انتظمت يوم الجمعة 12 أكتوبر 2017 ببيت الشعر التونسي، الذي يديره الشاعر التونسي أحمد شاكر بن ضيّه، ندوة صحفية لافتتاح الموسم الثقافي لسنة 2017/2018، وتقديم تظاهرة الافتتاح لهذا الموسم وهي تظاهرة"كلمات"، وذلك بحضور المسؤولين عن التظاهرة.
قدّم بن ضيّه في افتتاح الندوة تظاهرة "كلمات" التي ستقام بين 26 و28 أكتوبر 2017 تحت إشراف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، والتي ستقام احتفالا بمرور 24 عاما على إنشاء بيت الشعر التونسي كأوّل بيت للشعر في العالم العربي، وستكون برمجتها ثريّة غير مقتصرة على الشعر، بل سيتداخل الشعر بنوعيه الفصحى والشعبي مع الموسيقى والسينما والرقص والفن التشكيلي، وذلك في محاولة للانفتاح على مختلف الفنون وإذابة الحواجز في ما بينها. وفي هذا الإطار قال إيهاب العامري مخرج عرض الافتتاح والمسئول عن نادي "سينما البيت" أن الشعر هو الجامع بين الفنون ككلّ. حيث سيجمع العرض الافتتاحي سهرة شعرية يؤثثها كل من جميلة الماجري وشوقي العنيزي وروعة قاسم وجمال الصليعي ومداخلات موسيقية مع رانية الجديدي في الغناء وسرور نوير في الرقص. كما سيتمّ في سهرة الاختتام عرض أفلام قصيرة عن جمعية مسار للتنمية والثقافة وعرض للوحات رحمة الهمامي.
وأكّدت الملحقة الصحفية للتظاهرة سماح قصد الله أنه لابد من العمل على إشعاع بيت الشعر عربيا وعالميا، وهو ما أكد عليه بن ضيّه من خلال ما سيقوم به البيت من استضافات عربية للشاعرات والشعراء العرب ومديري بيوت الشعر في العالم العربي. كما قال أيضا: "سندعم مكتبة بيت الشعر بأمهات كتب الشعر العربي للعالمي وستكون مفتوحة للعموم." في محاولة لجعل البيت متصلا بشكل مباشر بالمتلقّي وتشجيع الشباب على قراءة الشعر والاقتراب أكثر من هذا المجال الإبداعي.
من جانبها، قدّمت القاصّة التونسية نجيبة الهمامي مداخلة قيّمة عن الشعر الشعبي وأهميته ووجوب الاهتمام به كنمط شعري قيّم عُرف في العديد من الجهات التونسية، ولذلك وجب إخراجه من إطار التهميش الذي عرفه لسنوات عديدة باعتباره تراثا وطنيا لابدّ من الحفاظ عليه سمعيّا وبصريّا وورقيّا. وعن سؤال وكالة أخبار المرأة لها عن اهتمام بيت الشعر بالمرأة أكّدت الهمامي أنه سيتم استضافة أصوات نسائية في الشعر الشعبي، فهذا النمط الشعري لا يقتصر على الشعراء الرجال فقط بل هنالك شاعرات شعبيات عرفن في هذا المجال.
وللمرأة حظّها في أنشطة البيت، حيث أكّد بن ضيّه للوكالة أن في تظاهرة "مارس الشعر" التي تقام في شهر مارس، سيتمّ الاحتفاء بالمرأة ككل عام في اليوم العالمي للمرأة 8 مارس/آذار، وذلك من خلال صوتها الشعري، كما أجابنا على سؤالنا "هل ستكون الأصوات النسوية لهذا العام شابّة كآخر مرّة؟" قائلا: "الشعر تنتفي فيه الأعمار وبالتالي لن يتمّ تحديد فئة عمرية دون سواها، بل سيكون احتفالا بالمرأة التونسية المبدعة بشكل عام".
وفي إطار أنشطة البيت، هنالك تظاهرة "البيت يزور أهله" والتي سيقوم فيها بيت الشعر بزيارة الجهات التونسية المختلفة بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية كل شهر، وهنا طرحنات سؤالا على مدير الدار عن مدى اهتمامه بالفتاة الريفية المبدعة فقال أن الهدف الأساسي لهذه التظاهرة هو تحيين قائمة الشعراء في تونس لاكتشاف المواهب ومنها الفتاة الريفية لتأطيرها والخروج بموهبتها من الأطر المغلقة والمحدودة.
يذكر أن الشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد هو من أسس بيت الشعر وأداره لسنوات طويلة، ثم خلفه بعد ذلك الشاعر التونسي المنصف المزغني ثم الشاعر التونسي محمد الخالدي، ليخلفهم الشاعر التونسي الشاب أحمد شاكر بن ضيّه، الذي أخذ عنهم المشعل ليناضل من أجل إيجاد حلول لإشكالية الوضعية القانونية للبيت لإيفائه حقّه والنهوض به وإمكانية جعله ناشرا للدواوين الشعرية لتشجيع الشاعرات والشعراء التونسيين على الكتابة والإبداع والنشر.