(س + ؟ + ف) : مفردات وجذور كثيرة تنتمي الى هذه العائلة ، وسنستقرئ بعض خطوطها ومعالمهــا المشتركة :
(س أ ف) : وهو أول هذه الجذور ، يدور بين التشقق والتقشير قال فيه اللسان :
سَئِفَتْ يدُه تَسْأَفُ سَأَفاً، فهي سَئِفةٌ، وسأَفَتْ سَأْفاً: تشَقَّق ما حَوْل أَظْفاره وتشَعَّثَ، وقال يعقوب: هو تَشَقُّقٌ في أَنْفُس الأَظفار، وسَئِفَتْ شَفَتُه: تَقَشَّرَت.
وسَئِفَ لِيف النخلة وانْسَأَفَ : تشَعَّثَ وانقشر . ابن الأَعرابي : سَئِفتْ أَصابعـــــــه وسَعِفَتْ بمعنى واحد. الليث: سَئِفُ اللِّيفِ، وهو ما كان ملتزقاً بأُصول السَّعَفِ من خلال الليف، وهو أَرْدؤُه وأَخْشنه لأَنه يُسْأَفُ من جوانب السعف فيصير كأَنه ليف، وليس به ، ولُيِّنت همزته . قال أَبو عبيدة : السَّأَفُ على تقدير السعَف شعر الذَّنَب والهُلْب، والسائفةُ ما اسْتَرَقَّ من الرمل، وجمعها السَّوائف. وهي التي نطلق عليها في عاميتنا (السافية) كما أظن .
(س ت ف) : الستفة جزء من أَجزاء الليل الخمسة التي يقال لها : سُدْفة وسُتْفــة وهَجْمة ويَعْفور وخُدْرة . وفي العامية (ستف بمعنى صفَّ ورتّب) ، قال عنهــــــــا بعضهم غير عربية من المفرد الإنجليزي staff), ) وأظنها عربية ، قد دخلت إلـى الإنجليزية من باب ( اصطفَّ ) . بمعنى ترتب.
(س ج ف) السجف كما في (مقاييس اللغة) لابن فارس :
السين والجيم والفاء أصلٌ واحد، وهو إسبال شيءٍ ساتر. يقال أسجفت السِّتر: أرسلتُهُ.
والسَّجْف والسِّجف: سِتر الحَجَلة.
ويقال أسجَفَ اللّيلُ، مثل أسدَفَ. فهو الستار والحجاب والغطاء . وقلنا :
جاء في حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة ، رضي اللّه عنهــــا: وَجَّهْتِ سِجافَتَه أَي هَتَكْتِ سِتره وأَخذْتِ وجْهَه، ويروى: وجَّهْتِ سِدافَتَه؛ السِّدافةُ الحجابُ والسِّترُ من السُّدْفَةِ والظلمة ، يعني أَخذتِ وَجْهَها وأَزَلْتِها عن مكانها الذي أُمِرْتِ به ، وقيل : معناه أَي أَخذتِ وجهاً هتكتِ سِتْرَكِ فيه، وقيل: معناه أَزَلْتِ سِدافَتَه، وهي الحجاب، من الموضع الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَميه وجعلتِها أَمامكِ، وقيل: هو السِّتْرانِ المَقْرونان بينهمــــــا فُرْجة ، وكل باب سُتِرَ بسِتْرين مقرونين فكلُّ شِقّ منه سجفٌ ، والجمع أَسجاف وسُجُوف، وربما قالوا السِّجافَ والسَّجْفَ.
وأَسْجَفْتُ السِّتْرَ أَي أَرْسَلْتُه وأَسْبَلْتُه ، قال : وقيل لا يسمى سجفاً إلا أَن يكـــون ذا شقّ في الوسط كالمِصراعين. الليث: السّجْفان سِتْرا باب الحَجَلةِ، وكلُّ باب يَسْتُرُه ستران بينهما مشقوق فكل شِقٍّ منهما سجف ، وكذلك الخِباء.
والتَّسْجيف: إرْخاء السَّجْفين، وفي المحكم: إرخاء الستر ؛ قال الفرزدق :
إذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى،*** رَقَدْنَ، عَلَيْهِنَّ الحِجـــالُ المُسَجَّفُ
(س ح ف) : سَحَفَ رأْسَه سَحْفاً وجَلَطَه وسَلَتَه وسَحته : حَلَقَه فاستأْصل شعره ؛ وأَنشد ابن بري:
فأَقْسَمْتُ جَهْداً بالمَنازِلِ من مِنًى، *** وما سُحِفَتْ فيه المَقادِيمُ والقَمْلُ
أَي حُلِقَتْ . قال : ورَجل سُحَفةٌ أَي مَحْلُوقُ الرأْسِ . والسُّحَفْنِيةُ ما حَلَقْت.
ورجل سُحَفْنِيةٌ أَي مَحْلوقُ الرأْسِ، فهو مرة اسم ومرَّة صِفة، والنون في كل ذلك زائدة. والسَّحْفُ كَشْطُكَ الشعَر عن الجلد حتى لا يبقى منه شيء.
وسَحَفَ الجِلْدَ يَسْحَفُه سَحْفاً : كشط عنه الشعر . وسَحَفَ الشيءَ : قَشَرَه.
