"الرجل الكسول" الوصف الذي أطلقته صحيفة فايننشيال تايمز على ريتشارد ثيلر الذي حصل على جائزة نوبل للاقتصاد هذا العام تقديرا لإسهاماته في علم الاقتصاد السلوكي، قد يكون سمة شائعة للرجال في ممارسة الكسل داخل المنزل.
لا يوجد أسوأ من كسل الرجال داخل المنزل، إلا كسل المرأة، إنه أسهل الطرق إلى الكآبة والتذمر والملل من الحياة. الكسل في المنزل لا يظهر أبدا علامات النجاح، لكن لماذا منحت جائزة نوبل لرجل كسول؟
وجهة نظر ريتشارد ثيلر، كانت لتبسيط الأمور أكثر، وتنص على أننا جميعا، مثل سبوك “شخصية خيالية”، عقلانيون متفائلون، قادرون على أن نستبدل فورا الخطر بالمكافأة، وأن نعيد التوازن إلى خطة الإنفاق في مواجهة تغير الأسعار، وأن نقاوم الإغراءات، مثل كعكة الشوكولاته، أو القروض على الراتب. بالطبع لم يحدث أن صدق أي خبير اقتصادي مثل هذه الآراء.
لكن عندما نعكس مثل هذا التبسيط الاقتصادي على حياتنا في المنزل، نجد أن الرجال، إن لم يناموا أكثر فإنهم في أشد أنواع الرثاثة، ولا يعطون أي اعتبار لوجودهم في البيت، مثلما يفعلون في أقل اعتبار عند استقبال الضيوف، يتهاونون حتى في ارتداء أفضل ما لديهم من ملابس داخل البيت.
الجلوس بملابس رثة داخل المنزل نوع من فقدان الأمل والقبول بالفشل المفترض، وترهل الفكرة التي تجلب الحيوية.
الصورة الكلاسيكية عن أبناء الأسر الأرستقراطية وهم يرتدون أجمل ما لديهم داخل المنزل ويحتسون ألذ أنواع الشراب، لم تعد قائمة بسبب سلب ثقة الناس بأنفسهم، ثمة ما يلهيهم عن مثل هذه الطباع الرائقة لحساب إغراءات تبدأ بمشاهدة التلفزيون ولا تنتهي بالتسلية المنهكة مع الهواتف.
ليس قدر الرجال أن يكونوا كسالى في منازلهم، لكنه اختيار شائع بحاجة إلى ثورة سلوكية تعيد ثقة أرباب المنازل بروح المنزل بوصفه المكان الذي “يجب أن يقبلنا عندما نذهب إليه” وفق منظر جماليات المكان غاستون باشلار.
الرثاثة في الهندام، إشارة تصل سريعا إلى الدماغ الذي يقبلها ويبني عليها ويتكيف مع معطياتها، قبل أن تصله رسالة العين.
اللامبالاة التي نظهرها حيال رثاثتنا في المنزل، أساسها أن رسالة العين إلى الدماغ مبنية على إحساس أنها لن تصل إلى الآخر الغريب! وهو أمر في حد ذاته إلغاء لوجود الشركاء داخل المنزل. ألا تعطي أهمية لمظهرك إزاء أقرب الناس إليك في البيت، يعني أنك لا تبالي برائحة جسدك، لمجرد أنك في بيتك!
أن يكون الرجال كسالى في البيت، أمر صار معروفا، النكبة أن نجد سيدة منزل تلتحق بجمعية الكسالى.