أفادت دراسة أميركية حديثة بأن توتر علاقة الأشخاص مع أمهاتهم وأشقائهم في منتصف العمر يزيد من فرص إصابتهن بالاكتئاب.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة ولاية آيوا الأميركية، ونشروا نتائجها، الخميس في دورية “Social Sciences” العلمية. وللوصول إلى نتائج الدراسة استخدم فريق البحث البيانات التي تم جمعها من خلال دراسة الاختلافات داخل الأسرة.
وشمل تحليل فريق البحث 495 بالغا، وقام الباحثون بقياس أعراض الاكتئاب والتوتر بين أفراد الأسرة من خلال أسئلة استبيان طرحت عليهم.
ووجد الباحثون أن توتر العلاقة مع الأمهات والأشقاء يمكن أن يجلب الاكتئاب، كما يحدث عندما تتوتر العلاقة بين الأزواج.
ووجد الفريق أيضا أن العلاقة بين الأمهات والبنات تكتسب أهمية أكبر، لذلك كانت معدلات الاكتئاب أقوى لدى الإناث من الذكور، حينما تتوتر علاقتهن بأمهاتهن.
لكن الباحثين لم يجدوا فارقا في مؤشر الاكتئاب في علاقة الشخص بأخيه وشريكه، إذ تساوى الذكور والإناث في الإصابة بالاكتئاب حينما توترت علاقاتهم مع الأشقاء وشريك الحياة.
وقالت قائدة فريق البحث ميجان جيليجان إن “العلاقات مع أمهاتنا وأشقائنا تتغير عندما نصبح بالغين ونبدأ حياتنا المستقلة مع عائلاتنا، ولكن نوعية تلك العلاقات لا تزال تؤثر على حياتنا ورفاهنا، لا سيما في منتصف العمر”. وأضافت أن “توتر العلاقات مع أمهاتنا وأشقائنا يرتبط مع إصابتنا بالاكتئاب على غرار أزواجنا، وأقد أثبتت الدراسة أن علاقاتنا بأمهاتنا وأزواجنا وإخواننا لها تأثير مماثل”.
وكشفت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقاريرها أن أكثر من 4 بالمئة من سكان العالم يعانون الاكتئاب، وأن 80 بالمئة من حالات الاكتئاب والأمراض العقلية تقع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وأوضحت المنظمة أن التقديرات تكشف أن 322 مليون شخص عانوا من اضطرابات مرتبطة بالاكتئاب في 2015 بزيادة 18.4 بالمئة في 10 سنوات.
ومن جهة أخرى أكدت دراسة بريطانية حديثة مولتها الحكومة البريطانية أن ربع الفتيات في سن الـ14 عاما تظهر عليهن أعراض الإصابة بالاكتئاب مقارنة بواحد من كل 10 فتيان في نفس العمر.
شملت الدراسة أكثر من عشرة آلاف مراهق، وركزت على رصد علامات الاكتئاب خارج نطاق التشخيص الطبي.
وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن معدلات زيادة الخطر تقترن بالخلفيات الفقيرة التي ينحدر منها الشخص أو كان ذا طبيعة عرقية مختلطة أو بيضاء البشرة.
وقالت الدراسة إن الكثير من الآباء والأمهات لا يدركون حجم القلق الحقيقي الذي ينتاب أطفالهم، مشيرة إلى أنهم يقللون عادة من أهمية ما تشعر به بناتهم من توتر، في الوقت الذي يبدون فيه اهتماما بالأبناء الذين لا يصرحون شخصيا بأي قلق.
ومن جانبها أوضحت المشرفة على الدراسة برفيتا باتالاي من جامعة ليفربول أن المراهقين لا سيما الفتيات يتعرضون أكثر لاعتلال الصحة العقلية مقارنة بالأجيال السابقة، على الرغم من كون الدراسة لم تتناول ذلك بالبحث. ويرى الباحثون أن عوامل كثيرة قد تسهم في حدوث ذلك، من بينها التوتر المصاحب للامتحانات والاضطرابات بسبب شكل الجسم.