أكد فريق من العلمــاء في جامعــة ولاية أوهايو الأميركية أن الشعور بألم الفشل يؤدي إلى المزيد من الجهد لتصحيح الأخطاء وتحسين الأداء في المستقبل.
وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يفكرون بشكل عابر بشأن فشلهم يميلون إلى أن يسوقوا الأعذار لأسباب الفشل، وقد لا يبذلون جهدا أكبر لتفادي الفشل مرة أخرى عندما يواجهون وضعا مماثلا.
وأضافوا أن أولئك الذين يركزون على عواطفهم بعد الوقوع في فشل ما، يبذلون المزيد من الجهد عندما يتعرضون لوضع مماثل مرة أخرى. وأوضحت سيلين مالكوك المؤلفة المشاركة في الدراسة قائلة “عندما تواجه الفشل، من الأفضل التركيز على مشاعرك.. فعندما يركز الشخص على ما يشعر به من حزن، وكيف أنه لا يريد تجربة هذه المشاعر المؤلمة مرة أخرى، فإنه يكون أكثر حرصا على بذل جهد أكبر في المرة التالية”.
وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين لا يتأملون في الفشل الذي وقعوا فيه، فإنهم لا يفكرون في طرق لتجنب خطأ مماثل في المستقبل.
وأضافت مالكوك “إذا كانت أفكارك تركز على كيفية تبرئة نفسك من الفشل، فأنت لن تتعلم من أخطائك”.
وأجرت مالكوك الدراسة التي تم نشرها على موقع دورية “صنع القرار السلوكي” بالاشتراك مع نويل نيلسون من جامعة كانساس، وبابا شيف من جامعة ستانفورد.
ويرى الباحثون أن تجربة مماثلة للتجربة الفاشلة التي يتعرض لها الشخص من شأنــها أن تدفع به إلى تذكر محاولته الفاشلة، في حين أن تجربة مختلفة قد لا تؤدي إلى ذلك.
وقالت مالكوك “عندما ركز المشاركون في الدراسة على مدى شعورهم بالسوء إزاء فشلهم للمرة الأولى، حاولوا أكثر من غيرهم عندما تعرضوا لتجربة مماثلة.. ولكن يجب أن تكون التجربة مماثلة بشكل كاف لتحريك مشاعر الألم الناتج عن الفشل الأول”.
وأشارت مالكوك إلى أن الشيء المهم الذي ينبغي تذكـره هـو عدم تجنب الألــم العاطــفي الناتج عن الفشل، بل يجب توظيف ذلك الألم ليكون حافزا لتحسين الأداء في المستقبل.
وأفادت نتائج الدراسة أنه إذا ركزت على مدى شعورك بالضيق للفشل في تجربة ما، فإنك ستعمل بجد لإيجاد حل وتأكد من أنك لن تقع في نفس الخطأ مرة أخرى.