كثيرة هي أحلامنا، ولكن ليست كلها قابلة للتحقيق، لكن طول الامل بالله والإيمان والثقة تجعلان من المستحيل أمرا يسيرا. وهناك الكثير من الأحلام التي نرجو الله تحقيقها لنا ولكن التصميم والإرادة التي نملكها جزء من الأمنيات التي قد نحققها، فليست كلها بعيدة المنال ومن الصعوبة بمكان الوصول لها لنحقق السعادة المنشودة بها ،
الحلم يتجاوز الحدود والتحديات التي تواجهنا وقد يكون أعمق من مقال نكتبه في سطور ،الحلم نور قادم من بعيد يضيء بداخلنا الامل ليكون صورة ذهنية لحلم نسعى لتحقيقه وشعلة تنير دربا من الدروب المظلمة التي قد نسلكها قسرا لظروف حياتنا ،فليست الأحلام سوى أطياف تلاحقنا وقد تصبح أوهاما إذا أحبطنا لكن التصميم يجعلنا نرنو إليها بمواجهة العواصف التي تحاول اقتلاعنا لنحولها إلى أهداف نسقطها على واقعنا فتصبح جزء منه ونعبد طريقه بالإصرار والعزيمة التي تجعل منها حقائق ملموسة تعكس أرادتنا القوية وصبرنا الطويل للوصول إليها مع قوة احتمالنا أمام هيجان بحر من بحور الزمان التي تتصدى لأمواجنا الهادئة التي تقلب صفحات الماء لتصمم بصمات عائمة يقرأها الآخر بشكل عابر سبيل ليفهمنا رسالتها .
أحلامنا البسيطة هي جزء من طموح كبير لا يحد منه الإحباط المتكرر والاستخفاف من قبل بعض المرضى في نفوسهم أصحاب العيون الضيقة والفكر المنغلق إلا على ذواتهم وأنانيهم المفرطة وراء الانا الهادمة للإبداع والقاتلة لروح التصميم والإرادة.
أستذكر قصة المهندس موسى صاحب قلعة موسى الاثرية في جبل لبنان بالشوف حين زرتها ذات ربيع في بداية الألفية ورأيت تجسيدها واقعيا في تصميمه لقلعة أثرية باسمه تعرف بقصر موسى وما تجسده من معالم تروي قصة بناءها ليعرفها كل من يزورها.
حسب ما شاهدت ذلك اليوم قيل لي أن المهندس موسى حين كان طفلا في السابعة من عمره يتلقى العلم في كتاتيبالقرية.
وفيإحدى الأيام أثناء الدرس سأله معلمه ماذا ستصبح مستقبلا فأجاب موسى أريد أن أصبح معماريا وأبني قصرا يزوره الناس من كل مكان.
غضب المعلم منه ووبخه وضربه بالعصى لاستخفافه بإمكانيات أسرته الفقيرة في إحدى القرى المنسية بجيل لبنان.
لكن موسى أصر بداخله وصمم على أن يصبح مهندسا معماريا وتحقق حلمه حين كبر فأصبح مشهورا وشيد القصر ليبقى شاهد عصر على حلمه وأصبح معلما سياحيا مشهورا في جبل لبنان بمنطقة الشوف ويقال ان عمر موسى المعماري تجاوز المائة عام وأنه ما زال على قيد الحياة يجني أرباح مهنته وحلمه وقصره المعماري الذي أعتبر نموذجا للإرادة القوية والحلم الذي تحقق بفضل سخرية معلما ظالم له في طفولته.