يشكل سرطان الثدي حاليا أكثر من 40 بالمئة من حالات الإصابة بالسرطان لدى النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعود ذلك جزئيا إلى تردد النساء اللواتي تجاوزن سن الـ40 عاما لإجراء الفحوصات.
تأثير الكشف المبكر وأهميته
ظل سرطان الثدي لفترة طويلة من الزمن موضوعا يحظر ذكره بين النساء في المنطقة، مما ساهم في زيادة حالات الإصابة به، لكن بفضل التوعية المستمرة، تزداد أعداد النساء اللواتي يخضعن للفحوصات الدورية بشكل طوعي ويقمن بإجراء الفحص الذاتي بشكل مطرد.
ويمر التطور الطبيعي لسرطان الثدي عبر 4 مراحل، ما يعني ببساطة أن اكتشافه في مرحلته الأولية يزيد من نسبة البقاء على قيد الحياة إلى ما بين 95 و100 بالمئة.
كما تُنصح النساء بتصوير الثدي بالأشعة “ماموغرام” والموجات فوق الصوتية التي يمكنها أن تكشف عن أي تغييرات تحدث في الثدي قبل عامين من ظهورها وكشفها عن طريق اللمس. كما يوصى بشدة أن تجري النساء في العشرينات من العمر الفحص الذاتي بشكل شهري بالإضافة إلى زيـــارة أخصائــي لمرة واحدة على الأقل كل 3 سنوات.
ومن العلامات التي يجب على النساء البحث عنها خاصة عند القيام بالفحص الذاتي وجود تورم في كامل الثدي أو في جــزء منه أو تهيج في البشرة أو حدوث تعرجات فيهــا أو التعرض إلى ألــم في الثــدي أو الحلمة. وقـد تعاني أخريـات من انكماش في الحلمة أو احمرار أو تقشر أو سماكة ببشــرة الثدي أو الحلمة، بالإضافة إلى إفرازات غير الحليب من الحلمة.
ولا يمكن الوقاية من سرطان الثدي، لكن هناك العديد من الخطوات التي يمكن القيام بها للتقليل إلى حد كبير من المخاطر التي تساهم بالإصابة بالمرض مثل الوزن والنشاط البدني، وإلى حد ما النظام الغذائي.
وفي هذا السياق يقول الدكتور آلن ريزاي المستشار والجراح الرائد في مجال الجراحة التجميلية والترميمية في مجموعة إليت لجراحة التجميل إنه كلما تم الكشف بشكل مبكر عن الإصابة بسرطان الثدي، كانت فرص نجاح العلاج أعلى بشكل كبير.
خيارات ترميم الثدي
يعد معدل البقاء على قيد الحياة مع الكشف المبكر عاليا حتى بعد الخضوع للعلاج والعمليات الجراحية. ولا ينتهي الأمر هنا، حيث تستطيع الناجيات من سرطان الثدي اللواتي خضعن لعملية جراحية اختيار إجراء جراحة ثدي ترميمية من أجل استعادة مظهرهن السابق والشعور بأجسامهن كاملة من جديد.
كما ينوه الدكتور آلن، والذي يتخصص أيضا بمجال الجراحة الترميمية بعد عملية استئصال الثدي (DIEP)، إلى أن عمليات إعادة ترميم الثدي لا تلائم جميع المصابات بسرطان الثدي. وقد يكون السبب في ذلك تعرض المريضة إلى مشاكل صحية أخرى أو أنها لا ترغب بالخضوع إلى عملية جراحية أخرى بعد استئصال الثدي.
ولكن من ناحية أخرى فإن المرشحات الأنسب لإجراء الجراحة الترميمية هن بشكل أساسي النساء اللواتي خضعن لعملية استئصال الثدي، على الرغم من أن الخيارات المتاحة مازالت تخضع للحالة الطبية الدقيقة بالإضافة إلى خيار المريضة.
وهناك نوعان من جراحات الثدي الترميمية، الأول هو جراحة ترميم الثدي بالأنسجة الذاتية، وهي الخيار المفضل بين المريضات، ويرجع السبب في ذلك بشكل رئيسي إلى أنه يتم استخدام الأنسجة الطبيعية فيها. كما تستخدم فيها بشكل أساسي أنسجة المريضة نفسها والتي يتم استئصالها من جزء آخر من الجسم لإعادة تشكيل الثدي.
أما النوع الآخر من جراحات الثدي الترميمية فهو يعرف بعملية ترميم الثدي عن طريق الزرع. وبهذه الجراحة بالذات يتم استخدام حشوة ملحية أو السيليكون بشكل رئيسي لإعادة تشكيل كتلة الثدي.
وتتضمن العوامل التي يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار عند تحديد مدى ملاءمة عملية معينة: مرحلة سرطان الثدي والحالة الطبية للمريضة وتفضيلاتها وأسلوب حياتها وما إذا كانت بحاجة إلى علاجات إضافية مثل العلاج بالأشعة لسرطان الثدي.
رأي ونصيحة خبير
على اعتبار أن عملية إعادة بناء الثدي تلعب دورا حاسما في عملية شفاء النساء من الناحيتين النفسية والجسدية، ينصح الدكتور آلن بأن يدرسن جيدا جميع الخيارات المتاحة. وتعد المشاورات المكثفة مع أخصائيي سرطان الثدي وأخصائيي الجراحة الترميمية في مجال إعادة بناء الثدي أمرا حاسما في تحديد الخيار الأفضل والأكثر فعالية.
وبعد تحديد نوعية الجراحة الترميمية الأنسب، يجب أخذ العديد من العوامل الأخرى في عين الاعتبار أثناء عملية التخطيط، ومن بينها مرحلة سرطان الثدي والعلاج اللاحق والوضع الصحي العام والقدرة على التعافـــي وحجم الثدي وخاصة ما إذا كانت عملية الترميم ستجرى على ثدي واحد أو كليهما.
وعلى اعتبار أن هذه الجراحة تعد خيارا شخصيا، يجب أن تحدد المريضة تفضيلاتها بوضوح من أجل تحديد الشكل والتوازن والعمليات المختارة وفترة النقاهة والتكاليف.
كما أنه من المهم أيضا التأني جيدا عند النظر في الخيارات المتاحة قبل اتخاذ هذا القرار الذي سيغير حياتها.