كشفت دراسة حديثة أن 90 بالمئة من الآباء في ألمانيا يرون أن الأنشطة الثقافية مهمة في تطور أطفالهم. وفي المقابل، أظهرت الدراسة أن ثلث الآباء لا يثقون في قدرتهم على دعم أطفالهم في المجال الفني أو الموسيقي على نحو جيد. أجرى الدراسة معهد “ديموسكوبي ألينسباخ” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من المجلس الألماني للتعليم الثقافي. وشملت الدراسة 664 أسرة خلال شهري مايو ويونيو الماضيين.
وأشارت الدراسة إلى أن مستوى تعليم الآباء يلعب دورا مهما في ذلك، حيث ذكر نحو 50 بالمئة من الآباء الحاصلين على شهادات تعليمية متوسطة أنهم لا يثقون في قدرتهم على توفير دعم ثقافي جيد لأطفالهم، بينما بلغت النسبة بين الحاصلين على شهادات جامعية 20 بالمئة فقط.
وقال 47 بالمئة من الآباء إن أطفالهم شاركوا في أنشطة في مجال الفن أو الموسيقى أو الرقص أو المسرح خارج إطار المدرسة أو الحضانة خلال الأشهر الإثنى عشر الماضية.
وبلغت النسبة بين الآباء الحاصلين على شهادات تعليمية متوسطة 37 بالمئة فقط. ومن جهة أخرى أظهرت دراسة أجرتها المختصة في علم النفس بجامعة ميتشيغان، ساندرا تانج، أن الأمهات اللواتي أنهين المرحلة الثانوية أو تخرجن من الجامعة لديهن ميول أكثر لدفع أبنائهن إلى بلوغ نفس الهدف.
وخضع 14 ألف طفل للدراسة التي أجريت في الفترة بين 1998 و2007، حيث أظهرت النتائج أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات مراهقات (يبلغون 18 عاما أو أقل) كانوا أقل رغبة في إنهاء المرحلة الثانوية أو دخول الجامعة من نظرائهم. كما أكد الخبراء أن الأطفال الذين هم في الثامنة من عمرهم ولدى آبائهم درجة علمية، يتوقع لهم بشدة أن يحققوا نجاحا علميا ووظيفيا بعد أربعين عاما.
وفي مسح محلي أجراه البروفيسور نيل هالفن وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا التي تقع بمدينة لوس أنجلوس، وخضع له 6600 طفل ولدوا في عام 2001، اكتشف الباحثون أن الثقة التي يضعها الآباء في أبنائهم تؤثر بشدة على أدائهم. وقال هالفن “إن الآباء الذين خططوا لدخول أبنائهم الجامعة عملوا على نيل ذلك الهدف مع أطفالهم منذ الصغر، بغض النظر عن دخلهم المادي أو ممتلكاتهم”.
وأثبتت نتائج المسح أن 57 بالمئة من الأطفال الذين حصلوا على درجات سيئة سوف يذهبون إلى الجامعة بمساعدة آبائهم، بينما 96 بالمئة من الأطفال الذين حصلوا على درجات عالية سوف يذهبون إلى الجامعة بأنفسهم.