يفضّل الكثير من الأزواج قضاء أغلب أوقات فراغهم بصحبة أصدقائهم خارج المنزل، بحثا عن الحرية وعدم التكبل بالمسؤوليات، كما تعزز مشقة العمل رغبتهم في الانطلاق بعيدا عن الأماكن المغلقة المعهودة مثل المنزل، مما يترتّب عليه إهمال الزوجة ووضعها في المرتبة الثانية بعد الأصدقاء، غير مبالين بتأثير ذلك على نفسية الزوجة سواء كانت عاملة أم ربة بيت.
ويقول الدكتور أحمد فوزي، استشاري الصحة النفسية في مصر “تختلف طبيعة الرجل النفسية عن طبيعة المرأة، حيث يفضّل البعض من الرجال الانطلاق بعيدا عن المنزل والشعور بالحرية، وهذا الأمر أحيانا يكون بمساهمة من المرأة، إذا كانت لا تجيد الحديث معه بالصورة التي يرغبها، أو دائمة العبوس في وجهه، لذلك يتعلق الرجل بأصدقائه، وهنا على المرأة التخلي عن بعض الصفات بها، واكتساب أخرى تساعدها على تجديد علاقتها بزوجها وجذبه نحوها، كأن تبتعد عن مطالبته بمقاطعة أصدقائه بصورة مباشرة، إذا كان الأمر يؤرقها كثيرا، وتلجأ إلى الحيل المشروعة، كأن تحاول إشراكه في أشياء تحبها وتجذبه نحوها، أو مجاذبة أطراف الحديث، وبذلك تخلق لها مساحة في حياته التي كونها خارج المنزل، وهنا يشعر هو أيضا بمدى تقصيره نحوها، ومن ثم يبدأ في إعادة هيكلة مشاعره نحوها”.
وأضاف فوزي قائلا “لا بد للزوجة من توفير جو هادئ لزوجها داخل المنزل، حتى تستطيع المحافظة على حياتهما، وتجعل أصدقاءه بالنسبة له مجرد رقم لا يتجاوز مكانتها لديه، ولكن هذا لا يمنع أن تمنحه فرصة الاستمتاع بوقت خاص به معهم، أي لا تتعمد تضييق الخناق عليه، حيث يعدّ هذا من الأسباب التي تدفع الزوج إلى الابتعاد عن شريكة حياته”.
ويبيّن أنه يجب عليها إشراكه في كافة المناسبات الأسرية التي تمهّد له سبيل التقرب أكثر إليها، وكذلك تمنحه التغيير الذي يبحث عنه مع أصدقائه، مع الحرص على تلبية كافة متطلبات الزوج، حيث يعدّ الإهمال من أكثر الأسباب دفعا لبعد الزوج عن زوجته والتعلق بأصدقائه.
ويشير إلى أهمية استقبال الزوجة لزوجها يوميا أثناء عودته من العمل بوجه مبتسم غير عابس، وتوفير جوّ مناسب إيجابي داخل المنزل، حتى تستطيع السيطرة عليه بصورة غير مباشرة عن طريق تعزيز مشاعره نحوها، الأمر الذي يساعدها على الاستحواذ عليه، والحدّ من تعلقه بأصدقائه.
أما الدكتورة حنان أبوالخير، المتخصّصة في العلاقات الزوجية والسلوكيات النفسية، فتؤكد أن حب الزوج للانطلاق من الأسباب التي تجعله متعلقا بأصدقائه، لا سيما إذا كان يلاقي ضغوطا كثيرة في مجال عمله، ولذلك تتساءل: لماذا لا تقوم المرأة بالخروج معه لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن المنزل؟ وحثّه على تغيير حياة الروتين، بحيث تشعره بأنها لا تطيق هي الأخرى الاستمرار بهذا الشكل، وأنها تأثرت كثيرا كما تأثر هو أيضا.