سيل جارف من الإساءة والكراهية وجّه إلى البرلمانية الباكستانية الشابة عائشة غولالاي في هذه الأيام من قبل البعض من السياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في بلادها، كان ضريبة دفاعها عن قضية التحرش بالنساء.
والقضية التي جندت غولالاي نفسها لمكافحتها لم تكن مجرد قضية رأي عام، بل إن الأمر أساسا يتعلق بها شخصيا بعد أن اتهمت زعيم المعارضة، لاعب الكريكيت السابق، عمران خان بالتحرش بها مرارا.
وتقول صحيفة “الغارديان” البريطانية إن التهجم والتحريض على النائبة وصلا إلى حد أن بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية دعوا إلى إلقاء ماء النار على وجهها، مما يسلط الضوء على حساسية قضية معاملة النساء في باكستان.
وفي مؤتمر صحافي بالبرلمان، أعلنت غولالاي، إنها تستقيل من حزب تحريك إنصاف الباكستاني، الذي يتزعمه خان. وقالت إنه “لا يحترم النساء، وإنه أرسل لها رسائل نصية إباحية”.
ولم تكتف بذلك، بل أكدت أن عددا من القيادات النسائية في الحزب اشتكين من سوء معاملة الرجال الأخلاقية، وليس من عمران فقط، وإنما من قيادات الحزب، لكن لم يتم النظر في ذلك حتى الآن.
وكان قادة الحزب المعارض، الذي تنتمى إليه غولالاي، قد أدانوها علنا وطالبوها بدفع 30 مليون روبية (285 ألف دولار) كتعويض عن الأضرار التي لحقت بسمعة عمران وعن “التعذيب العقلي”.
وتعود القصة إلى الشهر الماضي، وقد حظي النبأ بتغطية إعلامية واسعة فاقت في بعض الأحيان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة شاهد خاقان عباسي حليف سلفه نواز شريف المتهم بالفساد.
ودعا عباسي لفتح تحقيق في هذه المزاعم “المخجلة”، التي يقول المتابعون إنها تسيء إلى سمعة السياسيين في هذا البلد الإسلامي، مؤكدا في كلمته أمام البرلمان أنه يريد تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في هذا الأمر.
وقال “نحترم الشخصية التي وجهت الاتهامات، لكننا أيضا نحترم المتهم ومن حقهما التمكن من إعلان حججهما عن موقفهما”.
وينفي خان الاتهامات بالتحرش، وأكد أن له سجلا طويلا في التعامل باحترام مع النساء.