أهو الحب من النظرة الأولى؟ أهو الحب بجنون؟ إنه موجود، على الأقل في بداية العلاقة. غير أنه بعد فترة يبدأ العالم الحقيقي في الدخول وتتضاءل فقاعة الحب هذه.
على سبيل المثال، نصف الأزواج يريدون أن يفاجئوا شركاءهم الآخرين، وقد جرى شراء تذاكر المسرح لليلة السبت، وجرى حجز طاولة في المطعم المفضل.
ولكن رد الفعل لم يكن كما المتوقع. إنها تريد قضاء عطلة مع أصدقائها. وهو خائب الظن للغاية. ثم تنهمر الاتهامات؛ “لقد تغيرت كثيرا. لقد أصبحت سلبيا جدا. ليس لديك حتى وقت لقضاء أمسية معي”.
وبالتأكيد فإن رد الفعل بهذه الطريقة مبالغ فيه. ولكن من المحتمل أن يكون مفهوما أيضا. يشعر أحد الطرفين بالتجاهل وبأنه لم يعد رقمَ واحدٍ في حياة الشريك.
إنه ليس شعورا لطيفا إلا أنه شائع. ويقول المستشار النفسي، ماكسيم تينينباوم، “بعد نحو عام، تنتهي مرحلة الافتتان، ثم تبدأ مرحلة العلاقة البالغة”.
في هذه المرحلة ينبغي على الشريكين أن يكونا مستعدين للتفاوض. ويوضح المعالج النفسي موريتس إيشبيك “من المهم التحدث مع بعضكما البعض مرارا وتكرارا”. وينبغي على كل شخص أن يعرب عن احتياجاته ورغباته بوضوح.
ولكن أحد أسباب ظهور المشاكل هو أن أغلب الأشخاص لا يراعون سوى احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة، أو أن نصف الأزواج تقريبا يتوقعون أن شركاءهم سيلبون احتياجاتهم دون إخبارهم بماهية هذه الاحتياجات.
ويقول الطبيب النفسي كلاوس زايفريد “في العلاقة الزوجية من المهم خلق توازن بين احتياجات المرء وتلك الخاصة بالشريك”. وهذا لا يحدث إلا إذا تواصلت العلاقة.
ويوضح تينينباوم قائلا “لا تتهم الطرف الآخر طوال الوقت”. هناك رغبة وراء كل اتهام. وبشكل عملي، هذا يعني القول “أود منك أن تلقي القمامة”، بدلا من “أنت لم تعد تلقي القمامة”.
وكشفت دراسة أميركية أن الشعور بالحب يساعد على إفراز مادة “الدوبامين” داخل المخ التي تعطي الإحساس باللهفة والرغبة، وكذلك أعراض القلق التي قد تصاحب الحب مثل خفقان القلب ورعشة اليدين، إلا أنها وجدت أن بعد الارتباط والزواج يفرز المخ مادة أخرى هي “الأوكسيتوسين” التي تعطي الإحساس بالأمان والراحة والألفة، لذلك يختلف شعور الطرفين نحو بعضهما البعض بعد الزواج عن شعورهما خلال فترة الخطوبة.