يرغب العديد من الشباب العازبين في المهجر بالزواج، لما يحققه من استقرار نفسي؛ بإنشاء روابط قرابة جديدة، وبناء أسر سعيدة، تستلهم أجواء الحياة العربية، إلا أنه يصطدم بواقع غير متوقع، وصعب للغاية.
كتب أصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقاً على هذا الموضوع:
"أحد الشباب تقدم لخطبة ثلاث بنات وتم رفضه، وقد كسر بخاطره، وأصيب بالاكتئاب، فغلّظ الأيمان على أن لا يتزوج من بنات بلده بعد الآن".
"تتقدم لخطبة فتاة إلا أن أهلها يبيعونك الفتاة وزناً".
"سمعت عن والد يطلب تكاليف التهريب بالقارب ومرتبات تعويضات البطالة، إنها تجارة وبيع للأسف.. الأفضل سويدية".
"أرى أن الزواج في السويد أصبح من الصعوبة بمكان، وذلك لأسباب عديدة منها عدم معرفة أهل البنت -بالشكل الكافي- الرجل المتقدم لخطبة ابنتهم"
أحد الآباء يكتب:
" لا يوجد فتاة تُعرض عن الزواج إذا تقدم لها من هو كفء لها و لديه مقومات الزواج.. و ليس ليتسلق على أكتافها ويحصل على الإقامة و الجنسية ثم يتخلص منها".
هذه عينة من آراء لأشخاص من المجتمع المهاجر في السويد، يجمعهم النظرة السوداوية والثقة غير المتبادلة، إلا أني أجد بين السطور بعض الملاحظات:
- أن هناك تفاوتاً كبيراً في معايير الاختيار لكلٍّ من الفتاة وعائلتها والشاب وعائلته، أجدها في بعض الأحيان متضادة، مع التنبيه إلى أن الزواج علاقة دائمة له واجبات اجتماعية وقانونية.
- في زمن الحروب الأولوية يجب أن تكون منصبةٌ على الزواج من بنات البلد نفسه، حيث تضعف الروابط أصلاً بسبب تفكك العائلات بفعل الحرب، كما في سوريا والعراق وأرتيريا، أضف لذلك الاكتفاء بالمساكنة قبل الزواج في الغالب المتعارف بين السويديين لفترات طويلة، وهذا ما لا يتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف.
- الطلبات الكثيرة من مهور وهدايا لا طائل منها، فالحريُّ بالعائلة والفتاة الذين يتلمسون جدية في حياة الخاطب أن لا يقفوا في طريقه، فهم كسبوا جوهرة لربما لا تعوض، قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة" رواه أحمد والحاكم.
- الحاجة لوجود الشريك في بلاد تتحدث بغير لغتنا، أمر هام لكل الطرفين، فالحياة في وحدة ولسنوات طويلة تأخذ من طاقة الإنسان وصحته، وللأسف لم يعن الأطباء النفسيون -كما يقول أ.د طارق الحبيب- بدراسة نفسية المغترب كثيراً.
- مكاسب هائلة لكلا الطرفين في عقد الزواج، بغض البصر في بلاد الحرية، التي تعتبر أوسع بكثير من الهامش الذي تواجد في البلاد العربية.
- الإخلاص لله في هذا المشروع مطلب لكلا الجنسين، حيث يعتبر مفتاح استقراره ونجاحه، يتطلب ذلك الاستماع المتبادل والتفهم، والصدق من الطرفين.
- غياب المسؤولية المجتمعية للمراكز العربية والإسلامية، حيث يتطلب الأمر مختصين بالتوفيق بين العائلات، بطريقة أمينة، تستلزم التوثيق، وتنسيق قواعد البيانات، وهذا ما لا ينظر له غالباً، مما يجعل الشباب في حيرة من أمرهم، ويلجؤهم لمواقع على شبكة الإنترنت بقصد البحث عن شريك، بما فيها من غبن ومخالفات.
- الزواج يستلزم التأهيل الجيد لكلا الشباب والفتيات، وبين أيدينا محاضرات لعدد من الدعاة كالدكتور محمد خير الشعال بالامكان الاستفادة منها، فالشاب الوسيم قد يكون جاهلاً، أو عاصياً والأقل وسامة قد يكون مثقفاً، وكذا الفتاة، قال سيد الكائنات النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي ، وغيره.