألم العضلات، إذ أشارت الأبحاث المنشورة في مجلة التجارب المصورة إلى أن التصوير الحراري يمكن أن يساعد في الكشف عن التغيرات في درجة حرارة الجلد فوق العضلات بعد ممارسة الرياضة.
والعلامات التي تظهر غالبًا هي الألم الشديد وغير المحتمل في الأوتار أو الأربطة والذي بدوره يؤثر على المفاصل المقابلة للعضلات لذا على المتدرب توخّي الحذر لأنها علامات تنذر بشيء خطير مثل عملية “انحلال الربيدات” وهي حالة نادرة تتسبّب في كسر العضلات بسرعة والضغط على الكليتين.
ويوضح ماثيني “إذا كنت ممّن يمارس الرياضة بانتظام فليس بالضرورة أن تعاني من التهاب العضلات الشديد، وإذا كان الأمر كذلك فعليك الاستعانة بالرعاية الصحية اللازمة مع التركيز على التغذية والحركة والتمدّد مع أخذ القسط الكافي من النوم”.
ويؤكد كيسي باتن، الطبيب المعتمد ومدير الرعاية الصحية الأولية للطب الرياضي في لوس أنجلس “عندما تشعر بهذه الآلام لمدة شهر بعد ممارسة الرياضة ولا تزول سريعا، فهذه الأعراض تدق ناقوس الخطر، ما يحتّم عليك إعادة التفكير في نظامك الغذائي أيضاً”.
وحسب دراسة سابقة أجريت في جامعة ألستر في أيرلندا الشمالية يعتبر أخذ حمّام بارد بعد ممارسة الرياضة أمرا فعالا في تخفيف حدة آلام العضلات الناتجة بعد ممارستها. وقد اشتملت هذه الدراسة على 17 تجربة شملت 366 شخصا، وقد تمت المقارنة بينهم وبين من اعتمد في تخيف الألم على أمور أخرى. وكانت النتيجة مؤكدة لدور الحمّام البارد على تخفيف تلك الآلام، وبشكل ملحوظ.
وعلى الرغم ممّا حققه الحمّام البارد من نتائج مذهلة في هذا الصدد إلا أن الباحثين قد أشاروا لعدم كمال كافة جوانب الدراسة ودراسة المخاطر أو الآثار الجانبية الأخرى التي قد يسبّبها الحمّام البارد بعد الرياضة. وأفادوا بضرورة استكمال الدراسات والأبحاث خاصة مع النتيجة المذهلة التي يحققها الحمّام البارد.