(س خ ف) : السخْفُ والسَّخْفُ والسَّخافةُ : رِقَّةُ العقل . سَخُفَ، بالضم، سَخافةً ، فهو سَخِيفٌ، ورجل سَخِيف العَقلِ بَيِّنُ السَّخْفِ، وهذا من سُخْفةِ عَقْلِك.
والسَّخْفُ ضَعْف العقل، وقالوا: ما أَسْخَفَه قال سيبويه: وقع التعجب فيه ما أَفْعَلَه وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بِلَوْنٍ ولا بِخِلْقةٍ فيه، وإنما هو من نُقْصانِ العقل ، وقد ذكر ذلك في باب الحُمْق.
وساخَفْتُه: مثل حامَقْته، وسَخُفَ السِّقاءُ سُخْفاً : وهَى ، أي ضعف .
وثَوْبٌ سَخِيفٌ: رقيق النسْج بَيِّنُ السَّخافةِ، والسَّخافة عامٌ في كل شيء نحو السَّحاب والسَّقاء إذا تَغَيَّرَ وبَليَ، والعُشْبِ السَّخيفِ، والرجلِ السخِيفِ.
وسَحاب سَخيف: رقيق، وكلُّ ما رَقَّ، فقد سَخُفَ.
ولا يكادون يستعملون السُّخْفَ إِلا في رِقة العقل خاصّة .
(س د ف ) : السدف من الأضداد في لغة الضاد ، فهو بمعنى الضوء ويكون بمعنى الظلمة ، والتفريق بينهما إنما يكون حسب السياق . قال ابن منظور:
السَّدَفُ، بالتحريك: ظُلْمة الليل ؛ وأَنشد ابن بري لحُمَيْد الأَرْقط: (وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه ) ، وقيل: هو بَعْدَ الجُنْحِ ؛ قال:
ولقد رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَـــــــرَّةً،*** وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِيــاحُ
والجمع أَسْدافٌ؛ قال أَبو كبيرالهذلي :
يَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِيمَها *** وعَمِيمَهـــا أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِم
والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ: كالسَّدَف وقد أَسْدَفَ؛ قال العجاج:
أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا، *** وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا
وقال أَبو زيد: السُّدْفةُ في لغة بني تَميم الظُّلْمة . قال : والسُّدْفةُ في لغة قَيْس الضَّوْء.
وحكى الجوهري عن الأَصمعي: السُّدْفةُ والسَّدْفةُ في لغة نجد الظلمة، وفي لغـة غيرهم الضَّوْء، وهو من الأَضْداد كما أسلفنا قبل قليل ؛ وقال في قوله : وأَقْطَـعُ الليل إذا ما أَسدفا أَي أَظلَم، أَي أَقطع الليل بالسير فيه ؛ وقال ابن بري: ومثلــه للخَطَفى جَدّ جرير:
يَرْفَعْنَ بالليلِ، إذا ما أَسْدَفا، ***أَعْناقَ جِنَّانٍ، وهاماً رُجَّفا
والسَّدْفةُ والسُّدْفةُ: طائفة من الليل.
والسَّدْفةُ الضوء ، وقيل : اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل الإسْفار.
وقال عمــــارة : السُّدْفةُ ظلمة فيها ضوء من أَول الليل وآخره ، ما بين الظلمة إلى الشَّفَق ، وما بين الفجر إلى الصلاة . قال الأَزهري: والصحيح ما قال عمارة. وقال اللحياني : أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ، وهو السَّدَفُ.
(س ذ ف) : مهجور لقرب المخرجين ، مخرجي الدال والذال .
(س ر ف) : السَّرَف والإسْرافُ: مُجاوزةُ القَصْدِ.
وأَسرفَ في ماله : عَجِلَ من غير قصد، وأَما السَّرَفُ الذي نَهَى اللّه عنه، فهو ما أُنْفِقَ في غير طاعة اللّه، قليلاً كان أَو كثيراً.
وقوله تعالى: ((والذين إذا أَنْفَقُوا لم يُسْرِفُوا ولم يَقْتُروا وكان بين ذلك قَــواما )) ، سورة الفرقان / 67؛ قال سفيان: لم يُسْرِفُوا أَي لم يضَعُوه في غير موضعه ولم يَقْتُروا لم يُقَصِّروا به عن حقه؛ وقوله ولا تُسْرِفوا، الإسْرافُ أَكل ما لا يحل أَكله، وقيل: هو مُجاوزةُ القصد في الأَكل مما أَحلَّه اللّه ، وقال سفيان: الإسْراف كل مـــا أُنفق في غير طاعة اللّه، وقال إياسُ بن معاوية: الإسرافُ ما قُصِّر به عن حقّ اللّه.
والإسْرافُ في النفقة: التبذيرُ . وقيل الإسراف هو تجاوز الحد في المحرّمات والتبذير تجاوزه في المباحات ، والله أعلم .
(س ز ف) : مهجور لموقع حرفي الصفير الزاي والسين .
(س س ف) : مهجور أيضا ، وكذلك : (س ش ف) ، (س ص ف) و (س ض ف)
(س ط ف) و (س ظ ف) .
· ونتابع في حلقة الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى .