قد يرى البعض من المدخنين أن الإقلاع عن التدخين من أصعب القرارات التي قد يواجهونها في حياتهم، لكن دراسات عدة أجريت بهذا الشأن، أثبتت أنه إذا وضعنا خطوات مرتبة ودقيقة سوف يسهل اتخاذ هذا القرار، وسينجح الأشخاص في التخلص من إدمان التبغ إلى الأبد.
وأثبتت الدراسات أن الإقلاع عن التدخين ليس أمرا عاديا يمكن أن يحدث في يوم واحد بل هي رحلة إذا بدأها المدخنون بشكل صحيح فستتحسن صحتهم ونوعية حياتهم، وحياة من حولهم، حيث يؤدي “التدخين السلبي” إلى أكثر من 480 ألف حالة وفاة سنويا في أميركا، بحسب جمعية الرئة الأميركية.
وأضافت الدراسات أن الإقلاع عن التدخين، لا يحتاج فقط لتغيير السلوك والتعامل مع الأعراض الانسحابية للنيكوتين، ولكن يحتاج أيضا إلى إيجاد طرق أخرى لإدارة المزاج.
ونشر موقع “ميديكال نيوز توداي” البريطاني المعني بالأخبار العلمية، خطوات رئيسية لنجاح رحلة الإقلاع عن التدخين.
* التحضير ليوم الإقلاع عن التدخين: عندما تنوي الإقلاع عن التدخين يجب أن تختار يوما قريبا وليس بعيدا في المستقبل لتبدأ فيه التنفيذ.
وهناك طريقتان للإقلاع يجب على المدخن اختيار واحدة منهما، إما الإقلاع المفاجئ بأن يتوقف فجأة عن التدخين، وإما الإقلاع التدريجي بأن يقلل التدخين تدريجيا إلى أن يصل إلى اليوم الذي يقرّر فيه الإقلاع بشكل نهائي. وقد وضعت الجمعية الأميركية للسرطان، البعض من النصائح لمساعدة المدخن في اتخاذ قرار الإقلاع:
- أن يخبر المدخن الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل بتاريخ الإقلاع لكي لا يدخن أحد حوله.
- أن يتخلص من جميع سجائره.
- أن يقرّر إذا كان سيستبدل التدخين بالعلاج ببديل للنيكوتين أو أيّ أدوية أخرى.
- يمكن للمدخن أن ينضم إلى مجموعة قررت الإقلاع أيضا لكي يشجعوا بعضهم البعض.
- ممارسة الأنشطة البدنية بصفة يومية.
أما بالنسبة إلى يوم الإقلاع المحدد فقد أوصت الجمعية المدخنين أن لا يدخنوا على الإطلاق وأن يبقوا مشغولين طوال الوقت وأن يشربوا المزيد من الماء والعصائر الطازجة وأن يتجنّبوا المواقف العصبية حتى لا يلجأوا إلى التدخين.
أشارت الجمعية إلى أن الشعور بالرغبة في التدخين يجب أن يقاومه الشخص، حيث أن هذا الشعور سيذهب خلال 5 دقائق، ويستحسن أن يأخذ الشخص نفسا عميقا ببطء عبر الأنف لملء الرئتين بالهواء الطبيعي.
* استخدام بدائل للنيكوتين: يجب على المدخن الذي قرّر الإقلاع أن يأخذ بدائل للنيكوتين فهي تقلل الرغبة الشديدة في الرجوع إلى التدخين وأعراض الانسحاب التي يسببها الإقلاع.
وقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الأميركية على 5 أنواع من بدائل النيكوتين ومنها اللاصقات الجلدية التي تحتوي على النيكوتين، العلكة (لبان النيكوتين)، الأقراص الدوائية المحلاة، وبخاخ الأنف والاستنشاق. ويجب عند اختيار أيًا من هذه البدائل الرجوع إلى أخصائي رعاية طبية، للمتابعة، وعند حدوث أي عرض غير طبيعي يجب الاتصال به فورًا.
* أخذ أدوية لا تحتوي على نيكوتين: هناك مسار آخر وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الأميركية وهو تناول عقاقير لا تحتوي على النيكوتين لمساعدة المدخنين على الإقلاع هي “بوبروبيون” و“فارينيكلين” وهي أدوية تساعد على الحد من الرغبة الشديدة في التدخين وأعراض الانسحاب المصاحبة للإقلاع، ولكن يجب أن تؤخذ بمعرفة الطبيب.
ويعمل العقاران على المواد الكيميائية الموجودة في المخ التي تلعب دورا في تقليل الرغبة في تناول النيكوتين، وهي على شكل أقراص تؤخذ لفترة 3 – 6 أشهر.
* الدعم النفسي والسلوكي: الحالة النفسية للمدخن يمكن أن تجعل من الصعب الابتعاد عن النيكوتين بعد الإقلاع، لهذا يجب على المدخن اللجوء إلى خدمات الدعم النفسي والجسدي للوصول إلى أقصى درجة من نجاح الإقلاع عن التدخين على المدى الطويل.
ويمكن للمدخن تلقّي التوجيه والدعم النفسي الفردي أو الجماعي الذي يقوم به أخصائيون مؤهلون لذلك، عن طريق الهاتف أو الإنترنت أو المقابلة الشخصية.