كنت الشهر الماضي بسلطنة عُمان في زيارة غير متوقعة و لا خطرت لي ببال ! ، و حكاية تلك الزيارة هكذا بدأت : بمجموعة عربية ( الملتقى العربي الاعلامي ) أنشط بها على "الواتس أب" وضعت زميلة أعلامية لبنانية مُلصق ومطوية برنامج لمنتدى أعلامي (عربي – دولي ) له علاقة بالصحة النفسية وظهرت لي قائمة بالدول العربية والدولية الاخرى المُشاركة بأبحاثها ، فكتبتُ مُعلقة عليها : وكالعادة يا عزيزتي ليبيا لا تتم دعوتها ولا اعتبارها من ضمن هذا الوطن المُسمى عربي ، عشنا نفيا وأقصاء ممن حكمنا لعقود ، وهناك من يُواصل دوره معنا ، فردت الزميلة بود ورحابة مُعتذرة وقالت لي : ما أستطيعهُ وقوفا ودعما أن أمنحك وسائط الاتصال بالمُنظمين ، حتى ولم يبق على اللقاء غير أيام معدودة ! ووضعت لي رابط الاتصال برئيسة اللقاء ،من صارحتُها بأهمال ليبيا وهي معنية بهذا المنتدى الذي يتناول دور الاعلام في دعم الصحة النفسية للنساء في هذه الاوضاع ، وكتبت لها : نحن أحوج لتناولنا كحالة ،وللسؤال عن مدى توافر سياسة وبرامج أعلامية لدعم الصحة النفسية لنساء تأذين من مُعقبات التحول والتغيير ، وحالة الحرب ومنها مؤخرا حرب الارهاب والتطرف شرقا وغربا ،ولدينا بعض الجهود لمُنظمات مدنية ينقصها الخروج أعلاميا ، فردت السيدة المُنظمة : معك حق وعلى الرحب والسعة ، أرسلي سيرة ذاتية وصورة من جواز سفرك ومرحبا بليبيا والليبيات .
وأنطلقتُ برحلتي للمشاركة بالمنتدى الدولي للصحة النفسية للمرأة في الأعلام مُرفقة بمداخلة أعددتها بعنوان " مساهمة وسائل الاعلام في تقوية ودعم الصحة النفسية للنساء " الطائرة التي أقلتني الى مسقط ، كانت مكتملة المقاعد حجزا ، وقد أعلمني شابان مصريان جلسا بجانبي عن فرص عمل متاحة بسلطنة عمان في أكثر من مجال ،وأن هذا العدد بالرحلة جُلهم مصريون قضوا أجازتهم وابنائهم يستعدون للعام الدراسي الجديد بالسلطنة .
ساعة نزولي بمسقط و رغم أن رحلتي كانت ليلية إلا أني لمست عناية وأهتمام ظهر في المطار كما مسافة طريق المطار الى الفندق ، فأشجار نخيل الزينة كمصدات رياح على طول الطريق مُشذبة بعناية ، والنظافة عنوان جميل لمجمل مسقط حتى أن مساحات كانت بها أعمال بناء وتشييد حظيت بعناية وترتيب لما يُمثل مواد بناء .
في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض جرت أعمال المنتدى الذي ضم أيضا ورشا تدريبية في أكثر من مجال أعلامي وصحة نفسية ، كما افتتح معرض يمثل أعمال الرُعاة المنظمين للمنتدى لفتح افاق التعاون مع مؤسسات حضرت اللقاء عربيا ودوليا ، وقادت منصة المحاور و النقاشات شخصيات أعلامية معروفة ،كما جرى تكريم سيدة الشاشة الخليجية من الكويت حياة الفهد ،وتتويج أربع سيدات كسفيرات للهيئة المنظمة للمنتدى " هيئة المرأة للتنمية والسلام .
حكاية زيارتي مسقط والواتس اب تصادف فيها أيضا أعتذار عن المشاركة من قبل وزيرة الشؤون الاجتماعية للمرأة والطفولة بموريتانيا ،وكانت فرصة مداخلتي مُعلقة كوني أُدخلتُ للبرنامج بعد أعداده وتداوله اعلاميا ،لحظة تواصلت معي المنظمة للمنتدى السيدة عواطف الثنيان ونحن في أيام المنتدى بطلب أن أنوب عن الوزيرة الموريتانية أعلنتُ موافقتي وشكرتُها ،وقدمت مداخلتي بالجلسة الختامية والتي شهدت حضورا ملفتا بل وتصدى فيها وزير الاعلام العماني بمناقشتنا فيما طرحنا من أراء ،وكان مما ورد بورقتي أن أرادة الفعل و روح المقاومة تمثل في نشاط وفاعلية المرأة في مواقع النزاع والتوتر نموذج ذلك درنه وبنغازي وسرت وصبراته ومصراته ، غير أننا شهدنا غيابا وقصورا في انشغال الإعلام بتخصيص برامج تدعم الصحة النفسية ومنها اشراك المتأثرات بالاوضاع بسرد قصصهن وتشاركها مع الجمهور المتلقي لتدفع باتجاه دعمهن ومناصرتهن كما والمشاركة الوجدانية، وأن يمارس الاعلام دوره في فتح المجال للبرامج الحوارية فالتعاطي الحر والنقاشات في مواضيع تمس ما يُريح النفس فرصة للخروج من الاضطراب والانغلاق وتعطي الأمل بأن الارادة الفاعلة يمكنها أن تواصل حياتها دون أن تتمترس على البقاء في مكانها المظلم والمنعزل.