بحثت على مدى عدة مقالات ملف العنف الزوجى و ذلك لأنى رايت العنف يستشرى فى شوارعنا و ينتقل الى منازلنا و لانى اتلقى الكثير من الشكاوى من السيدات عن مشاكل العنف الزوجى اما من باب الفضفضة او من باب الأخذ بالرأى و لأنى اؤمن تماما ان الأسرة هى المسئول الأول و المحورى فى تخريج جيل المستقبل من شباب و شابات اتمنى من كل قلبى ان يحارب العنف و لا يمارسه و انصح اولا الزوجين بالتصرف بكياسة و ذكاء فى مشاكلهم و خاصة امام اطفالهم و ان يكون الحوار المحترم و تبادل الأراء و استشارة الكبار و الحكماء من الأهل و اصحاب الخبرة من المتخصصين هى السبل للخروج بسلام من اى مشكلة تواجههم مهما كبرت و ليس التعدى على الأخر بالشتائم و الضرب و الألفاظ البذيئة و التى قد تترك اثرا بالغا فى نفسية الزوجين و احترامهما لبعض كما تشوه نفسية اطفالهما فالأثر الجسدى قد تضيع اثاره مع مرور الوقت و لكن الأثر النفسى لا يمحى و لا ينسى بل قد يترسخ فى الوجدان مع الزمن و يجب ان نبنى جسرا من الصداقة مع اولادنا و ان نناقش معهم كل مشاكلهم مهما بدت لنا من وجهة نظرنا تافهة او صغيرة لكى نعبر معهم اى ازمة تواجههم ويجب ان ننشر ثقافة الحوار و احترام الأخر منذ الصغراولا فى المدارس ثم فى الجامعات على نطاق اوسع لأن هذا هو السن الذى نزرع فيه كل ما نريد من قيم و مبادىء و اخلاقيات لكى نحصد فيما بعد زوجا و زوجة اكثر تحضرا و وعيا و قدرة على مواجهة مشاكل الحياة برؤية مختلفة و اقل عنفا و لكى نقلل من عدد حالات الطلاق التى زادت بارقام مرعبة فى المجتمع العربى عامة و مجتمعنا المصرى خاصة حسب اخر أحصائيات للمجلس القومى للمراة لعامى 2016 2017/هذا بالأضافة الى ما تكبده قضايا العنف الأسرى الدولة من مليارات فى ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلد و من الأفضل ان تنفق هذه المليارات فى جودة التعليم و تحسين المستوى العلمى و الثقافى و الصحى للاطفال و العنف الأسرى لا تقتصر خسائره على الخسائر المادية فقط و انما الخسائر البشرية اكثر ايلاما لانها تساعد على تشرد الأطفال و هروبهم من المنازل الى الشوارع و تعاطيهم للمخدرات مما يؤدى فى النهاية الى ارتفاع معدلات الجريمة فنحن نعيش حقيقة فى حلقة مفرغة من المشاكل المجتمعية و الصحية و اول خيط لها هو غياب الأسرة المتماسكة المحبة التى تعطى اول قدوة لأولادها فى الأحترام و التعامل المهذب و استبدالها بأسرة بائسة مفككة يمارس فيها العنف بكل اشكاله سواء لفظى او جسدى فيخرج الأطفال مدمرين نفسيا و جسديا و اتمنى ان تكون مقالاتى عن العنف الزوجى هى صرخة فى اذان المجتمعات العربية كلها و فى اذان المسئولين لكى نوفر وحدات لاستقبال ضحايا العنف الزوجى فى كل المستشفيات الحكومية و التى نشاهدها نحن الأطباء فى حالات متاخرة للاسف الشديد و قد تؤدى الأصابات الجسدية الخطيرة نتيجة للعنف الزوجى فى بعض الأحيان الى الوفاة كما اتمنى توفير ملاجىء لأيواء هؤلاء الضحايا من النساء و الأطفال لأن المراة المعنفة فى كثير من الأحيان و خاصة فى المناطق الفقيرة و العشوائيات تخشى التبليغ عن زوجها لأنها تخاف من عقابه و لأن اهلها فى هذه الظروف قد يتخلوا عنها و لا يقدموا لها اى دعم بل و قد يعيدوها لزوجها رغما عنها ليمارس عليها المزيد من العنف و الأيذاء النفسى و البدنى فلا تجد المكان الأمن التى قد تلجا اليه ليحميها هى و اطفالها من العنف فتستسلم لهذا العنف و بذلك نخسر الكثير من الأرواح و تتهدم الكثير من الأسر و هذه الملاجىء مطبقة فى الكثير من الدول لحماية ضحايا العنف كما اتمنى من الأعلام تسليط الضوء على قضايا العنف الأسرى و اطالب بالرقابة على الدراما من افلام و مسلسلات و التى تنتشر فيها مناظر العنف و استخدام الأسلحة و لكل من يتشدق بالقول بان الدراما هى مرآة المجتمع اقول ان دور الدراما ان تنقل الواقع و لكن دون اسفاف و ايذاء لمشاعر و رؤية المشاهدين و ان ترتقى باخلاقهم و لا تساعد على نشر العنف و الفساد و من ناحية اخرى نلاحظ نحن الأمهات ان الأفلام الخاصة بالأطفال و الكارتون مليئة بمشاهد العنف التى لا تتناسب مع سنهم مما يساهم فى ازدياد سلوكهم العدوانى فنحن نحتاج الى منظومة كاملة من تعاون كل الجهات المختصة سواء الطبية او وزارة التربية و التعليم ووزارة التعليم العالى او الصحافة و الأعلام او منظمات المجتمع المدنى لكى نواجه العنف الزوجى و نقلل من اثاره و نغير من ثقافة المجتمع و نعلم الأجيال القادمة ثقافة الحوار و احترام الأخر و نعبر بمجتمعنا الى بر الأمان و الى اللقاء فى ملفات اخرى هامة تمس كل الاسر العربية و المصرية قادمة